أبطال الأوليمبياد.. شرفتونا
منذ عدة أيام قليلة أسدل الستار على واحدة من أصعب نسخ الأوليمبياد في التاريخ، من حيث الظروف والأجواء وحتى الأحداث الساخنة التي حرم الجمهور من متابعتها داخل أروقة الملاعب في طوكيو 2020.
عزيزي القارئ مرحبا بك في مقال جديد نعيد فيه سرد نجاحات حققها أبطالنا، ما بين ميدالية ذهبية غابت منذ نسخة 2004 وعدنا من جديد في لعبة الكاراتيه، وفضية تاريخية هي الأولى من نوعها في لعبة الخماسي الحديث هي الأصعب، وتكرار إنجاز البرونزية للسيدة ملاك، وسيف عيسى في لعبة التايكوندو، وبرونزية كيشو في المصارعة، وأخيرا جيانا فاروق في الكاراتيه، احتلت مصر بها المركز 53 من بين جميع الدول المشاركة في الدورة وعددها 206 دولة.
دعني أقول وبلغة الأرقام أن هذا العدد من الميداليات بمثابة رقم قياسي جديد لمصر، بعدما كان أكبر عدد حصده الفراعنة هو 5 ميداليات في ثلاث دورات سابقة: برلين 1936 – لندن 1948 – أثينا 2004، بالإضافة إلى أنها سجلت أكبر بعثة في تاريخها من خلال هذه الدورة بمشاركة 134 رياضيا.
منتخب كرة اليد
وهناك من اجتهد وحقق أكثر من المنشود والمتوقع، ونتحدث هنا عن منتخب كرة اليد الذي حقق لأول مرة في التاريخ إنجاز الصعود إلى الدور نصف النهائي، كأول منتخب عربي وإفريقي خارج القارة الأوروبية يصل إلى هذا الدور، بعد أداء مميز استحق عليه الثناء والإشادة من رياضيين ومتابعي الفراعنة في الأوليمبياد على المستوى الداخلي والخارجي، بعد أن ثمن الاتحاد الدولي مشاركة مصر في الأوليمبياد. واختيار عمر خالد أحد لاعبي الفراعنة ضمن التشكيل الأفضل في الأوليمبياد.
منتخب كرة القدم
عزيزي القارئ تنتظر هنا أن نتحدث عن منتخب كرة القدم، الذي قدم مستوى طيبا وخرج على يد السامبا، في مباراة هي الأضعف للفراعنة على مستوى النسخة الأخيرة من الأوليمبياد. ولكن لا بأس سنعود قريبا، ودعونا ننظر إلى الجانب الإيجابي لهذا الفريق الذي يمتلك دليلا قويا نستطيع الاعتماد عليه في المستقبل القريب، مع حارس عملاق محمد الشناوي الذي اختير هو أيضا ضمن التشكيل الأفضل بين منتخبات المشاركة في الأوليمبياد.
اللاعبة فريال أشرف
نعود سويا للإنجاز الأكبر في هذه النسخة مع اللاعبة فريال أشرف، صاحبة ذهبية الكوميتيه وزن +61 كجم في منافسات الكاراتيه. فتاة أتت من أحد الأحياء المصرية القديمة “المطرية”، جاهدت واجتهدت من أجل تمثيل مشرف في الأوليمبياد، وإذ بها تقف على منصة التتويج لعزف النشيد الوطني بعد أن غاب لأكثر من 14 عاما، وسط فخر الجميع بما قدمته فريال بنت النيل والفوز في المباراة النهائية.
فريال في مشوارها بالأوليمبياد بمنافسات الكوميتيه سيدات وزن فوق 61 كجم، حققت الفوز في أول مباراتين بالمجموعة الثانية أمام كل من لاعبة الصين 4-0، ولاعبة سويسرا بفضل نقطة الأفضلية “سانشو” بعد أن حققت أولى نقاط اللقاء أولًا، وخسرت مباراتها الثالثة أمام إيران 7-9، وتعادلت في المباراة الرابعة والأخيرة أمام بطلة الجزائر 0-0 مما أهلها للمباراة النهائية.
تغلبت فريال أشرف 2-0 على نظيرتها إيرينا زاريتسكا لاعبة أذربيجان في المبارة النهائية، لتتوج بالميدالية الذهبية لمصر، وهي ثامن ميدالية ذهبية لمصر على مدار الألعاب الأوليمبية، والميدالية الذهبية الثانية المصرية منذ فوز المصارع كرم جابر بالذهبية في الأوليمبياد الصيفية 2004 بأثينا.
تعد فريال أشرف أول رياضية مصرية تفوز بالميدالية الذهبية في تاريخ الألعاب الأوليمبية، وأول عربية إفريقية تفوز بالذهبية في الأوليمبياد للعبة الكاراتيه.
أحمد الجندي وهداية ملاك وسيف عيسى
الميدالية التي أراها من وجهة نظري الأصعب جاءت في لعبة الخماسي الحديث من أحمد الجندي، ميدالية فضية، وهي أول ميدالية مصرية في منافسات الخماسي الحديث، بطل في الظل وكفاح كبير وسط عمالقة العالم من أجل وضع مصر على خريطة العالم في هذه اللعبة، الثناء الكامل والتحية للجندي الذي نجح في إعلاء اسم مصر في محفل عالمي.
وتكرار الإنجاز للمرة الثانية على التوالي، تظهر هداية ملاك على منصة التتويج لتكرر إنجاز ريو 2016، وتحصد الميدالية البرونزية، بعد مباراة صعبة، لتصبح ثاني سيدة مصرية تحقق ميدالتين أولمبيتين متتاليتين.
لم يخذلنا سيف عيسى، الذي اشتهر في الأوليمبياد وتقلد ميدالية برونزية في التايكوندو وزن 80 كجم، وسط دعم كامل من المصريين، ودعم رسمي ظهر في تواجد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة في المدرجات ليؤازر أبناءه في طوكيو، هنيئا لمصر بأبنائها وقادتها، مع مدرب صاح في لاعبة “50 ثانية وتبقي بطل أوليمبي، يلا!”.
كرم جابر ومحمد كيشو وجيانا فاروق
وعلى خطى كرم جابر المصارع الأوليمبي وصاحب ذهبية أثينا 2004، ظهر محمد إبراهيم كيشو، برونزية المصارعة اليونانية الرومانية 67 كجم رجال، الذي حمل مدربه على الأعناق على طريقة القدوة جابر واحتفل وأبهج المصريين.
أما حاملة علم مصر في ختام طوكيو 2020، جيانا فاروق، حصدت برونزية كوميتيه 61 كجم سيدات لمنافسات الكاراتيه، بعد أن أبكت المصريين عقب مقولتها “آسفة كان نفسي أجيب ميدالية ذهب”، إحساس المسؤولية لديها كان هو الحافز الأكبر من أجل حصد الميدالية لمصر.
أخيرا عزيزي القارئ، علينا الفخر بهذا الجيل، الذي قدم قدر استطاعته، وكافح من أجل إسعاد الجميع، وتحقيق إنجاز نفتخر به عبر الأجيال، جميعنا أردنا الذهب ومزيدا من الميداليات، وتطرقنا بكل الطرق إلى النقد، البعض كان لاذعا والبعض الآخر كان على قدر الحدث والوعي، ولكن تجمعنا رؤية واحدة، وهي رؤية العلم المصري خفاقا وسماع نشيدنا يعزف في كل الأركان.
سنخرج من هذه التجربة لتكرار الإنجاز من جديد، وتلافي الأخطاء القديمة وإعداد جيل قادر على حصد المزيد، علينا أن نكون حالمين وواقعيين، نتمنى المزيد وفق إمكاناتنا، وختاما أبطال الأوليمبياد.. شرفتونا.
اقرأ أيضاً:
الألعاب الأوليمبية بين الحقيقة والأسطورة
مفهوم القوة وصورة البطل الحقيقي
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.