مقالات

هل يكفي وضع إشارة المرور في الطريق حتى يلتزم الناس بالمرور؟

إشارة المرور

اليابان 2006: الاحتفال بإزالة آخر إشارات المرور ضوئية؛ وذلك لاعتداد السكان بنظام المرور واعتياده في معظم أنحاء الدولة، واستبدالها بالحاجز الذكي في أخرى.
مجتمعنا 2016: إزالة إشارة المرور الضوئية؛ وذلك لتحطيمها من قبل السائقين والمارة!
وما بين حدث هنا وحدث هناك، أمر أكبر من مجرد عقد من الزمان، هو فجوة من العشوائية تفادتها الأولى وهوينا فيها بكل أسف.
تشوش المنهج وتخبط التفكير، ضبابية الرؤية وانعدام الهدف، تلك الشجرة الخبيثة الضاربة بجذورها في مجتمعنا لا بد وأن تثمر عن سلوكيات تتناقض حتى مع الفطرة الإنسانية النقية، وتصطدم بجمال وتناغم خلق الكون القائم على نظام دقيق وتنسيق بديع.

فما قيام أحدهم بالالتفاف حول الطريق مهدِرًا للوقت مسببًا للاختناق والزحام على الطرق الفرعية هربًا من الوقوف دقيقة احتراما لنظام المرور إلا ضربا من التخبط وتشوش الفكر

وما اجتيازه للإشارة معرضا حياته وحياة من معه والآخرين للمخاطر مقابل بضع ثوان-فقط ثوان- لهو الاستهتار عينه والتهاون بالإنسان، وما ذاك وغيره إلا جراء تضارب الأولويات وغياب المنطق، وعلى هذا فقس في حقير الأمور وعظيمها.
صرنا للأسف نتميز بممارسة عشوائيتنا بتنظيم محكم، وصارت إنجازاتنا تقاس بقدر ما نخترق من قوانين ونظم!

ما هو الحل؟

والحل يكمن في تعديل طريقة التفكير، بل بالخروج أولا من دائرة العشوائية المفرغة وطريق اللامنهج إلى طريق التفكير السليم واضح الرؤية.
بتربية النشء وتعويده منذ الصغر على احترام النظام والعمل على تطوير أدواته؛ ليكون أكثر مرونة وكفاءة في أداء أدواره
بإيجاد هدف يلتف حوله أفراد ذلك المجتمع، وملء فراغ عقله بما يجب عليه فعله لتحقيق ذلك الهدف وإيقاظ روح

المسئولية داخله عن تقدم أمته.
فبناء الأمم لا يكون بقوانين تفرض وآلات تنصب في أركانها، وإنما وعي وسلوك وقناعة تزرع في نفوس أبنائها.
وختاما… قد وجدت إشارة أخرى بدلا من تلك التي قد حُطمت، ولكن في ظل ما نعنيه من السلوك العشوائي فلا أتوقع لها مصيرا مخالفا لسابقتها؛ ليبدأ الأمر بكسرها اجتيازا، منتهيا بكسرها تحطيما. فما نحن بحاجته هو تنظيم للفكر والسلوك قبل أن يكون تنظيما لقواعد المرور.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

منة الله السيد

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ الإسكندرية