التعليم للحياة والتعليم للامتحان
التعليم، الهدف الغائب وغير الواضح وغير المفهوم عند المتعلم والقائم بالتدريس، نتعلم ليس لاسترجاع المعلومات بعد حفظها على ورق وتفريغ مساحتها ومسحها من العقل نهاية كل عام تمهيدًا لتلقي الجديد؛ إنه الحفظ والتلقين، التعليم لنستخدم المعلومة في الحياة لتصبح جزءًا من السلوك بطريقة تلقائية يستدعيها الموقف ليقابلها العقل ويكون رد الفعل السلوكي مناسبًا ومتفاعلًا مع الموقف.
من هنا كانت أهمية التعليم في بناء الشخصية والإعداد للحياة، علوم ومواد و أنشطة روافد ومسارات ذات منهجية واضحة الهدف والمحتوى لكل مرحلة، ومحددة لكل مرحلة بناء منهجي واضح الهدف والعائد، وننتهي من مرحلة التعليم قبل الجامعي بمراحله والهدف منه في تكوين المهارات الأساسية للتلميذ التي تؤهله للتعليم الجامعي ليصبح طالبًا للعلم وليس تلميذًا.
طالب العلم يختلف تمامًا! من حيث البحث والاهتمام والتخصص والتأهيل للعمل وتطبيق ما تعلمه مهنيًا، بالبحث الذاتي والمعرفة من أجل التميز والتعلم في المعلومات والخبرات. وضوح الهدف في كل مرحلة يوضح لنا موقف التعليم وما يحدث، هل الهدف واضح وهل يتحقق؟
مشكلة غياب الهدف من التعليم
هذا ما نحن فيه: غياب الهدف، لذلك نتيجته ما نحن فيه من تخبط في نظام التعليم وأسلوبه لنعيش في الشكل بعيدًا عن الهدف، وننتقل إلى ما يسمى دراسات عليا، وتستمر الحالة من قبل الجامعي إلى بعد وبعد الجامعي، نفس الطريقة ونفس الفكر، يأتي الدارس والباحث بفكر التلميذ والطالب، جاء يتعلم من جديد، وينتظر التلقين والتوجيه والمساعدة ويتعلم ما لم يتعلمه من معرفة وخبرة ومعلومات، كأنها مرحلة مراجعة وتذكير، لغياب الهدف من المرحلة وعدم وضوحه سابقًا ولاحقًا، وكل ما اختلف المسمى فقط دراسات عليا ومحاضرات وحضور وغياب.
الهدف أن نتعلم كيف نبحث في العلم في التخصص الدقيق وهذا ما لم يُمهَّد له في التعليم الجامعي، وتأتي مرحلة لا نتائج لها تضاف إلى العلم نتيجة عدم معرفة معنى الدراسات العليا وقيمتها أنها استثمار بشري للعقول المجددة التي تضيف إلى العلم، وليس مرحلة الحصول على درجة أو شهادة دون علم أو إضافة.
يغيب هذا عند الدارس والقائم بالتدريس، مشكلة غياب الهدف من كل مرحلة ومن التعليم، لنجد حاصلين على شهادات ودرجات دون علم وقيمة لما تعلمه في سنوات من العمر ضائعة، ومال أُنفِق ولا عائد له، استثمار دون عائد لغياب الهدف، لنجد أنفسنا أمام أي كارثة أو موقف تائهين في البحث عن بدائل للتعليم والتلقين، لم نُعِدّ أبناءنا للاعتماد على الذات والرغبة في العلم والمعرفة والارتقاء بالذات ولم نعد ولم ندرك مفهوم التعليم والهدف منه.
مقالات ذات صلة:
هويتنا التعليمية العربية والمشاهد العبثية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا