مقالات

الأرض تختنق

تعتبر إزالة الغابات كارثة بكل المقاييس لحياة الإنسان على كوكب الأرض، وهي دليل على قصر النظر وسوء التخطيط، كمن يذبح الدجاجة للحصول على الذهب، فنجد أنه لتحقيق مكاسب اقتصادية سريعة كالحصول على الأخشاب والورق وحتى التوسع في الزراعة المستديمة تم قطع وإزالة 11088 كيلومتر مربع من الغابات في البرازيل ما بين 2019 و2020. في السطور التالية سوف نستعرض أبعاد المشكلة وسبل مواجهتها.

في البدء كانت الحاجة

حيث الحاجة إلى التوسع الزراعي والصناعي منذ الثورة الصناعية في القرن الـ 18، فتم تدمير الغابات لإنتاج الأخشاب والمطاط والمحاصيل الاقتصادية كالقمح والذرة والفواكه وغيرها، وإقامة المنشآت اللازمة للحياة العصرية -من وجهة نظر مؤيديها- دون النظر إلى عواقب ذلك على صحة الإنسان وسلامة النظام البيئي ككل، فازداد التلوث وانتشرت الأمراض.

ليس ذلك فحسب بل تبقى حرائق الغابات الناتجة عن الصواعق والبراكين أو الأنشطة البشرية كإشعال النار أثناء التخييم والشواء ورمي أعقاب السجائر في الغابات وحتى الحرائق المتعمدة ضمن الأسباب التي تقضي على الغابات.

الأرقام لا تكذب

إزالة الغابات

  • توفر الغابات 80% من إنتاج الأدوية التقليدية.
  • تقع 53% من الغابات في أمريكا – روسيا – الصين – كندا – البرازيل.
  • يفقد العالم ما مساحته 309.523.81 فدان كل عام من الغابات.
  • تغطي الغابات 31% من مساحة الكرة الأرضية .

اقرأ أيضاً:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

غابات الأمازون رئة العالم

عصر البلاستيك

أغرب الفرضيات العلمية

الأضرار التي تترتب على إزالة الغابات

  1. اختلال درجات الحرارة، فتارة تحدث أمطار في الصيف وتارة موجات حر في الشتاء، وبالتالي التأثير على نمو المحاصيل وانتشار الحشرات.
  2. انقراض بعض الحيوانات مع ما يترتب على ذلك من خسارة مورد طبيعي للجلود أو اللحوم أو بعض المواد المفيدة علاجيًا.
  3. حدوث الفيضانات نتيجة غياب الأشجار التي تمتص مياه الأمطار.
  4. زيادة التصحر.
  5. زيادة غازات الاحتباس الحراري خاصة ثاني أكسيد الكربون لغياب الأشجار التي تمتصه.
  6. نقص محتوى الأكسجين في الهواء الجوي مع ما يترتب على ذلك من مشاكل صحية للإنسان.
  7. تلوث الهواء نتيجة الأدخنة المنبعثة من حرائق الغابات.
  8. خسارة مصدر هام للجذب السياحي.
  9. حرمان الإنسان من الطبيعة، وهذا ليس بالأثر الهين، حيث يصاب الإنسان على المدى الطويل بالاضطرابات النفسية، كما يتحول إلى مجرد آلة فاقد للإحساس بقيم الجمال والسلام.

كيفية مكافحة خسارة الغابات

إزالة الغابات

  • عدم إقامة مشاريع صناعية بالقرب من الغابة لتفادي التلوث.
  • تشكيل لجان من وزارة البيئة والزراعة لمراقبة الغابات وحمايتها.
  • توعية زوار الغابات بأهمية الحفاظ عليها.
  • نظرًا لصعوبة التوقف التام عن قطع الغابات، بالإضافة إلى استحالة منع الحرائق الطبيعية، لذا فإن الوسيلة المضمونة هي إعادة زراعة الغابات المتضررة كلما أمكن، وزراعة غابات جديدة لا سيما في الأماكن الصحراوية ضمن ما يعرف بهندسة المناخ.
  • التوسع في زراعة الأشجار المثمرة أمام المنازل وفي الشوارع لنشر ثقافة الحفاظ على البيئة، ومحاولة إحداث توازن مع الأشجار المزالة من الغابات.
  • السيطرة بأسرع ما يمكن على حرائق الغابة فور حدوثها، من خلال إقامة محطات للإنذار المبكر متصلة بطائرات دون طيار محملة بمواد إطفاء صديقة للبيئة، أو إنشاء وحدات مستديمة لحماية الغابة يقيم داخلها مختصون وعلماء في حماية الغابات والدراسات المرتبطة بها.

تجارب ناجحة

  • تم البدء في زراعة غابة سيرابيوم في صحراء سقارة عام 1994 وخلال 20 عام نمت الأشجار بكثافة في مساحة تزيد عن 476 فدان، وتم ري الأشجار بمياه الصرف الصحي المعالجة الغنية بالعناصر الغذائية كالفوسفور والنيتروجين، إضافة لارتفاع درجات حرارة الهواء مما ساعد على زيادة سرعة نمو الأشجار.
  • غابة أشجار الباولونيا الخشبية -راجع مقالنا عن الباولونيا- الموجودة على طريق حلوان الكريمات بمساحة 250 فدان، وهي من أسرع الأشجار نموًا في العالم وتهدف إلى تعويض نقص الإنتاج الخشبي في مصر.

المصادر:

  • مجلة العلم عدد531 يناير 2021.
  • موقع موضوع.
  • بوابة الوطن الإلكترونية.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط