صناعة الورق قديمًا
الإنسان في صراع دائم في حياته من أجل البقاء والاستمرارية، ولهذا قالوا: الحاجة أُمّ الاختراع، وما المصباح الكهربائي –لمبتكره توماس إديسون– الذي أضاء الدنيا إلا شاهد عيان على ذلك.
كذلك البريد الإلكتروني لـراي تومليسون، المبرمج الذي ابتكره للحاجة لإرسال الرسائل الإلكترونية، والذي لم يأخذ حقه حتى من الشهرة، إلخ.
الحضارات القديمة تتكامل وتتعاون حتى لا تتوقف الحياة بالصراع والتصادم، وبيت الحكمة في بغداد شاهد على ذلك من الترجمة والنسخ للعديد من العلوم ومختلف الأمم والأشخاص.
تاريخ صناعة الورق
يخبرنا بدر الدين الصيني في كتابه: “العلاقات بين العرب والصين” أنّ أول مَن اخترع الورق تساي لون، والمراد بالعلاقات الصناعية التي كانت في الصين فراحت في الممالك الإسلامية بوساطة العرب، أو من العرب فراحت الصين.
أيضًا تشمل الأشياء التي صُنعت في الصين ولكنها متأثرة بالصناعة العربية، أو في الممالك الإسلامية ولكنها تأثرت بالصناعة الصينية، صناعة الورق على سبيل المثال هي من الصين، فأخذها المسلمون والعرب، كما أنّ البارود من صناعة العرب فأخذتها الصين.
نقل العرب هذه الصناعة المهمة إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية ومصر ودمشق، فكتبوا السجلات والوثائق وسجلوا حياتهم ووصاياهم عليه، تأكّد ذلك عندما وقعت سمرقند عام 750م في يد العرب في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور،
مع وجود مجموعة من الصناع الصينيين المهرة في الأسْر بعد موقعة تالاس على نهر طلاس، بعد أن هزم المسلمون الجيش الصيني، ووجود مصنع هناك للورق آنذاك.
متى استخدم العرب الورق في الكتابة؟
انتقلت هذه الصناعة إلى الأندلس مع وصول العرب إليها، ومن ثم إلى باقي دول أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا، وقت أن كانت تعيش أوروبا في ظلام حالِك وبؤس واضح.
كتب جوناثان بلوم الأستاذ بجامعة بوسطن الأمريكية كتابًا مهمًا في صناعة الورق بعنوان “قصة الورق”، وذكر اختراع المطبعة، ومن ثم الكتاب المطبوع، فأشاد بالتقدم الذي أحرزه العرب في هذا الجانب، وأنّ العرب والصينيين قاموا بصناعة الورق باستخدام الألياف النباتية من النباتات والأشجار، وألياف القطن والكتان.
عندما نعود بالتاريخ قليلًا نتذكر أنّ عمر بن الخطاب –الخليفة الثاني– هو الذي أسس ونظم الدواوين للتسجيل في السنة الخامسة عشرة للهجرة مثل: ديوان الجند، ديوان المال، ديوان العطاء، ديوان الخراج، ديوان البريد، ديوان الصدقات، ديوان النفقات،
وامتدادًا لهذا التنظيم قام محمد علي باشا –مؤسس مصر الحديثة– بإرساء بعض الدواوين والمجالس في شؤون الحياة المختلفة مثل: ديوان الحربية (الجهادية)، ديوان البحرية، ديوان التجارة والشؤون الخارجية، ديوان المدارس –المعارف– ديوان الأبنية، ديوان الأشغال.
كيف غيرت العولمة من شكل الكتابة؟
أثر اختراع المطبعة على يد الألماني جوتنبرغ 1440م، تأثيرًا بالغًا في التحديث والسرعة، فقد كانت طبيعة عمله في صب القوالب المعدنية، ففكّر في عمل حروف معدنية متراصّة لكتابة صفحة ومن ثم تتابع الصفحات، فقام بطباعة الإنجيل الذي عُرف به، ثم توالت الطباعة.
تعتبر الثورة التكنولوجية ودخول الإنترنت والوسائط المتعددة من آثار العولمة الإيجابية حيث سهّلت الكتابة وتحويل الملفات ونقلها وإرسالها بشكل كبير واسع النطاق في وقت وجيز لا يتخطى الثواني.
كذلك الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، والشاشات الفضائية منها والإلكترونية أيضًا من التقدم الملحوظ، وغير ذلك فكلما احتاج الإنسان لشيء فكّر في ابتكاره وتطويره.
أيهما أفضل الكتاب المطبوع أم الكتاب الإلكتروني؟
وهنا يثور سؤال: هل الكتاب المطبوع أفضل أم الكتاب الإلكتروني؟ في الحقيقة من الإجحاف والظلم التسرع في الحكم لصالح هذا أو ذاك، لأنّ لكلٍ سِماته البارزة أو عدم تفضيله واستساغته.
يوجد قطاع كبير من الشباب يستسهل الكتاب الإلكتروني لسهولة الوصول إليه وسرعة تواجده وخِفّته على الموبايل أو اللاب توب، في حين يوجد فريق آخر ليس بالقليل يُحبذون الكتاب المطبوع لتدوين وكتابة الأفكار والملحوظات من ناحية، ومن ناحية أخرى يشعر بملكيته مِلكية خاصة.
اقرأ أيضاً: الورق السمرقندي وأهميته في الحضارة الإسلامية
تعرف على: لَوْح الكتابة
اقرأ أيضاً: الصين تقدمها وحفاظها على الهوية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا