الثانوية العامة والأزهرية وضرورة احتواء الأبناء
مع قرب إعلان نتيجتي الشهادتين الثانوية العامة والأزهرية، وما يصاحبه من قلق وتوتر لدى جميع الطلاب، فجميع الأسر المصرية بلا استثناء مطالبة باحتواء أبنائها وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لهم بغض النظر عن نتيجة الطالب أو مجموعه الدراسي، خاصة هؤلاء الذين يحصلون على مجموع أقل مما كانوا يطمحون أو يتطلعون.
كيف نتعامل مع نجاح أو فشل الأبناء في الثانوية العامة؟
تلك الحالة التي يشعر فيها الابن بالصدمة هي نفسها اللحظة التي يحتاج فيها وقوف الأب والأم وأعضاء أسرته معه، ومساندته ودعمه وعدم توجيه اللوم إليه، إذ ينعكس ذلك إيجابًا على شخصيته،
على العكس ممن يوجهون اللوم أو العتاب للابن ما يجعله يشعر بالقلق أو الاكتئاب والذي قد يذهب به إلى طريق ربما لا عودة منه، كما رأينا في السنوات السابقة من حوادث انتحار متنوعة لبعض الطلاب والطالبات.
إن الوسطية في التعامل مع أبنائنا بعد ظهور نتيجتهم هي أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لتوصلهم إلى مرحلة نفسية مستقرة، ففي الحالتين إذا كان الطالب موفقًا أو غير موفق،
يجب أن نكون أكثر تحكمًا في ردود أفعالنا، ولا ندع الفرصة لمشاعرنا الداخلية أن تسيطر على تعاملاتنا معهم، حتى إذا تظاهرنا بعكس ما يكمن بداخلنا، نوعًا من التقدير للضغوط التي يقع فيها أبناؤنا في هذه المرحلة.
ضغوط يتعرض لها طالب الثانوية الأزهرية والعامة
طالب الثانوية الأزهرية والعامة يقع تحت ضغط كبير منذ بداية العام الدراسي، محاولة إلمامه بالمناهج من جهة، ومن جهة أخرى يشكل والداه وأسرته عامل ضغط أكبر بسبب المقارنات التي يتعرض لها طوال الوقت، ثم تأتي مرحلة ما قبل الامتحانات لتفجر هذه الضغوط، لأن فكرة ترقب الخضوع لاختبار يقيم مجهوده على مدار عام ليست بهينة.
تستمر سلسلة التوترات النفسية التي تزداد مع مرور كل امتحان، سواء أجاب عنه بشكل يرضيه فيخشى من أن يقل مستواه في الامتحان الذي يليه، أو في حالة الإجابة الضعيفة التي قد تعرضه لإحباط وتوتر نفسي أكبر.
اقرأ أيضاً: أزمة الثانوية العامة في التعليم المصري
تعرف على: مشاكل مرحلة المراهقة وطرق احتوائها
اقرأ أيضاً: المهارات الحياتية الواجب تعليمها للطلاب
لحظة معرفة نتيجة الثانوية العامة
تأتي لحظة إعلان النتيجة، وفق عرفه، لتكون سلاحا ذا حدين، إما أن يكلل مجهوده حتى إن كان بسيطًا أو يزيده إحباطًا ويأسًا، وفي الحالتين يجب أن يتبع أولياء الأمور آلية وسطية يحدّوا من خلالها الآثار السلبية التي قد تحيط بالطالب بعد النتيجة.
فإذا حقق الطالب هدفه وحصل على النسبة المئوية المرغوب فيها، فمن حقه أن يحصل على المكافأة المعنوية والمادية التي يستحقها، ولكن بدون مبالغة، لأن الطالب يشعر حينها بأنه فرد متميز يستطيع أن يحقق ما أراد مما قد يحيد بسلوكه إلى الغرور بدون أن يدري،
وتعامل أولياء الأمور معه من هذا المنظور قد تزيده غرورا أو يضره فيما بعد، وبخاصة أنها ليست المرحلة الأخيرة فهناك مراحل كثيرة من تنسيق واختيار الرغبات وخوض تجربة الدراسة الجامعية.
وإن لم يحصل على المجموع المرغوب وجب الدعم والمساندة، حتى يستطيع الطالب أن ينهض مرة أخرى ويعوض ما فاته من خلال الاحتواء والرعاية الذي تشمله أسرته به.
نصائح للتعامل مع الأبناء أثناء ظهور نتيجة الثانوية العامة
هناك عدة نصائح للأسر يجب اتباعها وتطبيقها مع الأبناء منها:
- الجلوس مع الأبناء في البداية لسرد القصص عن مرحلة الثانوية الأزهرية والعامة القديمة، والتأكيد أن المجموع ليس هو العامل الحاسم لمستقبل جيد، ولكن التخطيط والاجتهاد فيما بعد هو الأهم.
- لا بد أن يسير اليوم بشكل طبيعي دون توتر أو قلق من جانب المحيطين بالطالب.
- استقبال النتيجة بكلمة واحدة “الحمد لله”، ومهما كان رد فعل الابن، على الأهل تحمله وتقبله بكل الطرق.
- على الأهل تغيير مصطلح كليات القمة، جميع الكليات لها مستقبل، وتنتظر من أبنائنا العمل والمستقبل الجديد.
- الابتعاد عن عقد المقارنات مع أبناء الجيران أو الأقارب، لأن قدرات كل طالب مختلفة فلا يمكن أن يحصل الجميع على نفس المجموع.
- الابتعاد عن تحقيق حلمك في ابنك؛ هناك بعض الأهل كانوا يتمنون أن يلتحقوا بكلية الطب أو الهندسة، وبسبب أحداث ماضية لم تتح لهم الفرصة، ويكون على الأبناء تحقيق هذا الحلم، وهو خطأ لأنه يمثل ضغطًا نفسيًا على الأبناء ويحدث صراع بين حلمه هو ومحاولة إرضاء أهله.
- التوقف عن تأنيب الضمير والحديث الهدام الذي لن يغير من النتيجة شيئًا.
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا