الإرادة بين العقل والقلب – هل تعرف كيف يتوجه سلوكك؟
في الطبيعي أن البعض يريد شيئًا ويسعى للحصول عليه، ولكن أي وسيلة يستخدمها لا يهم! أو قد لا يعرف من الأساس. فمثلًا الجميع يريد الحصول على المال ولكن قليلون من يتخذوا الوسائل المناسبة التي لا تخالف العقل ولا تنافي المبادئ والأخلاق، وكثيرًا ما نسمع أن شخصًا يتمنى ويقول يا ليتني أصل لهذا أو أحصل على ذاك بأي وسيلة ممكنة، وهنا يظهر ما نريد توضيحه في مقالنا هذا، ألا وهو لكل منا إرادته،
ولكن أين الاختلاف ومن أي شيء تنبع الإرادة؟ هل هي من العقل أم القلب؟ وما هي الإرادة في الأساس؟ حتى حين نعرف ماهيتها نحدد منبعها وأصلها في ذات الإنسان ونفسه.
الإرادة
هي القصد والميل القاطع نحو الفعل. أيًّا كان هذا القصد، موجهًا بالعقل أم لا، مخالفًا للأخلاق أم لا، وهنا نأتي لذكر أنواع الناس من حيث الإرادة.
النوع الأول: شخص تغلب عليه عاطفته، وهنا نرى أنه يتحرك نحو شيء تنجذب نحوه عاطفته ويحب امتلاكه والوصول إليه
أما النوع الثاني: شخص يعمل عقله موجهًا ومستخدمًا عاطفته كدافع للوصول إلى ما يريده.
فمن أنت من هذين الاثنين؟ وما نتائج اختياراتك المترتبة عن تلك الإرادة؟ وهل ستؤدي بك نحو ما تريد؟ وهل سيفي وصولك لتلك الغاية منه وصولاً به للغاية الأعم ألا وهى السعادة؟ وهل سيخل ذلك بالأخلاق أم لا؟
النوع الأول
وهنا نعود لنفصل النوع الأول للإرادة، حيث تغلب على صاحبها العاطفة فيحدث بعض القصور العقلي لديه للوصول لتلك الأهداف، قد يصل إلى كل أهدافه وهنا سيتم طرح سؤال، فأين القصور العقلي الذي ذكرته؟ قد يصل فعلًا الشخص إلى هدفه، ولكن ما الوسائل التي استخدمها للوصول لتلك الأهداف؟ هل تماشت مع المبادئ والأخلاق أم خالفتها افتراضا منا أن الهدف لا يتنافى مع المبادئ والأخلاق؟
النوع الثاني
النوع الثاني من يستخدم العاطفة كدافع ومحرك لبلوغ لتلك الإرادة ولكن موجهًا إياها بالعقل ومتخذًا وسائل لا تتنافى مع المبادئ والأخلاق، قد يستحضر لنا مثالًا لشخص من هذا النوع ويقول قد لا يصل أيضًا إلى تحقيق أهدافه فنقول له أنه أيضًا جائز، ولكن سيصل لا محال حين يوفق في الاجتهاد ويحسن العمل.
الحرية الحقيقية
النوعان قد يتوفر لديهم الإرادة والدافع تجاه ما يريدانه، ولكن هل كل ما يريدانه يكون صائبًا، حتى وإن كان صائبًا فهل الوسائل المستخدمة للوصول لأهدافهم وغاياتهم وسائل صحيحة غير منافية للأخلاق؟ فما رأيك من تريد أن تكون بعد معرفتك بالنوعين؟
وإن كنت من النوع الأول هل ستكمل حياتك بتلك الطريقة حتى وإن كنت تبلغ أهدافك فعلًا ولكن اسأل نفسك هل سيظل هذا النجاح قائمًا بدون عقل ناضج منطقي يستطيع التفرقة بين ما هو صائب أو خاطئ.
أريد أن أقول لك أن في تحرر عقلك واعتماده على المنطق يمنحك الحرية الحقيقية لاختيار ما هو مفيد لك، وأيضًا يحررك من أي فكر قد يؤثر على عاطفتك، ويسوقك من خلالها صانعًا لك من خلالها إرادة تنفع مصالحه، مظهرًا لك أنك بكامل إرادتك في الاختيار،
وهنا وجب أن نعي أن العقل أداة التوجيه، ولن يمكن للإنسان التحرر والقدرة على توجيه ذاته بكامل التحرر وفق الكم الهائل من المؤثرات لعصرنا هذا، وأن العاطفة هي المحرك والدافع للشخص لبلوغ هذه الأهداف والغايات.
اقرأ أيضا:
أخلاقيات العمل .. كيف ننمي الأخلاق داخل بيئة العمل!؟
من أين تستمد قيمتك؟ (الجزء الأول): هل قيمة الفرد تستمد من الآخرين؟