فن وأدب - مقالاتمقالات

الاندماج التمثيلي

كنت من المعتقدين أن الممثل لا يكون محترفًا دون الاندماج وتلبس الشخصية ؛حتى يصبح جزءًا منها وهي جزءًا منه؛ لكن تبين لي أن الاندماج يؤثر تأثيرًا كبيرًا في الممثل والمشاهد معا بالسلب لا بالإيجاب؛ فالممثل عندما يندمج في شخصية غير إيجابية كلص أو نصاب أو منتهك أعراض أو قاطع طريق أو غير ذلك من الشخصيات قد يتأثر المشاهد باندماج الممثل ويستحسن هذه الشخصية بسبب هذا الاندماج ويقلد فعله.

رأينا هذه الحالة في أفلام الفنان “محمد رمضان” وتمثيله لشخصيات “عبده موتة” و”الألماني” وغير ذلك من الأعمال التي تنقل البلطجة للمشاهدين وتأثر جيل بأكمله من الشباب بمثل هذه الأدوار؛ لأن صاحبها اندمج وفعل كل ما بوسعه لتكون مثل هذه الشخصيات موضع تقليد من المشاهدين وبالأخص صغار السن منهم وقد حدث.

الاندماج التمثيلي سلاح ذو حدين

هذا هو تأثير الاندماج التمثيلي على المشاهدين. فهو سلاح ذو حدين؛ فالاندماج تأثيره أيضا على الممثل لا يمكن إنكاره وهناك من الشواهد الكثير على هذا التأثير منها مسلسل (الصعلوك) من بطولة الفنان “خالد الصاوي” والشخصية في هذا المسلسل فيها البطل كما يقال “هلهلي” بمعني يتعامل بكل بساطة مع الناس ومع الظروف والأحداث التي يمر بها

وأرى أن الفنان خالد الصاوي لم يستطع الخروج من هذه الشخصية فطريقته وأسلوبه في الكلام قبل تمثيل هذا الدور يختلف كل الاختلاف بعد تمثيله هذا الدور وكأنه رأى أن هذه هي الطريقة المثلى للحياة والتعامل مع الناس وعلى المهتم أن يقارن بين “خالد الصاوي” قبل هذا المسلسل وبعده ليرى الفارق .

ومن الاندماج التمثيلي الضار بين أصحاب المهنة الواحدة ما كانت تحكيه الفنانة الراحلة “فاتن حمامة” من أنها كانت تخاف من التمثيل أمام الفنان “زكي رستم” وهو رائد الاندماج؛ لأنه في حالة الاندماج إذا ضربها بيده كانت ضربته كفيلة بإلقائها بعيدا، وما حكته الفنانة سناء جميل من ضرب “عمر الشريف” لها بالقلم على وجهها أثناء الاندماج في فيلم بداية ونهاية مما كاد أن يسبب لها الصمم في أذنها .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الاندماج التمثيلي ليس هو جوهر الأداء التمثيلي وإنما هو الأداء الرائع للممثل والذي يستطيع من خلال مصداقيته أن يصل للمشاهد بكل سهولة ويسر ومن الممثليين المشهوريين في القرن العشرين الذي كان لا يؤمن بالاندماج هو “لورانس أوليفيه” والذي كان يؤدي دوره التمثيلي ببساطة ودون اندماج وكان يصل للجمهور بدون مبالغة وتصنَّع بالبساطة والهدوء في أدائه للدور.

اقرأ أيضاً:

الأم في السينما

السينما العالمية والشرق

توكتوك محمد رمضان

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة