قصة رجل ومطرقة ومسامير، أيمكنك إيجاد تشابه بينهم وبين الواقع؟
الرجل والمطرقة
كان يقف على المقعد ليعلق صورة له مرسومة بالفحم دفع مقابلها الكثير، كان قد قضى النهار ناظرا إلى انعكاسه على الورق الأبيض متعجبًا من الناظر إليه من وراء اللوحة ومتسائلًا عن شخصيته الجذابة الأخاذة، نعود لحادثة التعليق حيث حدث ما لا يحمد عقباه، لقد انتثرت المسامير على الأرض وحِيل بينه وبين مهمته المقدسة.
وما كان منه إلا أن نظر إلى المطرقة يوبخها على ما حدث (هل رأيت ما حدث؟ أي مهزلة هذه؟) ولأن المطرقة شديدة الحرج مما حدث لم تستطع أن تبرر ما حدث وترد الاتهام عنها، فما كان منه إلا أن ألقى المطرقة على الأرض وأمرها أن تقوم بإعادة المسامير إلى صوابها.
إن اعتقاد الإنسان بمركزيته المطلقة قد أطاح بصوابه في الحقيقة، نظرته إلى مرتبته في العالم، وكيف أن كل شيء حوله قد صار أدنى منه، جعلته يصنع تاجًا من الحديد والدم وأعلن نفسه إله هذا العصر، وسار في العالم من هذا المنطلق فعاث فيه فسادا، معتبرًا أن كل ما يحيط به هو أداة له أن يستخدمها كيفما يشاء تحت أي مسمى.
مراتب الناس
ليس كل الناس في نفس المرتبة، بعضهم أعلى من بعض، فغرور الإنسان دفعه للتأكيد على هذه النقطة ووضع إخوانه في بعض المراتب مع بعض الموجودات، وأهل المراتب الوسطى ينظرون للأدوات التى يستخدمها صاحب المرتبه العليا، ينظرون لها بحقد وحسد متمنيين أنهم مكانها، أو متمنين زوالها من الأخ الكبير لتكون ملكًا لهم وتسموا مرتبتهم لتكون عرشًا فوق الرقاب.
أصحاب المراتب الدنيا ينتظرون في يأس أن تمطر عليهم السماء بما يتفضل من صراعات الطبقات العليا والوسطى، ليس لهم حظ معين من أي شيء في الحقيقة، لا توحد خطة معينة أو هدف سوى انتظار ما ستؤول إليه الأحداث من تدافع.
قد يظن المتأمل أن الصورة مكتملة بالثلاث مجموعات، صاحب الصورة المغرور الجاهل الذي يمثل الطبقة العليا، المطرقة التى تحب أن تنكل بالمسامير بناء على أوامر صاحبها والتي في موضع قوة إلى حد ما في هذا العالم، والمسامير المغلوبة على أمرها التي يعتبر البعض صوت سقوطها على الأرض اعتراضا على مجريات الأمور.
إلا أن الصورة ينقصها عامل مهم قد يضيف بعض العدالة على المشهد. صاحب المنزل، نعم للمنزل مالك تناساه صديقنا النرجسي. ينفتح الباب ويدخل صاحب المنزل الذي يستأجر منه صاحب الصورة الكرسي الذي هو جالس عليه، ليسأله لماذا يمسك السكين ويطعن بها نفسه ودماءه تتناثر في أرجاء المنزل؟!
دور الإنسان على الأرض
إن الوهم الذي عم البشرية والجهل الذي يصاحب الشخص الذي يظن أنه كامل العلم ساقه إلى أن يتخيل أن سعيه في العالم هو تقدم وإصلاح، بينما هو تخلف وإفساد، فالإنسان تناسى مكانه في العالم ونسي أنه مجرد أداة من الأدوات مثله مثل المطرقة والمسامير وتوهم أنه صاحب الحل والعقد وزعم أن العالم لا هدف له وأن موجود لإشباع رغباته وإسكات شرهه ونهمه إلى الثراء، نسي أن الأرض لها صاحب وتلك الأرض وضع عليها منزل وجعل للمنزل آمرا وأسكنه في هذا المنزل مع آخرين بهدف الإصلاح والتعمير وجعل السبب الرئيسي لصلاح أحواله أن يأتمر بأمر هذا الآمر حيث أنه يمتلك كتيب لتشغيل المنزّل وقوانين خاصة وعامة لتنظيم المنزل.
إن عالمنا يسير نحو الهلاك بخطوات واسعة سريعة والحائل بيننا وبين الهاوية هو وقفة في وجه الفكر المادي النفعي ومواجهته وتقديم العقلانية والروحانية كبديل لهذا الجفاف العالمي، نريد من العقلانيين وضع بيان تأسيسي لكوكب الأرض يبدأ بشرح المبدأ الأول ويقدم اقتراحاته وحلوله بالنسبة للحياة وطرائقها وينتهي ببشارة العدالة والجزاء.
اقرأ أيضا:
كابتن سولي والولد الصغير – أزمة المعيار في عالمنا اليوم
صراع منطقة الحزام الأصفر .. تأملات في فيلم الذهب الأسود
حب عاقل ينعش صاحبه.. لما لا نحاول أن نرتقي بقيمة الحب
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط
ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب