مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

“انظر إليه هو بالكاد يتحدث، بالتأكيد هو لا يفقه شيئا!” – فهل الصمت يعني الجهل؟

سيدة متزوجة من رجل أعمال ثري وناجح وهى تحبه لكنها كانت تواجه معه مشكلة وهى الصمت أنه قليل الكلام!!

فكانت دائما تحثه أن يتحدث خاصة عندما يكون الأمر متعلقًا بموضوع يعرف الكثير عنه, وذات مرة جلست مع زوجها بين مجموعة من الناس يناقشون موضوعا هو من أحد اهتمامات زوجها, كان بإمكانه أن يخبرهم بكل ما يعرف إلا أنه لم يفعل! فغضبت منه وتوجهت إليه بالسؤال التالى “لماذا لم تتكلم وتخبر الناس بكل ما تعرفه عن هذا الموضوع؟ لماذا بقيت صامتا وكأنك لا تعرف شيئا عنه بالمرة؟ فأجابها: ما أعرفه هو ما أعرفه؛ ولذلك أٌنصت لما يقوله الآخرون لأعرف ما يعرفونه” .

إنه كان حكيما فى صمته فهو يريد أن يسمع أكثر مما يتكلم, ويعرف ما المغزى من الكلام والصمت

فهناك صمت يسمى (الصمت الحكيم) والذى صاحبه يملك كثيرا من الكلام والمعرفة لكنه يريد أن يحسن استماعه للآخرين أكثر مما يتكلم.

ولكن المدهش فى هذه القصة أن زوجة هذا الحكيم كان يزعجها صمته, وإن تأملنا فى السبب سنجد أنها غضبت من الصمت؛ لأنه يمثل فى نظرها جهل!!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهذه القناعة الخاطئة هى ما تتمثل فى معظم الأشخاص اليوم! حيث ارتبط الصمت ومفهومه بالجهل

فهو يصمت لأنه لا يعرف أن يتحدث وفيما يتحدث, ولو كان يعرف لتحدث !! هذا ما يقال لدى البعض !!

ونظرا لأن هذه القناعة انتشرت بشكل مزعج فكان لها نتيجة أيضا مزعجة, ألا وهى الفوضى التى نتعايش فيها, فما نجد أكثر من الكلام حتى أفقدناه قيمته ….

فعندما يريد الكثير أن يتحدث بما عرف, يكون من المتوقع أن تحتل الثرثرة المكان الأعلى بالمقارنة مع الصمت, وإن افترضنا أن الجميع يريد أن يتحدث فمن سيسمع إذا؟

يجب علينا ألا ننقاض خلف القناعات التى تحتوي على مفاهيم مزيفة ولنعرف أن الصمت يمنحنا طاقة قوية للتفكير بعمق فيما يحدث حولك

فالصمت هو الحل الأفضل أمام المشاكل الزوجية التافهة

والصمت هو الحل الأفضل فى المجالس التى لا تستهدف غير أعراض الناس

والصمت هو الحل الأفضل عندما نريد أن نفهم, عندما نريد أن نسمع, عندما نريد الحكمة, فالحكمة لا تحب الثرثرة والتحدث بلا فائدة

فالصمت له هيبته التي تطل على صاحبه والتي تعود عليه بالنفع

إذا فالصمت لا يعني الجهل أو عدم المعرفة, بل يعني أحيانا الحكمة ويكفي أنه يولد الاحترام بعكس الصراع والجدل الذي يولد التنافر

فلا يخدعك من يتحدث كثيرا, لا تحكم عليه بالمعرفة

ولا يخدعك من لا يتحدث, لا تحكم عليه بالجهل

واعلم أنه لا يجب عليك أن تتحدث حتى ترفع الجهل عنك,

بل يجب أن تصمت حتى ترفع الجهل عنك, ولتكن حكيمًا.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

 

علا حلمى

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية