الاحتلال الإسرائيلي وقضايا الإتجار بالبشر وحكايات عن معاناة أهلنا في غزة
مقدمة
منذ مدة من الزمن والمحتل ينقل صورة مثالية عن نفسه أمام دول العالم وشعوبه التي تسانده، فهو الناجي والمعتدى عليه من الهولوكوست وكان ناجيًا من حرب إبادة جماعية، والملفت للنظر أن العرب والمسلمين قدموا الحماية لليهود أكثر من مرة ومنعوا إبادتهم من دول أوروبا، مثل إسبانيا في العصور الوسطى، وأسكنوا اليهود المضطهدين في دولنا الإسلامية مثل المغرب وتركيا، ثم بعد ذلك يعد الوعود الأوروبية للمحتل الصهيوني، وبعد مشاركته في الحرب العالمية صرنا أعداء له وردَّ الجميل لنا بأن احتل أرضنا في فلسطين، ومن قتلوه وأبادوه أصبحوا أصدقاءه، مثل إسبانيا وألمانيا وروسيا وغيرهم من الأماكن التي طُرِدوا منها، أصبحوا أصدقاء اليوم وغسلت المنظمة الصهيونية عقل اليهود وغير اليهود ليكونوا واجهة استعمارية احتلالية للغرب بثوب جديد.
بدأ بروز موجة الديموقراطية من الغرب بكتاباتهم وتصدير فكرة العربي المتخلف والقاتل والسارق والإرهابي للعالم، وأن المحتل الإسرائيلي مصدر النزاهة في الشرق والعلم والتقدم والديمقراطية، لكن الحقيقة غير ذلك، فحديثنا اليوم ليس المحتل الصهيوني واحتلال وتهجير البشر، لكن عمليات إتجار بالبشر وعمليات خطف الأطفال وتجنيدهم التي يجب محاسبته عليها أمام العالم وترك الصورة المثالية التي يتحدث بها عن نفسه أمام العالم.
قد آن الأوان أن يُكشف الستار عن الوجه الحقيقي للإجرام الصهيوني المتمثل في أكبر جريمة في التاريخ الإنساني، ألا وهي جريمة الإتجار بالبشر.
الاحتلال الإسرائيلي وتجارة الأعضاء البشرية
فعلى مرأى ومسمع العالم أجمع صدرت هذه الانتهاكات من إسرائيل:-
1- محاولة نبش قبور البشر، إذ نبش المحتل قرابة 1100 قبر وأخذ جثامين الشهداء وأعاد الجثث من دون أعضائها الداخلية، مما يعني أخذهم تلك الأعضاء والإتجار بها، رافضًا تقديم أي معلومات عنها، وفي واقعة أخرى داسها بالجرافات وامتهن كرامتها دون مراعاة أي قدسية لأموات أو مقابر، حتى لا يصور الصحفيون هذه الجثث أو يراجعها الطب الشرعي الفلسطيني.
2- أخْذ أطفال رضع، التي تضعه تحت طائلة خطف الأطفال والعمل على تجنيدهم في المستقبل، وقد كانت له سابقة عهد بذلك، فقد خطفت إسرائيل في الماضي أطفالًا يهودًا من أسر يمنية وجندتهم في الجيش الإسرائيلي.
وهذه الجرائم وثقها الهلال الأحمر الفلسطيني والأونروا.
اقرأ أيضاً: ثقافة لوم الضحية
إسرائيل تتصدر تجارة الأعضاء البشرية على مستوى العالم
عند الاطلاع على هذا التقرير الصحفي الصادر من منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، انتابني الفضول حيال البحث عن خلفية إسرائيل في جرائم الإتجار بالبشر، واتضح الآتي:-
تعد إسرائيل من الدول التي يأخذ اقتصادها حيزًا من تجارة الأعضاء البشرية على مستوى العالم، إذ تشير التقارير الاقتصادية حول العالم إلى ذلك، وتتصدر تجارة الجلود البشرية حيزًا عاليًا أيضًا، كذلك توافر الأجسام البشرية التي تحصل عليها من الفلسطينيين سواء أحياء أو أموات لإجراء التجارب العلمية، وذلك في مراكز وجامعات علمية إسرائيلية، والغريب أنه يستخدم خلايا جذعية من مخ البشر، وتستخدم في تصنيع الأدوية والمواد المخدرة التي تتاجر إسرائيل فيها على مرأى ومسمع العالم كله، كذلك استخدامها في مواد غذائية تُصدر على مستوى العالم، الغريب هو صمت المنظمات الدولية عن هذه الجرائم!
حكايات عن معاناة أهلنا في غزة
- يحكي أحد أصدقائنا في غزة أنه من شدة البرد بعد نزوح أسرته حفر الخال قبرًا في التراب بمنطقة النزوح، ونزل داخل القبر ليتغطى بالتراب من شدة البرد، في الصباح يخرج، ولما يجي الليل ويشتد البرد رغم أنه تحت تهديد الموت والقصف، وكان ذلك من أقسى الظروف الإنسانية الأقوى من الجوع والعطش ألا وهو البرد، ولك أن تتخيل أن الناس بعضهم وصل بهم الحال أنهم يحفرون تحت الأرض وهم أحياء ويدفنون أنفسهم في الأرض فقط ليحموا أنفسهم من الشعور القاسي بالبرد.
- كان النزوح إلى الجنوب صعبًا جدًا من الساعة التاسعة صباحًا إلى العشاء، مع وجود أطفال في حاجة إلى الطعام والشراب واحتياجهم للحمام، ليس هناك حمام! وممنوع الشرب لأن المياه قد تكون معكرة وملوثة، حتى أن أخي كان عنده السكري ويريد أن يشرب فلا يستطيع، قصة النزوح لم تكن سهلة وكانت صعبة جدًا، كنا ننام على الرمل ووجود الناس بالشوارع وكان معنا كبار سن ولم يكن في المكان الذي نزحنا إليه مياهًا.
- “كلمت صاحبي عبد الله وقلت له اليهود بدهم يقتلوا أهلي وأن الهدف ليس قتل حماس بل إبادة الناس ولا يريدون أي فلسطيني في وطنه، وأننا نتعامل مع موتنا أنه خبر عادي، وأن الاحتلال يبحتوا على قتل الغزيين وأن النساء بغزة ولادها ماتوا جعانين”.
- “كل خطوة وإحنا ماشيين عارفين أننا ميتين وهنا قناص وهنا دبابة، والإسرائيليون قلعوا أحد الرجال ملابسه أمام أطفاله وزوجته وتعمدوا إهانته أمامهم، وأخذوا نساء وصبايا وأخذوا أطفال ورجال كبار بالسن وما كانوا يفرقوا”.
اقرأ عن: أباطيل الصهاينة
الشهيد فوزي مخالفة
تحكي أخت الشهيد فوزي: “إنهم ضربوا أكثر من 40 رصاصة، دخلت في جسد فوزي، بعدها خالي تلقائيًا صار يكبر ويقول الله أكبر، وأن أخته وصلت المستشفى وكان عندها أمل أن يكون عايش، وأول ما رأوه استشهد قالوا الحمد الله وقالوا أننا راضيين بقضاء الله والحمد الله أن ربنا اختاره شهيد، وربنا أحبه وأخذه عنده وإن شاء الله ربنا يجمعنا بيه بالجنة، وسبب التخفيف عنا أنه شهيد ومن المحزن أن والدة الشهيد لما سمعت صوت الضرب بالفيديو المسجل لحظة استشهاده كانت تتمنى أنه ما يكون ابنها من شدة الصدمة، وأقول أنه ما كان الاعتداء الأول على العيلة وأن يوم تخرجها دمر المستوطنون عندهم بيتهم بالكامل، وأيضًا البيت الموجود بالسهل حرقه المستوطنون بالكامل بيوم تخرجها، وفي الأسبوع التالي اعتدوا على ولاد خالتها ورشوهم بالغاز، والثالثة كانت استشهاد فوزي”.
الأطفال بعضهم كانوا نائمين لكن طائرات الاحتلال استهدفت منزل في شمال رفح أدى إلى استشهاد هؤلاء الأطفال الأربعة وعدد آخر من العائلة ما زالوا تحت الأنقاض، والطواقم الطبية تعمل على إنقاذ عدد كبير منهم. إن الاحتلال لا يستهدف إلا المدنيين والأطفال، وهذه العائلة نزحت من شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح وقد استشهدت في أثناء قصف طائرات الاحتلال لمنزلهم.
مقابر حي التفاح
وفي تقرير صحفي من حي التفاح شرق مدينة غزة إذ لا شيء مدهش بهذا المكان سوى أن القتل والإجرام الإسرائيلي لم يطل فقط المباني والمساجد، إنما نحن الآن في مقبرة حي التفاح القديمة، هذه المقبرة التي يتجاوز عمرها 100 عام، هذه المقابر جميعها نُبشت! داستها الجرافات والدبابات الإسرائيلية، ويعود الأهالي من مختلف المناطق في مدينة غزة للبحث عن جثامين أبنائهم، وهذا التراب معجونة به جثامين الشهداء والأموات، لم يجد الأهالي قبورًا، بالكاد وجدوا بعضًا من جثث أبنائهم، هذا الحي تعرض لتدمير كبير وكل المنازل التي يمكن أن تشاهدوها مدمرة كليًا أو جزئيًا، وحتي التي دمرت جزئيًا لا تصلح للسكن؛ التي بقيت قائمة على أعمدتها مثل هذه المنازل حرقت تمامًا ودمار كبير ضرب حي التفاح، والأهالي أصيبوا بالدهشة من هذا المشهد!
تعرف على: كيفية نشأة الكيان الإسرائيلي الصهيوني؟
في النهاية
أدعو كل المنظمات الدولية العاملة مع اللاجئين وحماية حقوق الأطفال وحقوق الإنسان، وكل المنظمات الدولية والعربية المتمثلة في جامعة الدول العربية والتعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وكل المنظمات العالمية، بفتح تحقيق موسع لرصد هذه الانتهاكات وعرضها أمام العالم الحر، فهناك شهادات موثقة من الهلال الأحمر والأونروا والصليب الأحمر وشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات تجاه جرائم المحتل، كشف عدم مثالية المحتل أمام العالم، فيده ملطخة بدم الأطفال والإتجار بهم وأخذ الأموال من وراء أجسامهم، وكذلك خطف الأطفال وتجنيدهم، وإن كانت المنظمات الدولية جعلت هذه الجرائم لدى دول إفريقيا وآسيا وشعوبها بالسابق، فهذا المحتل يرتكبها على مرأى ومسمع العالم كله، فلم التمييز بحق الناس في العدل والمساواة؟ أم أن هناك ظلمًا عالميًا؟!
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا