مقالاتقضايا شبابية - مقالات

الاضطرابات النفسية والإدمان

الاضطرابات النفسية الناتجة عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها أى إنسان يعيش في هذه الحياة؛ وذلك لأن أكثر ما يميز حياتنا هذه هو التعقيد لا السهولة واليسر، وينتج عن الاضطرابات النفسية عرض خطير يصيب الإنسان وهو الإدمان هو عرض يطرأ على حياة الإنسان، وأُسميه عرض؛ لأنه يأتي ويزول ولكن يختلف من شخص لآخر في فترة الملازمة؛ فقد تطول أو تقصر، وفى كل الأحوال يترك جرحًا لا يندمل ولو فاتت السنون والأيام.

أشكال الإدمان

و الإدمان الذي يلجأ إليه المضطرب نفسيًا له أشكال عدة، وليس كما هو معروف عند الناس أنه يقتصر على المواد المخدرة؛ بل قد يكون الإدمان على المشروبات الكحولية وإدمان الإنترنت والطعام والنوم فيما يعرف نفسيا “بالنوم الهروبي” وأخيرًا الدواء النفسي من مضادات الاكتئاب والمهدئات والمنومات إلى آخر روشتات الدواء النفسي، وغير ذلك من أشكال الإدمان الذي يلجأ إليها المضغوطون نفسيًا لخلق عالم افتراضي من خلاله يرحمهم من الواقع المر، وأخطر أنواع الإدمان هو إدمان المواد المخدرة ولنا فيه وقفة تاريخية لنعرف كيف يستغله الأعداء للسيطرة على الآخر.

حرب الأفيون

يستغل الأعداء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا ليكون ذلك مدخلا لبضاعتهم من المواد المخدرة بكل أنواعها يهربونها داخل بلادنا ليقع شبابنا فريسة لها خاصة وأنهم هم الفئة العمرية الأكثر تأثرا بهذه المشاكل يروجون بينهم المخدرات على أنها الحل للمشاكل؛ لأنها تفصلك عن الواقع غير المقبول، وعلى أنها تحسن المزاج، وتخرجك من الحالة النفسية السيئة، والأماكن المفضلة لهؤلاء الشياطين للترويج لبضاعتهم فى الأندية والشوارع والمدارس والجامعات.

هدف الأعداء من نشر هذه السموم بين الشباب هو السيطرة على عقولهم وأجسامهم وهي الخطوة قبل الأخيرة لإحكام السيطرة على بلادنا سيطرة كاملة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سيطر البريطانيون على بلد كبير مثل الصين بمادة مخدرة كالأفيون فبريطانيا كانت تستورد من الصين الشاي والحرير والبورسلين وكانت تدفع ثمن هذا نقدًا بالفضة وطلبت من الصين أن تفتح أسواقها في المقابل للبضائع البريطانية.

رفض الإمبراطور الصيني “شيان لونج” قائلا أن الصين لديها مايكفى من السلع وهي ليست في حاجة لبضائع من البرابرة، فما كان من بريطانيا إلا أن طلبت من شركتها الهند الشرقية البريطانية أن تزرع الأفيون في الهند وتهربه للصين ففعلت حتى انتشر إدمان الأفيون بين الصينيين، الأمر الذي دفع الصين لاستيراده وبكميات هائلة ودفع ثمنه فضة وتحوَّل التفوق في الميزان التجاري والسيطرة لصالح بريطانيا.

للإدمان وجوه أخرى

إدمان المشروبات الكحولية التي تُذهب العقل وتُغيبه فلا يعلم الإنسان من أمره شئ لا من معاملات بينه وبين الناس ولا أقوال تفوَّه بها أمامهم وهو في حالة السُكر.

إدمان الإنترنت طمعا من المدمن في إيجاد عالم افتراضي مثالي خالي من المشاكل والضغوط النفسية يكون هو المتحكم في هذا العالم لا العالم هو المتحكم فيه.

إدمان الطعام كثير منا عندما يواجه مشاكل نفسية يتجه للطعام ويفترس منه ما تطوله يداه فلا يهم المفترس نوعية الطعام الذي يأكله أطعامًا صحيا يأكله أم غير ذلك! وفوق ذلك لا اعتبار عنده لمقدار الطعام فهو في ذلك عرض مستمر .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إدمان النوم ويسميه علماء النفس “بالنوم الهروبي” وهي حالة يلجأ إليها المصاب نفسيا لعالم آخر هربًا من مشاكل العالم الواقعي.

هل من مخرج؟

كل هذا الإدمان بأشكاله المختلفة هروب من المشاكل النفسية. وهذا لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدًا على تعقيد لأن المُدمن غيَّب عقله المنوط به في الأساس المواجهة وحل المشكلة، فبالعقل وحده تستطيع حل المشكلة حلا علميا بأن تستشعر وجود المشكلة كخطوة أولى، ثم كخطوة ثانية تحدد مجموعة من الحلول للمشكلة، ثم تطبيق كل حل وتجربته، ثم التغذية الراجحة بتقييم كل حل لتختار أيهما المناسب للتطبيق .

هكذا يكون حل المشاكل أيًا كانت حلا علميا من الناحية النفسية لا بالهروب إلى إدمان لا يفيد؛ بل يضر ويزيد المشاكل تعقيدًا على تعقيد، وعلى الإنسان أن يظل يقظًا ما وسعه إلى ذلك من سبيل وأن يُدرب عقله دائمًا على المواجهة و حل المشاكل؛ فهذه رياضة عقله و قدره.

اقرأ أيضا:

لا للمخدرات

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سجن افتراضي

كيف نرفض ما يحدث في الواقع دون أن ننفصل عنه؟

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة