مقالاتأسرة وطفل - مقالات

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، فلما أصبحنا نستنكر دور الأم؟

“الأم لها عاطفة جياشة مليئة بالحب والحنان والتضحية والإيثار؛ حينما يُخطئ الطفل يعتقد اعتقادًا راسخًا أن أمّه ستسامحه وتغفر له. الأم هي البطلة الأولى في حياة أطفالها. الأم هي مصدر الأمان الأول في حياة هذا الكائن الصغير الذي يتخذها عكازًا يتوكأ عليه في بداية حياته.”

كيف تختار المرأة شريك حياتها؟

بحكم قوامة الرجل يستلم هو الدفَّة دائمًا في البحث عن شريك الحياة. يتحرى الدقة والتأني في اختيار مواصفاتها؛ فتارة يختارها لحسن عقلها، وتارة يختارها لجمالها، وأحيانًا أخرى يختارها لأسرتها ونسبها العريق.

أمَّا المرأة فهي مُصانة مكرَّمة في بيت أهلها يصونها والدها أو أخوها حتى تتكرَّم بقبول شريك حياة مناسب لها وترتضيه زوجًا لها؛ فهي دائمًا لا تتنازل بأي حال من الأحوال عن هذه المكانة” بأن يتم التطلع لها وهي في بيت الأهل شديد الصيانة لها”، وكم وكم من قصص وحكايات نسجت في وصف هذه المكانة العزيزة للمرأة وشدة البذل من أجل الظفر بقلبها.

تُدرك المرأة جيدًا أنها حينما توافق على شريك حياتها؛ فإنها توافق على أبٍ لأبنائها لذلك فإنها تتأنى في اختيار زوجها بحرصٍ شديد. وبموافقتها تلك فإنها تكون قد وضعت حجر الأساس في بناء بيتها. وبالتالي أسرة جديدة مشاركة في المجتمع ينتظرها من أجل الاندماج الفعال في المجتمع وخدمته على أكمل وجه؛ مثلما تنتظر هذه الأسرة الخدمات المختلفة من المجتمع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وتتعاقب الحقب والأزمان وتختلف عادات المجتمع وتقاليده بتتابع الأجيال لكن القيم الأخلاقية ثابتة لا تتزعزع، ولكن في بعض الأحيان يضمحل المجتمع، وتتزعزع قيمه مُنذرة بخطر أخلاقي محدق. وينعكس ذلك على أفراده الذين يكونون لبناته. وتأتي الأسرة في المرتبة الأولى والتي تشكل اللبنة الأولى في تكوين المجتمع.

كيف ينظر البعض للأم التي تفرغت لتربية أبنائها؟!

ويظهر أقوام من بني جلدنا ينكرون على المرأة إنجابها واهتمامها بأطفالها ويسمونها بأنها كأرنبة تنجب وفقط و أن هذا ظلم واحتكار لها في هذه “الوظيفة” الرتيبة وهي بذلك ليست حرة!!

يشبهون الإنسان العاقل بالحيوان الأعجمي! إن المرأة العاقلة حينما تجد رجلًا قد تهرَّب من عنايته لأبنائها تعَافُه وتكرهه مهما كانت تُكِن له من المودة الشديدة والحب. وإذا وجدت رجلًا يشاركها تربية أبنائها ولو لم يشاركها إنجابهم ؛ بذلت له أشد معاني الحب والوفاء؛ فقد منحهم معنى الأبوة. وهذا هو الفارق الحقيقي بين الإنسان والحيوان الأعجمى. فهذا الأب أو هذه الأم التي تركت أطفالها دون تربية؛ لا تُعتبر أمًا على الإطلاق، وتنفر منها معاني الأمومة. والأم التي تخجل من الأمومة لا تُعتبر أمًا على الإطلاق. وبهذا فإن من يطلقون لفظة “أرنبة” على أمٍ رءوم ترعى أطفالها قد أخطأوا خطأً جسيمًا في معنى عظيم من معاني الإنسانية.

دور الأم

الأم لها عاطفة جياشة مليئة بالحب والحنان والتضحية والإيثار؛ حينما يُخطئ الطفل يعتقد اعتقادًا راسخًا أن أمّه ستسامحه وتغفر له. الأم هي البطلة الأولى في حياة أطفالها. الأم هي مصدر الأمان الأول في حياة هذا الكائن الصغير الذي يتخذها عكازًا يتوكأ عليه في بداية حياته.

ومن الرحمة الإلهية بنا أن خلق حوَّاء زوجًا لآدم. فكأنها تحويه بين كفتي قلبها بكل معنى للكلمة. ومن الرحمة الإلهية كذلك أن بدأت رحلة الطفل برحم اللطف والرآفة والرقة. لتبدأ رحلتهما سويًا؛ رحلة الأمومة الفطرية والتي تتميز صاحبتها بعقلها المُمِيز المُختار لتتجلى أسمى معاني الإنسانية فيها، ورحلة الصغير الذي بزغ للحياة يستكشف غاية وجوده ولماذا جاء ولأجل أي شيئ يعيش.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

إنها لمسئولية صعبة؛ حينما تمارس الأم دورها التربوي بين رحا العطف والانضباط؛ بين الشد والجذب بحيث يعلم الصغير أنَّ أمه هي من يلجأ إليها حتى وهو في أشد الخصام معها. فهي أمه الرؤوم العطوف التي ينفض عندها وتحت قدميها أطراحه وأفراحه كلها؛ بل ينفُض الحياة كلها ويتحلل من همومه وأحزانه.

لقد أدرك الطفل منذ صغره أنَّ محاسبته كانت من أجله هو ومن أجل إصلاحه، ويستحيل على أمه أن تنظر له نظرة مُعيِّرة ؛ بل هي تسعى لتغييره إلى الأفضل.

إن دور الأم لا يقتصر على رضاعة الطفل، وتغيير ملابسه، وتغذيته واهتمامها بصحته، الأم تقوم بتربية ابنها جسديًا وعقليًا، إنها قلب البيت النابض، إنها معلم الإنسان الأول.

اقرأ أيضًا: رسالة… يا بُني!

اقرأ أيضًا: بين دعاوي العزوبية وقدسية الزواج ، هل يمكن ان يقول أحدهم (متزوج وأفتخر) ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضًا:  لماذا نتزوج؟ حقيقة العواطف وموقع المشاعر.

اقرأ أيضًا: العاطفة والعقل .. حرب لا تنتهي وصراع يصعب على الكثيرين حسمه

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 

 

داليا عادل

طالبة بكلية الطب – جامعة المنصورة

باحثة ومحاضرة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة