مقالاتقضايا شبابية - مقالات

القضية الأهم في عالمنا اليوم.. كيف ننصر فلسطين؟

1- هل تستطيع الإجابة على سؤال ” لماذا القضية من الأساس ؟” فبدون الإجابة لا وعى، وبدون وعى سيكون الانخراط والحكم والتفكير فى نصرتها عبثًا قائمًا على قاعدة هشة يسهل هدمها!

 

هناك من يتحدث عن القضية على أنها قضية الفلسطينين وحدهم وأننا لدينا ما يكفى من المشكلات الاقتصادية والسياسية وأن الفلسطينين هم من باعوا أرضهم وعليهم تحمل النتائج! أو أن سنة التاريخ تقول بحق القوة فلماذا نحاول الوقوف أمام سنة التاريخ والتطور الناتج عنه؟!

وهذا يجعلنا نتساءل “هل معيار اتباع الحق ونصرة المظلوم هو كم سنربح وكم سيزدهر اقتصادنا إذا قمنا بنصرته؟

أو كم سيجلب لنا اتباعنا للحق من سلام مع دول لا يهمها سوى السيطرة والتوسع؟! مما يجعل الظلم والعنصرية والإبادة الجماعية شرعها ومن يحاول إقامة سلام معها عليه تقبل كل ما تمليه عليه حتى لو كان التخلى عن كل ما يملك فى سبيل الإبقاء على حياته خادما لها! وهل القوة تتبع الحق أم أن الحق يصبح فى يد من يملك القوة والسلطة؟ فمثلما نجد حضارات قامت على أساس أن الحق مع القوة نجد أيضا من لم يخضعوا إلا بعد أن يحصلوا على استقلالهم،

بالطبع بعد الكثير من الخسائر المادية والبشرية ولكن معاييرهم لم تكن إلا تحقيق الغاية واتباع الحق والوقوف فى وجه الظلم، وحتى لو لم تقم أى دولة أو جماعة أو أفراد تاريخيا بالدفاع عن الظلم واتبعت حق القوة لا قوة الحق فهذا لا يعنى أننا علينا نرضخ أمام الظلم، بل إن الوقوف إلى جانب الحق شرف لا يناله إلا العاقل القادر على معرفة الحقيقة والواعى بخطورة تخاذله عن تحقيقها على أرض الواقع، بالطبع هناك من تخلى عن قضيته ولكن بغض النظر عن القهر أو الظروف التى تعرضوا لها أو عن قدرة تحملهم أو حتى تخاذلهم، أليس هناك من يقاوم حتى الآن؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

2- من أنا وما هو وضعى فى تلك القضية؟

انا إنسان عاقل مخلوق ومختبر ومكلف، أتبِع الحق وأنصر المظلوم وأسعى لتحقيق العدالة على أرض الواقع تمسكا منى بالفرصة التى أتاحها الله لى بخلقى لأتكامل وأرتقى وأساعد من حولى ليتمتعوا بحريتهم ويتخلصوا من الظلم الواقع عليهم، والذى يمنعهم من التمتع بتلك الفرصة للارتقاء والتكامل، وبما أن الحق هو ما طابق الواقع، والواقع يقول بأن الأرض مغتصبة وأهلها مضطهدون ومعتقلون ومهانون ولا يستطيعون ممارسة حقوقهم ولا شعائرهم بحرية ومغتصبيها لا يبالون بأى مقدس مهما كانت ادعاءاتهم، فأفعالهم وأهدافهم وأهداف مموليهم وداعميهم واضحة وهى الاستعمار والتوسع والسيطرة “ومنع أى اتجاه للوحدة وتشجيع الحركات الانفصالية عن طريق استخدام الأقليات السياسية والدينية والقومية والسلالية والعسكرية داخل الوطن العربى، فالعالم العربى له لغة مشتركة وثقافة وتاريخ مشترك، واتحاده يعنى تغيير موازين القوى”    

3- التوعية العامة بالقضية فى مختلف الدوائر الاجتماعية

لتصبح الجهات المتمسكة بظاهر الحق والتى لا تعرف إلا قشورًا عن القضية، تعى أبعادها بشكل أعمق يمكنها من الصمود فى وجه أى سفسطة أو جهل وتعى أثر عدم المشاركة فى نصرتها وخطورة وجود الكيان الصهيونى فى وسط الدول العربية التى من خلال هويتها وتراثها يمكنها إنشاء حضارة قائمة على فلسفة إلهية عادلة تقف فى وجه الفلسفة النفعية المادية المهلكة للبشرية والتى لا تحترم القيم إلا فى المنابر وتنادى بها طوال الوقت ما دامت مصالحها وسيادتها قائمة ولا يتم المساس بها…

4- السعى لتوحيد معيار القضية وتنحية الخلافات الطائفية والفكرية جانبا…

وفهم أن الإشكالية ليست فى أنه تاريخيا الأرض من حق الفلسطينين والعرب وأنها ليست من حق اليهود؛ فالتاريخ يمكن التلاعب به وتفسيره وتأويله بأكثر من معنى، فهو غير قطعى إلا فى حالة تواتر الحدث، ولكن تفسيره يبقى أيضا ظنيًا، فالأرض للجميع ما دامت فى ظل حكم نابع من اختيار شعبى ديمقراطى غير عنصرى يحترم حقوق الأفراد وحرية العقيدة، ولا يمكننا أيضا الاعتماد على التفسيرات الدينية كمعيار وحيد لأن الدين لا يعطينا تفاصيل الأحداث التاريخية بل يعطينا ما يمكننا استخلاص العبر منه وما نهتدى به ونتعلم منه،

غير أن الألفاظ لها أكثر من معنى ويمكن للبعض تفسيرها حسب ما يرى ووفق ما يريد أن يبرهن ويثبت، لا وفق ما يقصده النص ولا وفق المعاير المنظبطة، بناء على ذلك فالمعيار الواضح القائم هو العدل والإنسانية، هو الجامع للكل باختلاف رؤاهم وتحليلاتهم والموحد لهم، هو الذى سيصف الغرض الحقيقى وراء التوجه الأمريكى الاستعمارى ودور إسرائيل فى هذا التوجه ومنع الوحدة العربية الإسلامية ومنع قيام توجه فلسفى تربوى خارج من الرؤية الإلهية للإنسان لتقف فى وجه الطاغوت مهما كان وتعطى لكل ذى حق حقه ولا تعترف بحق القوة ولا تقر بتزوير التاريخ ولا تقر قيام الدول على أنقاض الشعوب…

وأخيرا

كيف لا تضيع هذه التوعية هباءًا مثلما ضاع الكثير وتتحول من مجرد كلمات إلى أفعال؟ هذا يحدث عن طريق التأثير فى محيط كل منا ليحدث استنفار ووعى بأن القضية لن تنتهى ما دام الباطل سائدًا ومسيطرًا ونتدرج لنصل فى مرحلة ما إلى الكتلة الحرجة القادرة على التأثير والتغيير والمواجهة والضغط وإزالة كل مانع يقف أمامها مهما كانت مكانته أو سلطته…

اقرأ أيضاً .. رحلة البحث عن الحقيقة

اقرأ أيضاً .. سفر فلسطين، المسيح بيننا

اقرأ أيضاً .. ما هو الفن ؟

محمد خيري

عضو بفريق بالعقل نبدأ القاهرة