اعمل الصح
جملة ساخرة قالها الأستاذ غسان مطر لحزلقوم في أحد الأفلام الشهيرة.. والتي اعتبرها حزلقوم جملة غامضة لا معنى لها، وكذلك اعتبرتها أنا في وقتها، ولكنني مع الوقت أكتشف أن الجملة واضحة ومفيدة جدا في حياتنا العملية حين نشعر بالحيرة والارتباك،
وهي لا تختلف كثيرا عن الحديث الشريف: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”، أي عندما تختلط عليك الأمور وتشعر بأن تصرفا ما مشكوك في صحته وصوابه فحاول أن تفعل ما لا تشك فيه.
فقد يبدأ صديق معك مثلا بالتقصير في ظروف صعبة تمر بها وعندما يوضع في نفس الظروف قد تقع في حيرة وتقول: “هل أرد عليه بالمثل أم تأخذ بنصيحة الأستاذ غسان مطر وأن (تعمل الصح)؟”، وفي هذه الأوقات اعمل الصح بلا تردد.
وقد لا تكون قادرا في كل الأوقات على عمل الصح، ولكن اجعله دائما نصب عينيك واعرف أن التصرف الصحيح في هذا الموقف هو كذا وأنت لا تستطيع الالتزام به لظروف خاصة، ولكن لا تحاول التبرير ولا تقنع نفسك بأن ما تفعله من خطأ صحيح لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصحنا بألا نكون إمعة، وألا نقلد الناس في كل ما يفعلونه من خطأ وصواب، والصحيح أن نوطن أنفسنا على عمل الصح حتى لو سخر الناس منا أو اعتبرونا غرباء أو مجانين أو شواذ.
وقصة حفار قناة السويس ليست بعيدة وهي تدور عن نفس الفكرة وهي أن تعمل الصح كما تراه وتعتقده بعيدا عن سخرية الساخرين واستغراب الهازئين.
وكم هو جميل أن تتحول هذه القصة الواقعية إلى قصة أدبية ملهمة بعنوان (قوة فعل الشيء الصحيح)، وهي لا تختلف كثيرا عن نصيحة الأستاذ غسان مطر وهو (اعمل الصح)، ولكننا نحب الأمريكان ونقتنع بكلامهم أكثر.
اقرأ أيضاً:
لا تشرق شمس حضارة إلا بالأخلاق
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
