لماذا يجب علينا مواجهة المادية؟ – مدى خطورة الفكر المادي الغربي
علاقة الفكر المادي الغربي بالإله
يعبر الفكر المادي عن الفلسفة الغربية وتفسيرها لكل من حقيقة الإنسان وعلاقته بكل من الإله والطبيعة؛ حيث حددت تلك العلاقة بأن الإنسان هو المحوري في هذا النظام فما بين ناكر لوجود الإله صراحة وبين رفض لأى دور للإله في الحياة العملية أو السياسية والاجتماعية وغيرها من جوانب حياتنا المختلفة.
فما بين الإنكار والتهميش للإله قامت المباني الفكرية للفكر المادي الغربي مما عزى به ضرب الحائط بكل ما هو غيبي معنوي مما سمح للكثير من علماء هذا الفكر تبنى وطرح العديد من النظريات والرؤى حول العديد من القضايا التي تهم الإنسان وتؤسس لنمط حياته وشكلت بدرجة كبيرة جدا رؤية الكثير من البشر عن حقيقتهم كبشر وعلاقتهم بالإله ونمط العلاقات الإنسانية والقانونية وكذلك الاقتصادية والاجتماعية؛
فشرعت وقننت هذه العلاقات وفق تلك الرؤية المادية التى اعتمدت كما سبق ذكره علي مركزية الإنسان وقدرته علي فهم وتنظيم جميع جوانب الحياة دون الحاجة للاتصال بواجب الوجود ” الله الخالق” وقد نتج هذا النمط الذي تعدي النطاق الجغرافي الذي ولد فيه حيث انتشر في أغلب بلدان العالم وقد ساعد علي ذلك الاستعمار الذي قام به دعاة هذا النمط الفكري المادي.
نتائج المادية على المستوى الإنساني
قد أدى هذا الفكر للكثير من الأنماط والعلاقات السلوكية والفكرية التي نعاني منها ويعاني منها حتى المجتمعات التى نشأ فيها ، حيث غاب عن الإنسان الغاية والمعنى الحقيقي لوجوده من جهة والكثير من مشكلات نفسية وسلوكية لا حصر لها مما دعى الكثير من المفكرين بوصف العصر الذي نعيش فيه بعصر القلق أو عصر الاكتئاب والحزن ووصفه البعض بعصر التشكيك والتطرف،
ولا خلاف أن هذه المشكلات يعاني منها أفراد كثيرون من المجتمعات هذا علي الجانب النفسي ناهيكم عن الجانب السلوكي في علاقات الأفراد مع بعضهم أو نمط العلاقات الدولية والتى أرسى لها هذا الفكر المادي؛ مبدأ القوة والغلبة مستدعيا علاقات الغاب في العلاقات الإنسانية ولا يخفى علي أى متابع كم الحروب والدمار والخلافات والمشاحنات والمعايير المزدوجة والظلم العام الذي يعاني تحت وطأته غالبية بلدان العالم فقد انتهج هذا الفكر المخرب أسلوب البلطجة الدولية علي المجتمعات الفقيرة والأقل منه قوة وتقدم. كما أرسى نمط رعاة البقر في علاقات الأفراد بعضهم البعض رافضا المنطقية في إحقاق الحق ودفع الظلم.
نتائج المادية على المستوى العالمي
كما أسس للكثير من الصراعات بين بلدان العالم والتى كان يسود بينهم علاقات التعاون والود والاحترام مستفيدًا من تلك الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في زيادة بسط سيطرته على مجريات الأمور والأحداث.
مدى خطورة الفكر الغربي
فقد ثبت تقريبا للجميع خطر هذا النمط الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي يفرضه هذا الفكر المادي الغربي ، والتأثيرات السلبية على العالم من استمرار هكذا فكر يسيطر علي مقاليد الأمور في عالمنا اليوم فقد خلف لنا الكثير من الصراعات والمشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كذلك البيئية التى لا يمكن السكوت عنها أكثر من ذلك؛
حيث أصبحنا سواء أفراد أو شعوب في خطر كبير جدًا يصل لحد تهديد سلامة الحياة ولا أبالغ لو قلت تهديد حتى حياتنا نفسها فما شاهدنا من تجاوزات فاقت حد التصور من حروب ودمار وانتهاك حقوق وحريات وخصوصيات وملكيات الأفراد والبلدان ما لم نشاهدة من قبل.
كيف نواجه ذلك الفكر المدمر؟
كل هذا يستدعي رفضنا بكل قوة استمرار وبقاء هذا الفكر الإرهابي المدمر لكل خيرات الأرض. فيجب أن يكشف وجهه القبيح الذي يخفيه من خلال مجموعة من الشعارات المزيفة التى يتستر خلفها من دعوات باطلة للمحافظة على البيئة وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب.
فقد انكشف هذا الزيف للقاصي والداني وهو ما يستدعي مواجهة هذا الفكر بكل الوسائل الممكنة سواء مواجهته فكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيًا؛ حتى نتخلص منه بلا رجعة.
وهنا يجب أن تتكاتف الجهود المبذولة لمحاربة هذا الفكر كلا في مجال تخصصه حتى نستطيع التغلب عليه وكشف الضرر البالغ الذي سببه لكل العالم. ولكي نوقف تلك الصراعات ونحافظ ونسترجع إنسانيتنا التى سلبها منا والأمن والتعاون الذي كان سائدًا بين الكثير من بلدان العالم.
اقرأ أيضا: