مقالات

تجريف الأراضى الزراعية

يُمثل تجريف التربة الزراعية كارثة محدقة بالإنسان والبيئة لأجيال قادمة؛ لما يترتب على التجريف من تدهور خصوبة التربة، ونقل بذور الحشائش والمسببات المرضية من مكان لآخر وتلويث البيئة وإهدار لثروة تكونت عبر آلاف السنين ويصعب،

بل يكاد يستحيل تعويضها؛ لذا اتجهت الدولة لسن العديد من التشريعات والقوانين للحفاظ على هذه الثروة من الضياع على يد من ينظرون فقط تحت أقدامهم ولا يعبأون بالغد الذى قد يحمل مستقبلاً مشرقًا لهم ولأبنائهم أو قد يأتى بكابوس مُروع.

ما المقصود بتجريف التربة الزراعية؟!

يقصد بعملية التجريف إزالة الطبقة السطحية من التربة سواء بهدف صناعة الطوب الأحمر أو لنقل هذه التربة لتربة رملية بغرض رفع محتواها من العناصر الغذائية.
تجريف التربة الزراعية

اقرأ أيضا:

المبيدات – أنواع ومخاطر

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 الأمن الغذائي وفائض الإنتاج للدول

خدعوك فقالوا عن (الزيادة السكانية )

أضرار عملية تجريف التربة الزراعية:

تلويث البيئة بسبب حرق الطوب حتى يجف ويصبح صالح للاستخدام ولا يصلح فى ذلك استخدام الغاز الطبيعى كبديل عن المازوت؛ فهذا لا يحل أصل المشكلة.

• إزالة الطبقة السطحية الخصبة من التربة مما يترتب عليه نقص إنتاجيتها من المحاصيل

• نقل بذور الحشائش والمسببات المرضية من بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها لأراضى جديدة مما يجعل عملية مكافحتها أصعب وأكثر كلفة.

حجم الضرر الفعلى:

يقوم مصنعو الطوب الأحمر بإقامة قمائن الحرق أيام الأربعاء والخميس والجمعة فى أماكن بعيدة عن الرقابة وفى نهاية الموسم الزراعى.

وتنتج القمينة الواحدة حوالى 10 آلاف طوبة فإذا كانت أبعاد الطوبة الواحدة 6×12×24 سم = 1728 سم3 × 10000 = 17280000 سم3 بما يعادل 17280 م3 فإذا كان متوسط كثافة التربة 2.65 جم/سم3 إذن وزن هذه الكمية = 2.65 × 17280=45.792 طن

وبمعرفة عدد القمائن يتضح لنا حجم الكارثة بالإضافة إلى أن المكتشف ليس كل شئ مما يعنى نزيف مستمر من ثروة تكونت على مدى أجيال وأجيال؛ فوفقًا لمنظمة “الفاو” يستغرق تكوين 1سم من التربة حوالى ألف عام.

حلول مقترحة لتفادي تجريف التربة الزراعية:

• استخراج الطمى المتراكم خلف جسم السد العالى ونقله للأراضى تحت الاستصلاح لتفادى تجريف الأراضى القديمة وأيضًا حماية السد وإطالة العمر الافتراضى للتوربينات الموجودة به

• استخدام طوب “الفوم كونكريت” وهو عبارة عن 40% من الأسمنت، والرمل 40%، ورغوة 10%، ومواد خاصة 10% ويضيف د/رأفت شميس الأستاذ بمركز بحوث البناء أن هذا الطوب يمتاز بقدرته على عزل الحرارة والرطوبة والصوت مما يعنى قلة استهلاك الكهرباء بواسطة أجهزة التبريد والتكييف أيضًا. يمتاز بخفة الوزن وقوة تحمل كبيرة تصل لـ 200 كجم/سم2 من مساحة الطوبة، كذلك فهو موفر فى المونة لاستواء سطحه.

طوب من الفوم كونكريت طوب من الفوم كونكريت

  • استخدام طريقة الحوائط الحاملة لا سيما فى حالة المبانى المكونة من 5 طوابق فأقل، وهذه الطريقة تُوفر الخرسانة بمقدار 20% ولا تحتاج لحديد تسليح؛ وبالتالى فهى طريقة اقتصادية جدًا.
  •  تصنيع الطوب الحيوى باستخدام بكتيريا “Sporosarcina pasteurii”حيث يخلط الرمل مع اليوريا وكلوريد الكالسيوم والبكتيريا التى تقوم بتكوين مادة صمغية تربط حبيبات الرمل، ثم يصب الخليط فى قالب ويضغط ويترك ليجف ولا تحتاج هذه الطريقة لاستخدام الحرارة؛ مما يخفض من انبعاثات غاز CO2.

عوامل طبيعية تؤدي لتجريف التربة الزراعية

ولاتقتصر عملية التجريف على صناعة الطوب فقط – وإن كانت أشهرها- فتوجد عوامل طبيعية أخرى تؤدى لانجراف التربة مثل المياه والرياح بالإضافة لزحف الكثبان الرملية فوفقاً لـ د/ محمد حسين السيد، ود/ نبيل فتحى السيد من معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة؛

فقد تأثرت مساحات تقدر بـ 16% من أراضى الوادى بحركة الكثبان الرملیة من الصحراء الغربیة (أى 8.1 ملیون فدان وفق صور الأقمار الصناعیة) بما يعادل 25% نقص فى الإنتاج المحصولى.

الطوب الحيوي

الطوب الحيوي

المصادر:

• موقع صوت الأمة

• موقع البوابة نيوز

• موقع اليوم السابع

• مكتب وادى آدس للاستشارات والأعمال الهندسية – ليبيا

• مجلة البناء

• جريدة الوفد الإلكترونية

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط