قضايا شبابية - مقالاتمقالات

نصيحة أمينة لبناتي

النصيحة دي نصيحة أمينة لبناتي وفتياتي الأقل من سن الخامسة والثلاثين، كي لا تسِرْن في الطريق الخطأ وتضيع حياتكم كما ضاعت في الطريق الذي ضاعت فيه حياة كثير من الفتيات والنساء قبلكن.

في العلم يوجد ما يسمى هرم ماسلو للاحتياجات البشرية! يعني الإنسان الطبيعي له احتياجات أولية، حين تتحقق، يطلب ما هو أعلى، وحين تتحقق يحتاج إلى ما هو أعلى وهكذا.

القاعدة تبدأ في الإنسان الطبيعي بالاحتياجات الفسيولوجية التي يحتاجها الجسد الطبيعي؛ الطعام والتنفس والشراب وأن يجد بيت ينام فيه ويأوي إليه والعلاقة الجسدية الجنسية.

حين تتوفر هذه الأساسيات، ينتقل للمستوى الأعلى، الأمان؛ الأمان النفسي، الأمان الأسري، شخص تحبه ويحبك، الأمان الصحي، أن تكون بصحة جيدة، الأمان المادي في دخل منتظم يعيش منه أو شخص ينفق عليه ويطمئن أنه سوف يجد ما يعيش به في الأيام القادمة.

بعد الأمان تأتي الاحتياجات الاجتماعية، تكوين أسرة، حب، زواج، أبناء، أصدقاء حقيقيين.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

بعد الاحتياجات الاجتماعية يأتي الاحتياج للاحترام والتقدير، احترام الناس من حولك لك، وتقدير الناس لك وشكرهم لك على مجهودك وتعبك.

ثم يأتي في أعلى الهرم الاحتياج إلى تحقيق الذات في صورة نجاح مهني أو أن تكون مشهورًا أو ترقيتك لوظيفة مدير ووزير وقائد، إلخ.

طيب، يعني الإنسان الطبيعي يحتاج للأسرة والعلاقات الأسرية والحب والزواج، أهم وقبل وأكثر من الاحتياج إلى ما يسمى تحقيق الذات والتضحية في سبيل النجاح المهني والترقية في السلم الوظيفي.

يعني الستات المجانين اللي بيقولوا ليكي ما تتجوزيش وعيشي عانس وما تخلفيش، علشان تخدمي في الشركة وتبقي سترونج إندبندت، يمكن في يوم من الأيام صاحب الشركة يرقيكي مديرة، الستات دول مثال فاشل للحياة، مثال للتعاسة!

لأنهن مثل كائن تخين جدًا على ساق رفيعة جدًا، ما عندوش الأساس أصلًا، الحب والمودة والرحمة وإشباع الاحتياجات العاطفية والجسدية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه عمال يصرخ ليل نهار ويقول أنا سعيد بنجاحي المهني وتحقيق الذات.

هذا ليس اسمه تحقيق ذات، هذا اسمه تعاسة وفشل وهدم للذات في سبيل خدمة أصحاب الشركات والمؤسسات، ستات تجري طول اليوم في دهاليز المؤسسات والشركات والشوارع، علشان ترجع آخر اليوم إلى بيت تعيس بارد مظلم مخيف!

هذا ليس المثال ولا القدوة التي يجب أن تصدقيها أو تمشي وراءها.

أشبعي احتياجاتك الحقيقية، الاحتياج الجسدي والعاطفي والاجتماعي، زواج وبناء أسرة وزوج وأطفال، وبعد ذلك يكون النجاح المهني لو تحبي، ولو مش عايزة بهدلة زوجك مسؤول عنك وعن أولادك بحكم الدين والعادات والتقاليد، المشكلة أننا نترك الدين والعادات والتقاليد ونمشي وراء منظومة اجتماعية أثبتت فشلها اسمها المنظومة الاجتماعية الغربية المفككة.

نساء الغرب تعيسات، ورجال الغرب تعيسون رغم توفر الأمور المادية كلها؛ فلوس وبيوت وممتلكات، إلخ، لأنهم فقدوا الأساس: العلاقة الأسرية وإشباع الاحتياجات العاطفية والاجتماعية، وضاعت حياتهم التعيسة في الجري وراء النجاح المهني وجمع المال من دون بناء أسرة وأبناء وحب وسكن ومودة ورحمة.

السكن والمودة والرحمة والأسرة أمور بسيطة لا يشتريها المال، ولا تحتاج إلى مال، لكن يحققها الدين والعادات والتقاليد.

هذا هو ما يقوله العلم، هذا هو الطبيعي لكل نساء ورجال العالم، لا تعيشوا الهرم بالمقلوب!

مقالات ذات صلة:

هل تعلمين ماذا يعني تحقيق الذات؟

تجربة اجتماعية عجيبة لم يسبق تطبيقها

الزواج في المنهج العقلي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس