أسئلة عامةأسرة وطفل - مقالاتمقالات

أسباب الطلاق، أهم شروطه وأنواعه.. كيفية حل مشكلة الطلاق

طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للإحصاء لعام ٢٠٢٠ فإن عدد حالات الطلاق في مصر بلغت ٢٢٢٠٣٦ حالة! والنسبة الأكبر من حالات الطلاق قد وقعت للفئات العمرية من (٣٠ – ٣٥) سنة،

بنسبة تدور حول ٢٠٪ من حالات الطلاق وبنسبة تقترب من ٣٥٪ من الحاصلين على شهادة متوسطة، فالطلاق ليس حالات فردية أو عابرة، وإنما ظاهرة يجب النظر فيها والبحث في أسباب الطلاق وشروطه.

تعريف الطلاق

الطلاق في اللغة هو رفع وحل القيد، وأما في الاصطلاح فهو يعني إنهاء العلاقة الزوجية، وما ينتج عن هذا الإنهاء من تغيير في التزامات وواجبات وحقوق كل طرف تجاه الآخر.

أسباب الطلاق

أسباب الطلاق

لا شك أن الطلاق هو السبيل الأخير للزوجين، ومع اضطرارهم له على الرغم من صعوبته على النفس وما قد يستتبعه من مشاكل أسرية وشخصية واجتماعية للطرفين، لذا كانت أسباب الطلاق تختص بكل ما يزعزع من الزواج ويهدم حتى فرص التعايش والاستمرار بين الطرفين:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الخيانة الزوجية:

في حين تقوم علاقة الزواج على الأمان وتقوى تلك الرابطة بالثقة، فإن الخيانة تهدم كل ما سبق، حيث تنهار الثقة بين الزوجين مع اهتزاز صورة الطرف الآخر كإنسان لا أخلاقي لا يمكن استمرار الشعور بالأمان معه.

والخيانة هنا لا تعني فقط العلاقة الجسدية، وإنما قد تعني فقط الخيانة العاطفية، حيث يميل أحد الزوجين عاطفيًا إلى شخص خارج دائرة الزواج.

أسباب الخيانة الزوجية

وللخيانة أسباب عديدة:

  • قلة التواصل أو انقطاعه.
  • قلة الاهتمام بالمظهر.
  • زيادة الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي على حساب التواصل مع الطرف الآخر.

الاختلاف بين الزوجين:

علاقة الزواج علاقة تكاملية أساسها التوافق بين الزوجين، التوافق الاجتماعي والفكري، والذي بدوره ينتج عنه توافق نفسي وأخلاقي، فمع وحدة الهدف والرؤية بين الزوجين وخاصة مع كون هذا الهدف أخلاقيًا والرؤية عقلانية، تزداد أواصر العلاقة بين الزوجين.

أسباب الاختلافات الزوجية

ومع ازدياد الاختلافات بين الزوجين تزداد الهوة في العلاقة التي قد تؤدي في النهاية إلى الانفصال، وهذه الاختلافات ناتجة عن:

الخلافات العائلية:

للأسرة والبيئة أثر على تكوين رؤية الإنسان، لذا فإن النشأة في منزل شهد حالة طلاق أو انفصال، يجعل من الأبناء أكثر قبولًا وعرضة للانفصال أو الطلاق في علاقاتهم الزوجية المستقبلية.

كما أن الخلافات العائلية بين عائلتي الزوج والزوجة قادرة على إشعال الفتن في المنزل، خاصة مع سماح أحد الطرفين أو كلاهما للتدخلات العائلية في حياتهما الخاصة، وأن تسري أحكام العائلة على منزلهما.

الخلافات المادية:

قدر ما يحمله التوافق الاجتماعي والفكري من أهمية، كذلك التوافق المادي وفهم الطرفين لاختلاف المسؤوليات المادية الملقاة على عاتقهم.

وخصوصًا مع غلبة الفكر المادي واختلاف الأهداف والرؤية بين الزوجين، تقل قدرتهم على الصبر والاحتمال والعبور من الأزمات المادية.

شروط الطلاق

العلاقة الزوجية هي علاقة شرعية يقرها الشرع والقانون، لذا كانت شرائط الطلاق شرائط شرعية عقلية، فمن هذه الشرائط:

  • أن تكون العلاقة بين الطرفين هي علاقة زواج شرعي لا زال قائمًا.
  • أن يكون الزوج بالغًا عاقلًا في كامل قواه العقلية، فلا يعتد بطلاق القاصر أو طلاق الغاضب غضبًا شديدًا أو طلاق المغشي عليه مثلًا.
  • أن يكون الزوج حرًا مختارًا فلا يقع الطلاق بالإجبار.
  • أن يكون الطلاق اللفظي بلفظ واضح لا لبس فيه ولا يحتمل معنيين.
  • أن تكون نية الزوج في حالة الطلاق اللفظي هي الطلاق.
  • في حالة الطلاق المكتوب فيشترط أن يكون كتابة واضحة على ورق رسمي ولا يشترط فيه النية.
  • طلاق الإشارة (طلاق الأخرس كمثال) لا يشترط فيه النية ولكن يشترط وضوح الإشارة.

اقرأ أيضاً:

المشكلات الأسرية .. الأسباب والحلول

انفصال الطلاق والشرف

الأسرة مسؤولية

أنواع الطلاق

 

أسباب الطلاق

تنقسم أنواع الطلاق على حسب عدة شروط:

أ- فمن حيث إمكانية الرجوع

  1. الطلاق الرجعي: الذي يمكن رجوع الزوج إلى زوجته قبل انتهاء العدة.
  2. الطلاق البائن: طلاق لا رجعة فيه.

ب- من حيث العوض (عوض يدفع من الزوجة للزوج)

  1. طلاق بدون عوض.
  2. طلاق بعوض (الخلع).

ج- من حيث الصيغة

  1. الطلاق الصريح.
  2. الطلاق الكنائي.

د- من حيث تعلق الطلاق

  1. الطلاق المنجز (يقع فور صدوره).
  2. الطلاق المعلق بحدوث شرط.
  3. الطلاق المضاف (المعلق بقدوم الأجل الذي حدده الزوج).

هـ- من حيث الحكم

  1. الطلاق السني (حدوث الطلاق في غير وقت حيض أو نفاس).
  2. الطلاق البدعي (كقول الزوج طالق بالثلاثة وهو بدعة ولا تكون إلا طلقة واحدة / أو الطلاق دون مراعاة شروط الطلاق السني ويأثم صاحبه على وقوعه).

و- الطلاق التعسفي (بدون سبب)

ز- طلاق مرض الموت

وفي الختام ينبغي مراعاة العودة إلى مصادر تشريعية وقانونية موثوق بها فيما يخص أنواع الطلاق وشروطه، وعدم الارتكان فقط لما هو موجود على المواقع والتجارب الشخصية للأقارب أو الأصدقاء أو ما دونها من مصادر ظنية.

حل مشكلة الطلاق

كما أسلفنا فإن الطلاق أصبح ظاهرة واضحة، تستحق الدراسة والعمل على مواجهتها لما لها من آثار سلبية على المجتمع، من تفكك أسري يتبعه ضعف في نسيج المجتمع وتماسكه.

لذا كانت مواجهة تلك الظاهرة وإيجاد حلول لها هو دور ينبغي على كل المجتمع المشاركة فيه، من خلال:

الفن

فمع التأثير البالغ للفن، وتشويه الدراما التلفزيونية والأعمال السينمائية لمفهوم الأسرة ولقدسية العلاقة الزوجية، وعرض الخيانة الزوجية، والتعاسة في منظومة الزواج، والعلاقات المفككة كجزء لا يتجزأ من الزواج، كان تطويع تلك الأعمال _لما لها من تأثير_ لعرض العلاقة الزوجية وواجبات وحقوق الزوجين ونموذج الأسرة الفاضلة بشكل صحيح أمرًا ضروريًا.

المؤسسات التعليمية

عمل المؤسسات التعليمية على تربية أفراد صالحين أسوياء ذوو قدرة على تحمل المسؤولية ومواجهة أعباء الحياة بوعي وحكمة وأخلاق.

المؤسسات الدينية

الدين جزء أساسي من منظومة المعرفة الإنسانية، وللخطاب الديني أثره الهام في توجيه الإنسان للقضايا الأخلاقية.

لذا يجب تفعيل دور المؤسسات الدينية والخطاب الديني لتوعية المجتمع وأفراده بحقوق وواجبات كل فرد في منظومة الزواج، وشرائط حسن المعاشرة والفراق بالمعروف، وإبراز رأي الدين الصحيح في القضايا الخلافية والمثيرة للجدل عن منظومة الزواج.

الأسرة

لا يمكن إغفال دور الأسرة في صناعة أفراد مسؤولين لم يفسدهم التدليل الزائد، فمع اعتياد الطفل للقيام بمهامه ومسؤولياته منذ الصغر، ينشأ الطفل مستعدًا لتحمل مسؤولياته مستقبلًا في الحياة العملية.

كما أن صناعة بيئة سوية تساعد في تنشئة إنسان سوي نفسيًا، لا يلجأ للهروب من مسؤوليات الزواج بسهولة، عامل مهم.

القانون

سن قوانين واضحة تحفظ حقوق الزوجين دون إفراط أو تفريط، نابعة من القوانين الإلهية المطابقة للواقع.

أخلاقيات الطلاق

أسباب الطلاقللأسف فمع ما نراه حولنا من حالات الطلاق فإن مشكلة الطلاق الأهم ليست في كثرة حالات الطلاق وارتفاع نسبتها، وهي مشكلة طبعًا، ولكن المشكلة الأبرز في غياب أخلاقيات الطلاق، ولا غرابة في ذلك، فمن افتقد أخلاقيات الزواج فبالتأكيد سيجد صعوبة في مراعاة الطرف الآخر في الطلاق، مثل:

  • عدم إيذاء الطرف الآخر.
  • عدم التشنيع بالطرف الآخر وتشويه سمعته.
  • عدم كشف أسراره.
  • إعطاؤه حقوقه الشرعية والقانونية كاملة.
  • عدم استخدام الأطفال في الخلاف كوسيلة ضغط أو إيذاء.
  • تمني الخير للطرف الآخر.
  • الحفاظ على صورته بشكل محترم في أعين الأطفال والآخرين.
  • عدم التجاوز في حقه ومراعاة آداب الخلاف.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد صابر

مهندس حر

باحث في علوم التربية وفلسفة التعليم بمركز “بالعقل نبدأ”

دراسات عليا في كلية التربية جامعة المنصورة

حاصل على دورة إعداد معلم (TOT) من BRITCH FOUNDATION TRAINING LICENSE المعتمد من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

حاصل على دورة في الفلسفة من جامعة إدنبرة البريطانية