مقالاتأسرة وطفل - مقالات

كوني له سلاما .. المشاركة والعطاء والرحمة

سلاما على أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه، ولم يفكروا أن يتخذوا عليه أجرًا “جلال الدين الرومي”

العلاقات وآثارها في حياتنا، الكلمات وواقعها علينا، يبدو الأمر سهلا في بدايته، شخصان يتقابلان ثم يرتبطان فتجمعهما ذكريات ومواقف هادئة، يفهم كل منهما طبيعة الآخر بشكل جزئي، مع الوقت يتكون رباطًا غليظًا بينهما ويدنو كلاهما بالرحمة والعطف والاهتمام فيتشاركان الحياة سويا بحلوها ومُرها، لا تكاد الأيام تمر حتى يحدث الإعصار، الفهم يتحول لحرب وصراع، والاحتواء لند ومساومة، والاهتمام إلى إهمال ولا مبالاة، لا تفهم كيف تهاون الأمر إلى ذلك الحد بينهما؟ كيف أصبحت العلاقة متشبعة بالكبر هكذا؟

قالت لي صديقة ذات يوم:

“كوني له سلاما لا حربا”

ظاهر هذه الكلمات طيب ومريح ولكن باطنها كبير ومُحير.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

السلام والحرب والعلاقات!

هل يمكن لاثنين اجتمعا على الود أن تنقلب علاقتهما إلى حرب؟

لو نظرنا بعين العقل إلى تلك الكلمات لوجدناها ما هي إلا تجسيدًا لأخلاقيات: خلق الرحمة والود والتغافل والصبر وكظم الغيظ والمراعاة، خلق العطاء والحب والتحكم في الغضب… والكثير الذي يضبط العلاقات السليمة تحت مسمى الرباط الغليظ.

الأخلاق في العلاقات كالهواء، فلا حياة لعلاقة تهاون أحد أطرافها فيها، والتهاون بمعنى القبول باللا خُلق، الرضا بالإهانة والاستسلام والرضوخ، نحن لسنا في حرب مع الطرف الآخر ولكن من المؤكد أن السلام ينبع من الرحمة، وحتى تكوني له سلاما عليه أن يكون لكِ حافظًا للعهد قائمًا على أمورك وصابرًا على أخطائك لا جالدًا لها، السلام ينبع من القلوب الرحيمة

سلاما لكل من يرحم ويغفل…

و سلاما لكل من يصبر…

وورد وريحان لكل مَن هو قائم على أمور حياتنا.

 

خلود أشرف

طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة