حتى الأغنياء الذين يملكون كل شئ يصابون بالإكتئاب، إذا أين السعادة؟؟

السعادة هي ما يسعى له الإنسان منذ أن بدأ الحياة، البعض يصل لها والبعض الآخر يعيش حياته كلها محاولا أن يصل ولا يصل لها في النهاية، منهم من يستميت عليها حتى إذا ظن أنه وصل وجد أن ما سعى له لم يكن السعادة الحقيقية… فأين السعادة؟

السعادة هي حالة من البهجة تظهر على صاحبها عند حدوث ما يتمناه ، وعلى قدر استمرار هذا الشيء وحاجة الإنسان له تستمر السعادة ، فإذا ما طالت مدة الشيء حتى لم يعد الشخص بحاجة إليه قلت السعادة حتى تزول ، لذا وجب علينا أن نعرف حقيقة الأشياء المسببة للسعادة ونعرف ما يستحق أن نسعى له حتى نصل إلى كمال السعادة الحقيقية التي لا تزول.

البعض يظن أن سعادته في امتلاك سيارة فارهة أو شقة على النيل أو حتى رحلة صيفية لباريس أو لندن ، وهنا نسأل… ماذا بعد امتلاكك للشقة أو السيارة؟ المزيد من الرفاهية، صحيح؟ عليك إذًا أن تبحث عن سيارة ذات موديل أفضل أو استبدال الشقة بفيلا في مكان راقي ، حسنا هذا أيضا ليس كافيا بالنسبة لي فأنا لم أشبع رغباتي بعد، فهناك الكثير ممن هم أغنى مني، عليّ أن أعمل أكثر لأكون الأغني وأشتري أي شيء أريده ليسعدني.

حسنًا “ستيف جوبز” الرجل الأغني في العالم وصانع الرفاهية التي تظن أنها سبب سعادتك اعترف بأنه قد أخطأ عندما ظن أن السعادة تكون في الشهرة وجمع المال وأنه كان من الممكن أن يسعد بأشياء عديدة غير جمع الثروة .

والكثير مثل ستيف جوبز من أثرياء العالم الذين امتلكوا كل شيء يمكن امتلاكه بالمال لكنهم لم يسعدوا، بل وصل ببعضهم الاكتئاب إلى حد الانتحار، هؤلاء وغيرهم هم دليل قوي لإثبات أن السعادة ليست في المال أو المسكن الغالي أو حتى السلطة.

هل أقول أنه يجب علينا ألا نعمل من أجل المال أو الارتقاء بالمستوى الاجتماعي؟ لا بالطبع، فمحاولة تحسين الحالة المادية هو أمر مطلوب لكن يجب أن تحدد هل أنت المتحكم بالمال أم هو المتحكم بك، هل تنفق المال لسد احتياجاتك أم لإشباع رغبتك في الامتلاك… هناك فرق

سد الجوع #المادي الذي تطلبه النزعة المادية بداخلك قد يسبب بعض السعادة فعلا ، لكن هناك أشياء أخرى لها الحق في أن تُخضع نفسك لها ملبيًا لمتطلباتها لأنها مركز تخليق السعادة الحقيقية، فما أجمل أن تبتسم لشخص لا تعرفه؛ هو أمر جيد أن يكون انطباعي الأول عنك أنك شخص متفاءل.

ما رأيك في العائلة؟  هي حقا السعادة التي لا يمكن أن تُشتري بالمال ، فلا يمكنك أن تشتري السعادة الحقيقية من زوجتك بالذهب لكن يمكنك أن تعيشها بوردة جميلة مزينة بالتفاهم والتآلف، انظر لنفسك… ها أنت ثمرة التربية السليمة التى رباها لك والداك، اشكرهما إذًا وأظهر لهما امتنانك بتكرار التجربة في أولادك.

هكذا تعم السعادة في شجرة العائلة وتفوح روائح ثمارها الطيبة بين أرجاء المجتمع كله فتنتشر الفضيلة وتتحقق السعادة وكنتيجة لهما يتقدم المجتمع.

قل لي أين المال في هذه السعادة ؟!

المال لم يكن إلا وسيلة من وسائل تحقيق السعادة بين الأسرة والذي لم يكن رئيسيا بل كان من مكسبات الطعم الصناعية التي يجب ألا تزيد عن الحد المسموح.

هل تظن حقا أن الموظفين سيعملون أكثر إذا أعطيتهم راتبا أفضل؟

ما رأيك إذًا بأن تظهر امتنانك لهم وتشكرهم على جهدهم في العمل، يبدو أن المعاملة الجيدة لها تأثير أفضل من المال.

قِس على هذه الأمور كل شيء في حياتك، أخلاقك في العمل، المواصلات، صلة الأقارب، مراعاة حق الجيرة.

#السعادة لم تكن يوما في المادة قدر وجودها في الأنفس، فالسعادة المقترنة بالمادة فانية فناء قرينها والسعادة المؤثرة في النفوس باقية بقاء البشر على المعمورة.

#بالعقل_نبدأ
أقرأ ايضاً …  عاودوا الاتصال من جديد
اقرأ ايضاً  …  الأستقبال فين ؟
أقرأ ايضاً …  قواعد فى الحب

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.