آه من أفكاري المتلاحقة الغير متناهية! متى أرتاح منها؟
أتهزمني الصراعات أم أهزمها أنا؟؟
سؤال أوجهه لنفسي يوميًا بل في كل لحظة، نعم إنها الصراعات الداخلية!! إنها تلك الأصوات التي أسمعها أنا فقط، ولا يعلم أحد بها، تلك الخفقات التي تحدث بداخلي وكمية العنف الذي لا يشعر به أحد غيري، تلك الصراعات المؤلمة والقوية التي ليس في قوتها شيء، تحمل طاقة تكفي لإصابتي باليأس أو بالتفاؤل أحيانا.
لم أدرك وأنا صغيرة تلك الصراعات عندما كانت تراودني فكرة كنت سرعان ما أنفذها لم أنظر قط لأبعاد ذلك التنفيذ، أو ماذا سوف يحدث جراء ذلك الفعل كنت ما أود فعله فقط هو أن أضحك وأمرح ، هذه الطفولة التي يتمنى شباب ذلك العصر أن يعودوا إليها جميعا، نتمنى أن تأتي تلك الآلة التي نشاهدها في الأفلام ونعود بالزمن إلى الوراء، وبالفعل يسعى العلماء في الوقت الحالي لذلك الأختراع، أظن إن السبب في ذلك الأختراع هو الرغبة الشديدة في التخلص من تلك الصراعات.
الصراعات داخلنا
الجميع يرغب في العودة إلى الراحة إلى ذلك الوقت الذي كان التفكير فيه بسيطا جدًا، الكم الهائل من الأفكار التي تغزونا من جميع الاتجاهات أرهقنا بشكل مزعج، أرهقنا نحن الشباب، جعلنا ننظر بداخلنا فنجد آلاف الميول والرغبات، أنشأ حربا قوية داخلنا، أوقاتا ننتصر فيها وتارة أخرى تغلبنا، تجعلنا نبكي بشدة من الخوف أن يأتي اليوم الذي يجعل تلك الصراعات تهلكنا وتدمرنا نفسيًا، فنصبح غير قادرين على الاستمرار، لا يشعر بنا مَن يكبرنا سنًا، بل نحن أدرك بها، نخشى الهزيمة وننتظر الانتصار، تلك الصراعات تجعل القلب حزينًا والجسم ضعيفًا، تجعلنا ننتظر الراحة والوقت الذي سوف نتغلب فيه عليها جميعًا، ولكني أتوقع أنّ تلك الصراعات لن تنتهي بل ستزيد وتزيد وتتفاقم، نظرًا لمفهومنا الخاطئ لمعنى الراحة.
الصراعات الداخلية ما هي إلا حرب عنيفة داخل النفس البشرية تجعل الإنسان على حافة الإصابة بالجنون، ويكون السرحان حليفها والألم الداخلي نصيبها، وتكمن المشكلة في انتظارنا لذلك الوقت الذي ستتبدل فيه الأوضاع ونكون قد تخلصنا منها ونعيش في راحة، الراحة ثانيةً! ولكن ما مفهوم الراحة؟ ولماذا تلك الكلمة بالذات هي دعواتنا وملاذنا؟ لماذا هي أكبر دافع الشباب حاليًا؟
هل هناك راحة من الصراعات؟
لقد تشوهت أفكارنا نتيجة ذلك الصراع، يوجد مَن نجا وفاز وتغلب على تلك الصراعات غلبة ليست كاملة ولكنه ينجح في محاولاته، ويوجد مَن هو ضائع داخل ذلك الغزو لا يجد المأوى ولا يجد ذلك الحافز الذي يهدّئ من صراعاته، فكان قراره الهروب من التفكير؛ الهروب من اتخاذ القرار، لماذا يشغل باله!!! قرر ذلك الطرف الاستغناء عن جانب التفكير؛ إنه جانب متعب يرهقه ويجعله يفكر في جوانب متعددة، إذا لماذا التعب؟ لقد نظر إلى حال الكثير الذين قرروا ألا يبالوا لأي تغيرات تحدث فهم مع التيار يحملهم لأي اتجاه هم لا يعترضون على أي شيء….
كان حلهم هو إلغاء العقل لتجنب الصراعات ولكنهم يضحكون على أنفسهم ويشغلون أوقاتهم لأنهم إذا خلوا بأنفسهم هاجمتهم الصراعات بل وبتلك الطريقة المتزايدة لأنهم لم يبحثوا عن الحل من البداية، لم يفكروا في الطريقة التي يستوجب بها معرفة مصدر تلك الحرب الداخلية، أهي صراعات نفسية نتيجة تأثير في جانب ما، أو صراعات من أجل التفكير في مواقف مضت، أو صراعات من أجل المستقبل.
ماهو الحل؟
لتعلم أنّ تحليل شخصيتك هو الحل الأمثل للقضاء على تلك الصراعات، معرفة مكنوناتها وجوانب قوتها وضعفها هو السلامة في حد ذاتها من الصراعات، إنّ النفس غريبة ومريبة لا يقدر أن يفهمها بطريقة جيدة إلا من تغلل داخلها، هي أشبه بالولادة المتعسرة كأم تلد طفلا، ولكن مولد ذلك الطفل استغرق ساعات مطولة ولكن في النهاية تم ميلاد الطفل، بل وأصبح ذلك الطفل شخصا بارزا وبارعا؛ كذلك نفسك سوف تتعبك وترهقك وتخرج أسوأ ما فيك وأيضًا أحسن ما فيك ولكن بعد ذلك التعب المؤلم سوف تكون الولادة ناجحة، ولادة نفس جديدة تعرف نفسها حق المعرفة وتقودها دائمًا لمعرفة الحقيقة وتواجه الصراعات بكل شجاعة وإتقان.
الولادة كانت حقًا عسيرة ولكن ذلك الطفل النجيب هو استحقاق لذلك العسر الذي يرافقه اليسر.
– النفس كالطفل تتطلب الرعاية.
– من داخل الصراعات كانت الولادة عسيرة.
اقرأ أيضا:
حكايات الحاجة ” عائشة ” لتحيي في نفوس الصغار روح الحق والعدالة
صواب أم خطأ ؟ هل كل شئ حولنا يبدو منطقياً ؟
جبت إيه لحماتك؟ – معاناة العروسة وأهلها مع تقاليد المجتمع
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.