فتّح عينك تُدرك نفسك _ رسالة إلى الشباب المفكر
فتح عينك تاكل ملبن
عنوان المقال ليس تحريفًا للمثل المشهور ” فتح عينك تاكل ملبن” بل هو إن صح التعبير استنتاج أو تفسير للمثل الأصلي المتعارف بين الناس، فجملة ” فتح عينك تاكل ملبن” كانت تقال في الغالب للشباب في مناسبات الأعياد خاصة في المناطق الشعبية، حيث تتواجد في تلك المناطق في أيام الأعياد عربات للتصويب على أهداف من خلال بندقية صيد بسيطة، يوضع فيها سهم صغير شبيها بالمسمار،
وكان صاحب العربة ينادي ليجذب الشباب بجملة “فتح عينك تاكل ملبن ” ذلك أن الفائز كان يحصل على قطعة ملبن مكافأة على إصابة الهدف، أما ما نقصده من فهمنا أو تفسيرنا لهذه الجملة، فهو خارج نوعا ما عن الإطار المادي، بل نقصد بتفتيح العين هنا، البصيرة التي يجب أن نتحلى بها لفهم الأمور من حولنا؛ حتى نكشف الكثير من الزيف الذي نعيش فيه، والذي يعطينا تصورات خاطئة للكثير من الحقائق حولنا،
فبمجرد أن تنفتح أعيننا سنجد الكثير من المغالطات التي تعج بها وسائل الإعلام، والكثير من الأنماط الخاطئة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض، بل أكثر من ذلك، سنكتشف أن ما نسعى إليه جاهدين لتحقيقه لا نعرف عنه شيئًا، أو بالأحرى لا نعرف حقيقته، وحتى يتضح لنا الأمر، فلنضرب مثلا عن تصور أغلب الشباب للسعادة التي يريد أن يصل إليها، وعن كيفية بناء نفسه للمستقبل…
هل أدرك الشباب قدراته؟
هل فعلا حدد الشباب القدرات التي يمتلكها؟ هل أدرك أن مرحلة الشباب هذه، يمتلك فيها الشباب قدرات وطاقات هائلة يعول عليها في كثير من الأمور المصيرية، ولبيان ذلك نجد أن فترة التجنيد في كل بلدان العالم تكون في بداية مرحلة الشباب، أي في سن العشرين تقريبا، هل نظن أن هذا الاتفاق في تحديد هذا السن بين جميع بلدان العالم محض صدفة؟
بالطبع لا، بل الأساس في الموضوع هو وضوح حقيقة قوة الفرد وقوة عطائه وعنفوانه، وقدرته على بذل أكبر قدر من الجهد في مراحل حياته كلها في هذه المرحلة، لذلك كان التعويل على الشباب في هذه المهمة الخطرة المرتبطة بالدفاع عن الأوطان.
رسالة إلى الشباب المفكر
فهل يدرك الشباب تلك الحقيقة أم أن عينيه مغلقتان ومن ثم يجب أن يفتحها حتى لا يقع في متاهة الوهم والخداع التي يتعرض لها في أغلب نواحي حياته في وقتنا الحاضر، من إقناعه بأنه مهمش ولا يملك ولا يستطيع أن يفعل شيئًا سواء لنفسه أو مجتمعه، لقد تم سلب ثقة أغلب الشباب في أنفسهم؛ نتيجة أسباب كثيرة منها ما هو متعلق بالشاب نفسه، ومنها ما هو متعلق بالظروف المحيطة،
ولكن يظل الشباب هو المسؤول في المقام الأول عن مواجهة تلك الظروف والعقبات، بأن يدرك أولًّا أنه يمتلك الكثير من الإمكانيات والقدرات والتي يجب عليه أن يحددها بواقعية بعيدا عن الوهم وسوء الفهم، وأن يدرك أن البدايات دائما تكون صعبة ولكنها مقدمة للوصول للأهداف التي يبتغيها، فلو أدرك ذلك، شغل نفسه بالطريق ومتطلباته وكيفية التغلب على عقباته قدر المستطاع، وترك النتائج بيد الله؛ إيمانا منه بأن المطلوب منه هو السعي والعمل،
وفي نفس الوقت التوكل على المدبر الرحيم المقتدر لهذا الكون، ولا يكون عرضة للكثير من الأفكار الانهزامية الوافدة علينا من ثقافات تخالف الواقع، والتي بمجرد أن تصدقها تعمي عينك عن الواقع والحقائق، فتظل مغمضة!
لذلك يجب أن تكون جملة “فتح عينك تاكل ملبن” هي نتاج “فتح عينك تدرك نفسك”
اقرأ أيضًا :
الشباب وكسر التابوه – هل الحركات الشبابية قادرة على التغيير في المجتمع ؟
هل الحركات الشبابية قادرة على التغيير في المجتمع؟
لُب الزيتونة .. البحث عن السبب الجذري أفضل من معالجة الآثار الناتجة عنه