اختراع يتحكم في البدن والروح
وأخيرا بعد طول انتظار استطاع العالم الانتهاء من صُنع جهازه العجيب الذى انتظره الجميع بفارغ الصبر، فقد كان هذا الجهاز قادرا على تحويل الإنسان إلى حالتين :
الحالة الأولى: يلغى مُتطلبات واحتياجات البدن لتتمكن الروح من السيطرة على الإنسان
الحاله الثانيه: يلغى متطلبات واحتياجات الروح وتُصبح احتياجات البدن هى المسيطرة والمُحركة لهذا الإنسان،
وتسابق الجميع على شراء هذا الجهاز
فمنهم من كان يرى أن اللذة الروحية أعظم بكثير من اللذة المادية لذا فإنه كان يريد شراء هذا الجهاز للتخلص من احتياجات بدنه التى تُعيق روحه عن التكامل وعن الوصول إلى اللذة الحقيقية، ومنهم من كان يريد شراءه للتخلص من احتياجات الروح التى كانت تمنعه وتعيقه عن تحصيل الكثير من الكمالات المادية والحسية فقد كانوا يرون أن الروح تعتبر بالنسبة إليهم هى العائق الوحيد فى طريق وصولهم إلى السعادة الحقيقية.
وبالفعل فقد اشترى كل شخص الجهاز المناسب الذى أراده، واعتقد كلا الفريقين أنه سيعيش حياته فى قمة السعادة والهناء، وبدأ الجميع ممارسة حياته الجديدة.
ومر وقت طويل على هذا الوضع، وفجأة حدث شىء لم يكن فى الحسبان، فبعد أن اعتقد الفريق الثانى أنهم سيعيشون حياتهم فى منتهى السعادة حدث أمر عكر تلك الفرحة وهذه السعادة
سعادة الإنسان من منظور فلسفي
فقد بدأت أبدانهم فى الكبر وأصبحت غير قادرة على القيام بوظائفها كما السابق وبالتالى قل تدريجيا شعورهم باللذة والسعادة نتيجه لضعف كفاءة هذا البدن، وسادت حالة من الحزن والكآبة الشديدة هذا الفريق واجتمع الجميع يتناقشون في هذا الأمر :
فقال أحدهم: يا لنا من أغبياء فنحن لم نفكر فى هذا اليوم ولم نضعه فى حسباننا، بل تخلصنا من أرواحنا لأجل الاهتمام باحتياجات البدن، والآن البدن قد تخلى عنا وكبر ولم يعد قادرا على جلب وإعطاء السعادة واللذة لنا كما السابق، وأكمل قائلا:
والآن ونحن نشعر بالكآبة ومرارة الحياة فماذا نحن فاعلون بعد أن خسرنا أرواحنا التى كانت من الممكن أن تمنحنا السعادة فى الوقت الذى يتخلى عنا هذا البدن ويكون غير قادر على القيام بوظيفته ومنحنا السعادة التى نريدها؟!
فتحدث آخر قائلا: لابد أن نذهب إلى هذا العالم المخترع ونطلب منه حلا لهذه المشكلة، وإن لم يستطيع إيجاد الحل نطلب منه استعادة أرواحنا
وبالفعل فقد تجمعوا أمام بيت هذا العالم
وبينما هم يشتكون لهذا العالم ما حدث لهم إذ أقبل عليهم الفريق الأول الذين تخلوا عن أبدانهم وكان يبدو عليهم هم أيضا الحزن، ثم تحدث واحد منهم وقال: أيها العالم نريد استعادة أبداننا
فتعجب المخترع قائلا لماذا؟
فقالوا لأننا فقدنا الشعور باللذة والسعادة منذ أن فقدنا البدن!
فقال المخترع: كيف ذلك؟! إنى أشعر بالحيرة والدهشة مما تقولون؟! أولستم أنتم من تقولون أن اللذة الروحية أعظم بكثير من اللذة المادية، وأن البدن يقف عائقا ومانعا من الوصول إلى السعادة
فقالوا: أيها المخترع لازلنا نرى ونؤمن أن اللذة الروحية أعظم وأفضل بكثير من اللذة المادية ولكن هذه اللذة تشعر بها أرواحنا فى وجود البدن، ونحن منذ أن فقدنا البدن ونحن لا نشعر بهذه السعادة، لأن هذه السعادة تحدث وتنشأ فقط من الانتصار على احتياجات البدن وشهواته وهنا فقط يمكن للروح أن تتكامل وبدون البدن لن تصل أرواحنا إلى أوج تكاملها وتفاضلها وسعادتها.
وهنا اقتنع العالم بما قاله الجميع وأحضر هذا الجهاز وقام بتدميره عندها فقط عاد كل واحد فيهم إلى حالته السابقه.
وتوتا توتا خلصت الحدوته
اقرأ أيضا … رياضة الروح
اقرأ أيضا … القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية
اقرأ أيضا … أنا مكتئب، كيف أستعيد الروح ؟ – وكيف أتخلص من الكم الهائل من الهموم ؟