التغذية ومرض التوحد
التوحد هو نوع من الاضطرابات التطورية النمائية التي تعرف طبيا بـ “اضطرابات في الطيف الذاتوي”، والتي تظهر عادة قبل بلوغ الطفل سن الثالثة، حيث ينتج هذا الاضطراب عن خلل في الجهاز العصبي، وهذا الخلل عادة ما يؤثر على وظائف الدماغ ونمو الطفل وسلوكه.
ويعاني مرضى التوحد عادة من صعوبات في التواصل والعلاقات الاجتماعية المتبادلة، ومشاكل في اللغة والسلوك. وليس هناك عامل واحد معروف باعتباره المسبب المؤكد بشكل قاطع لمرض التوحد. وقد تشكل الأعراض التي تصاحب الاضطراب تحديا يتحتم على الأهل والأطفال على حد سواء مواجهته.
إلا أن علاج هذا الاضطراب قد يشكل نقطة تحول إيجابية، وبالتالي قد يبلغ معظم الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ليصبحوا فاعلين في الحياة وناجحين.
علاج التوحد:
إلى الآن لا يوجد علاج واضح وفعال بشكل مطلق لمرض التوحد، كما تختلف نتائجه من حالة لأخرى، إلا أن العلاج المكثف والمبكر قد أثبت دوره في إحداث تغيرات واضحة في حياة مريض التوحد وسلوكه. وفيما يلي سنتطرق لأهم العلاجات الشائعة والمستخدمة في علاج التوحد :
- العلاج بالأدوية: حيث تعتبر الأدوية المنشطة والأدوية المهدئة العلاجات الدوائية الأوسع انتشارا اليوم.
- العلاج السلوكي والعلاج بالتخاطب.
- علاجات أمراض النطق واللغة.
- العلاج التربوي – التعليمي.
- العلاج الاجتماعي لتعزيز مهارات التواصل وتحسين اللغة.
- العلاج الغذائي بواسطة الحمية الخاصة.
العلاج الغذائي بواسطة الحمية الغذائية
موضوع تغذية مرضى التوحد والحمية الخاصة التي أثبتت العديد من الحالات بأن لها دورا كبيرا في علاج مرض التوحد وأحرزت تقدما كبيرا ونتائج إيجابية لدى العديد منها، إلا أن الباحثين والمختصين ينقسمون إلى الآن إلى صفين حول هذا الموضوع، فمنهم من لا يستطيع تأكيد أو نفي دور الغذاء ونجاعة هذه العلاجات المتنوعة على مرضى التوحد، ومنهم من ينفي كليا دورها بما أن الأبحاث والتجارب العلمية لم تجد أي تفسير علمي لها.
وأهم العلامات الإيجابية لتطبيق هذه الحمية والتي ظهرت على مجموعة من مرضى التوحد: ازدياد معدل التركيز والانتباه، وتقليل النشاط الزائد والسلوك العدواني، وتحسن في عادات تناول الطعام والنوم، ولذلك لا بد من تجريب هذه الأنواع من العلاجات البديلة أو الحميات على مريض التوحد ولو لفترة قصيرة طالما أنه ليس هناك أي آثار جانبية قد تحدثها هذه الحميات، إذا ما تم مراعاة موضوع البدائل في تغذية مرضى التوحد وسد أي نقص في الاحتياجات من العناصر الغذائية المختلفة، لملاحظة إذا ما كان هناك تغير إيجابي أولا.
تعريف الحمية الغذائية
وتعرف الحمية الغذائية للمصابين بالتوحد بأنها الحمية الخالية في مكوناتها من الكازين والجلوتين. ويعرف الكازين على أنه البروتين الأساسي المكون للحليب ومشتقاته، أما الجلوتين فهو البروتين الموجود بشكل أساسي في العديد من الكربوهيدرات وخاصة في القمح والشعير والشوفان.
وتبدأ الحمية بشكل تدريجي بحيث يتم البدء بإزالة الكازين من حمية الطفل وبعد فترة من ملاحظة التغييرات الإيجابية على الحالة يتم إزالة الجلوتين. وعادة ما يحتاج الكازين إلى فترة أسبوعين تقريبا حتى يتم تنظيف الجسم منه، بينما الجلوتين فهو يحتاج من خمسة إلى سبعة أشهر تقريبا لتخليص الجسم منه.
لقد لاحظت الأمهات اللواتي طبقن نظام تغذية مرضى التوحد على أطفالهم المصابين بالتوحد بأنه مع بدء المباشرة بتطبيق الحمية مع طفل التوحد قد تظهر في الفترة الأولى لتطبيقها بعض الأعراض مثل تكرار التبول والخمول وزيادة العاطفة والبكاء، إلا أنه يفضل الاستمرار في تطبيق الحمية لرؤية النتائج المرجوة. وبأنه في حال حدوث أي خلل في اتباع الحمية _أي إدخال بعض كميات الجلوتين أو الكازين_ قد يعاني الطفل من بعض ردود الفعل كزيادة النشاط أو العدوانية (السلوك العدواني).
الغذاء المسموح لطفل التوحد هو:
- الخبز المصنوع من الذرة والأرز.
- جميع الخضروات والفاكهة.
- الأرز والخضروات الورقية والبقوليات.
- اللحوم والدواجن والأسماك والبيض.
- البطاطس والبطاطا والقلقاس.
- توجد مخبوزات خالية من الجلوتين بشرط شرائها من أماكن موثوقة.
الممنوع لغذاء التوحد هو:
- القمح وكل منتجاته، أو كل ما يصنع من دقيق القمح مثل الخبز البلدي والمكرونة والشعرية والبسكويت والكاتشب والمايونيز ولسان العصفور والكيكة والحلويات الشرقية مثل البسبوسة والكنافة.
- الحليب ومنتجاته وكل ما يصنع من اللبن، مثل الجبن والزبادي وكل أنواع الجبن والكريمة والأيس كريم المصنوع من اللبن.
تمنياتي لأطفال مصر بالصحة.
اقرأ أيضاً:
العلاقة بين مكون الغذاء والسرطان
أمراض التمثيل الغذائي للكربوهيدرات
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.