مقالات

ماذا أعدوا للقدس وللعالم؟! .. قصة الخمس بقرات وانتظار المخلص

بداية الخبر

أعلنت مجموعات الهيكل المتطرفة أنها ستمكن مئات الآلاف من اليهود المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى، وكانت إسرائيل قد جلبت البقرات الخمس من ولاية تكساس الأمريكية في شهر أكتوبر/تشرين عام 2022م، إذ خضعت لعناية مكثفة على مدار الساعة.

كان من المتوقع أن يكون الموعد الخاص بذبح البقرات الحمراء في عيد الفطر لدى المسلمين لكنه تأجّل.

في حين أن “معهد الهيكل” أقام مؤتمرًا خاصًا بالتحضير لطقوس ذبح البقرات الحمراء، لمناقشة التحضيرات الدينية لأداء طقوس تلمودية تهدف إلى التطهير من “نجاسة الموتى” كما يقولون، لتجاوز المنع المفروض من الحاخامية الكبرى على اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بسبب عدم توافر شرط الطهارة. أقيم المؤتمر في مستوطنة شيلو شمال رام الله التي توجد بها البقرات الخمس، التي استُولِدت بالهندسة الجينية في ولاية تكساس الأمريكية شهر 10-2022م، وتخضع لرعاية خاصة ومراقبة على مدار الساعة.

تعول جماعات الهيكل المتطرفة على أن طقس التطهير بالبقرة الحمراء يمكن أن يفتح المجال لمئات آلاف اليهود المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى.

كان معهد المعبد قد نشر في شهر 2 -2024 في أثناء الحرب على غزة طلبًا لكهنة متطوعين لتدريبهم على طقوس التطهير بالبقرة الحمراء، ووضع شروطًا خاصة بالمتطوعين، ويفترض أن تُجرى هذه العملية في قطعة أرض سبق أن استولت عليها هذه الجماعات لهذا الغرض على جبل الزيتون مقابل الأقصى.

لقد كان للمقاومة السبق في إفشال مخطط ذبح البقرات الحمر وأفشلت خطة بناء الهيكل، وكذا مصر والأردن في إفشال خطة التهجير، فمصر لم تسمح بتهجير أهلنا بغزة وكذلك الأردن لم تسمح بتهجير أهلنا بالضفة الغربية، الذي يهدف من ورائه البدأ بخطة بناء الهيكل وذبح البقرات ومحو القدس من الوجود. الحكومة الصهيونية أرصدت موازنات لاستكمال خطة بناء الهيكل فوق قبة الصخرة، وترسم الخطط وتضع القوانين لتسهيل ذلك على المستوطنين.

أسطورة البقرة الحمراء .. كيف تهدد المسجد الأقصى؟!

للتوضيح أكثر، فإنه إذا ما تحقق طقس التطهير بالبقرة الحمراء فإن ذلك يعني تحريك جمهور الصهيونية الدينية الأقرب ليصبح فاعلًا في اقتحامات المسجد الأقصى وفي مخطط بناء الهيكل، فهو جمهور معبأ تجاه هذا المشروع بوصفه الجوهر الناقص للصهيونية، وباعتباره الجهد البشري لتأسيس الهيكل الذي يقلب الموازين ويخرج الصهيونية من أزماتها كلها.

في المحصلة، فإن طقس البقرات الحمراء بقدر ما يبدو غريبًا وغير ذي صلة بمجريات السياسة، وبقدر ما يبدو غير مؤكد الحصول، إلا أن تحقيقه إن حصل سيعني مضاعفة أرقام المقتحمين للمسجد الأقصى، وإدخال أبواب جديدة ومساحات مجاورة إلى خانة الاحتكار الصهيوني، وزيادة الأيدي الصهيونية المدنسة لحرمه الشريف.

البقرات الحمر والموعد مع المخلص

البقرات الحمر

هم يعتبرون أهل غزة القربان الذي يجب أن يقدم بعد ذبح البقرات، وأخذوا الإذن لقيام دولة إسرائيل الكبرى من وجهة نظرهم، هذا لن يحدث لأن الله عز وجل أوضح ذلك في سورة الإسراء، وأنهم سيكونون أكثر نفيرًا وسيزيدون أموالًا، فور وصولهم لهذه المرحلة ستأتي لهم النهاية والهلاك، وهم بقولهم ومعتقداتهم ينتظرون الدجال من غضبة وهو سيغضب عندما تتحقق لهم الهزيمة، وأن جيش مصر سوف يصل إلى تحرير القدس في يوم من الأيام.

فمصادفة الخسوف مع الخمس بقرات وبعض النبوءات لابن عربي من 900 سنة لو حصلت معنى ذلك أن هناك سر، وهناك أيضًا أحاديث نبوية تدل على ذلك، التي تدل من نبوءات ابن عربي على ظهور شخص ذي رائحة كريهة، نتنياهو مذكور بالنبوءة، وأنه يدبر لأرض الكنانة –أي عينيه على مصر– وأنه سيُهزم وأعوانه سيتركونه، وأهل مصر سيدخلون القدس وأن العالم سيمدح الجيش المحرِّر، وهذا ما ذكره الدكتور أحمد أنور في برنامج حكايات مجذوب، الذي يذاع على قناة الشمس المصرية كل أربعاء الساعة السادسة مساء.

يذكر أيضًا الدكتور عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس هذه الحقائق، أن هناك تيارًا خلاصيًا يؤمن بهذا الشيء، وأحلاف اليمين المتطرف يدفعون باتجاه حرب كبرى، وهذه أول مرة تكون البقرات جاهزة ويأملون بذبح حتى لو بقرة واحدة، وكل شيء أصبح جاهزًا حتى ملابس الكهنة، وأنهم يقولون لكي ينزل المسيح يجب ذبح البقرات.

المسجد الأقصى ليس حجارة بل دين، لذا كانت المحرك لعملية طوفان الأقصى، والمسجد كان يمر بعملية تحويل كاملة من منتصف عام 2022 إلى شهر 10-2024م، تحول متكامل بفرض طقوس دينية وسيادة صهيونية كاملة عليه. بدأت مجموعة حاخامات تشكل نظرية جديدة تسمى يد الله العظمى، يقولون بأنه تأخر ظهور المسيح، وهو تيار خلاصي ينتظر الخلاص بنزول المسيح المخلص المنتظر بالنسبة إليهم. هذا ما يدعمه التيار الغربي المسمى بالمسيحية الصهيونية، وهذا التيار يقول أن المسيح تأخر نزوله، ولكي ينزل المسيح نحن يد الله العظمى نستطيع إجبار القدر والعياذ بالله على إنزال المسيح، بناءً على ذلك أقام الطقوس “المعبد” بالنسبة إليهم المسجد الأقصى المبارك بحيث يقام المعبد معنويًا على أرض المسجد الأقصى، وإذا اكتملت الطقوس بزعمهم أن الله ليس له بد إلا أن ينزل المسيح وحاشى لله.

الآن عندهم 5 بقرات أكملت العدة وصارت جاهزة لعملية الذبح، موعد ذبحها في يوم عيد الفطر، الثاني من نيسان العبري، هل ستذبح هذه الجماعات حتى بقرة واحدة؟ سيكون ذبحها بطقوس خاصة ولها مكان محدد ويكون على جبل الزيتون وتحديدًا في الباب المقابل لقبة الصخرة الباب الشرقي، وعند ذبحها تحرق بالكامل ثم تأخذ بالماء، وهذا الماء بعد أن يخلط به الرماد ويضع على أي إنسان يهودي أصبح مطهرًا من نجاسة الموتى، وعند ذلك كله والأخطر سيتمكن كل يهودي تطهر أن يدخل بحرية المسجد الأقصى، نحن مقبلون على ظرف صعب! ومن الممكن تؤجلها إلى السنة القادمة أو السنة بعد القادمة، هناك مؤسسة تدعى “معهد المعبد” نشرت إعلانًا داخليًا في شوارع القدس تطلب فيه كهنة متطوعين لتدريبهم على عملية التطهير ويضع لهم شروطًا. من المتوقع أيضًا بعيد الفصح ذبح القرابين وبعدها مباشرة سيأتي عيد القدس ويوم الاستقلال، وهذه الأمور خطيرة.

خطير .. يحدث في ٢١ ابريل من عام ٢٠٢٤م

يجتمع عدد من أفراد ما تسمى بجماعات الهيكل لإدخال قرابين الفصح ومحاولة ذبحها في المسجد الأقصى، فقد أعلنت ما تسمى بإدارة جبل الهيكل تحت عنوان “طارئ” لكل من يملك قربان (نعجة) الفصح أن يحضرها للقدس القديمة، ويستعد لإدخالها للأقصى لذبحها بعد منتصف الليل.

في النهاية

المسألة هنا هذه المرة تتعلق بالمسجد الأقصى، فالعالم العربي والإسلامي والحكومات محتقنة، لذا يجب على الحكماء في العالم وضع حد لذلك، فالعالم على حافة حرب دينية عالمية كبرى، واليمين المتطرف والصهيونية يريدون حربًا كبرى مع الدول العربية والإسلامية. هم بدأوا حربًا مع مصر والعراق والسعودية والعالم العربي والإسلامي كله، لأنهم يؤمنون بأن هذا هو الظرف المناسب لهدم المسجد الأقصى، ولكي ينزل المسيح ستذبح البقرات ويهدم المسجد الأقصى، فالمتطرفون الصهاينة يريدون العالم على حافة الهاوية، ومن وجهة نظرهم يقولون نريد السلام بالعالم والمعنى أن نوصل العالم للحروب بهدم المسجد الأقصى ونزول المسيح، وهو كلام كله زور وبهتان، ويقولون أيضًا أنه بنهاية غزة سنقيم المعبد.

إسرائيل اليوم تريد توسيع المعارك وتهجير السكان الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فنحن نتعامل اليوم مع تيار متطرف يريد إشعال العالم بنزول المسيح وهدم المسجد الأقصى، وإذا فتح المجال لهذه المجموعة المتطرفة بإسرائيل فالعالم سيكون على حافة حرب عالمية كبرى وستصل الأمور إلى كوارث، لذا يجب إيقاف هذه المجموعة، مجموعة الكهنة، يجب على العالم أن يتحد في وجههم لأنهم يريدون خراب العالم وليس خراب فلسطين فقط ولا العالم العربي والإسلامي فقط بل العالم كله.

أنقذوا العالم من هذا التيار الخلاصي، لأنه لو وجد له حلفاء جددًا فنحن ذاهبون إلى كارثة، اللهم احفظ المسجد الأقصى من كل مكروه وسوء، اللهم احفظ مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء واحفظ عالمنا العربي والإسلامي، اللهم احفظ العالم أجمع من الحروب والدمار.

مقالات ذات صلة:

غزة و”الحالة الغائبة”.. ولم تعد غائبة!

أباطيل الصهاينة

جدل المكان والتاريخ

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

الغزالي رشاد محمد الغرباوي

باحث دكتوراة بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان