أنا مين فيهم.. أفكاري وليدة الظروف والبيئة أم وليدة الوعي والفهم ؟
كثير من الناس بدأت حياتهم بالتنقل فى مراحل تشكيل شخصيتها الأولى، ومن ثم بات لديهم دائرة الاختيارات و الظروف والمعارف متعددة سواء من أصدقاء وجيران وزملاء، كل فى دائرته ينطبع فى شخصيه وقفافته افكاراً غالبا ما تكون قد أثارت انتباهه لنقله وتقليده.
أضع افتراضاً أن الإنسان فى مراحل تكوينه تلك لشخصيته يكون بدون وعى كأنه نظام تشغيل (وندوز) بدون مضاد للفيروسات يظل ينقل ويقلد دون أن يعى هل فعلاً كل ما يتم نقله هو الصواب بعينه أم أن هناك صواباً آخر؟
يستمر طويلاً دون صدام مع بعض قناعاته الشخصية، ولكن فى مراحل تكوين شخصيته الأخيرة وحين يبدأ فى تأسيس أيديولوجيا خاصة به يجد نفسه فى تصارع مع أشياء تم ترسيخها فى نفسه دون أن يحللها فى السابق، تلك نقطة فاصلة في حياة الكثير من الناس، فإما أن يبحثوا عن بناء وعى أو إنهم يسيرون كنسخة مستنسخة ممن أخذوا منهم وتعلموا وتربوا، وهنا نجد أنفسنا أمام أسئلة مصيرية… لماذا لم يتم ترسيخ الوعى منذ الصغر؟!
لماذا لا نبنى جدار حماية للنشأ؟!
ألا نريد بناء جيل قادر على الإبداع والتقدم دون أن ينصاعوا لأهوائهم، ويقلدوا بكل ما أوتوا من هوى كل من حولهم؟
الظروف وتشكيل الأفكار
ونجد أيضاً أنفسنا أمام نوع آخر استطاعت الظروف التغلب عليهم، وتشكيل ماهيتهم فانصاعوا، وتشكلوا نتيجة لتأثرهم بالظروف التى يعيشونها دون أن يفعلوا هم العكس وأن يتم تشكيل الظروف من خلالهم وليس العكس، كل فترة من فترات حياتهم يتم تغيير جزء فى شخصيتهم بقوة تأثير الظروف عليهم لتجعل منهم أناساً آخرين أزالوا كل ما قد رسخوه فى اعتقادهم،
فجرفته كل فيضانات الظروف فتغلبت عليهم وجعلتهم يزيلون ما قد آمنوا به طوال حياتهم، ما جعل منهم فريسة للظروف هو استحكام الوجدان (العاطفة) بهم فقد تصنع من الشريف نذلاً وقد تقلب الشخص كلياً للعكس تماماً، فهل نرضى أن نتحرك بناءً على عاطفتنا دون أن نحترم إنسانيتنا ونستخدم العقل؟!
هنا نجد أن أكبر قوة دافعة ليحقق الإنسان هدفه هى العاطفة.
لكن هل سيملك الإنسان اَلية الوصول لهذا الهدف دون أن يعمل عقله؟
تمكين العقل
الإجابة بديهية جداً وهى أنه لن يستطيع التقاط التفاحة التى فوق الشجرة مع وجود رغبة قوية فى الحصول عليها، لذا لا بد من وجود طريقة تمكنه من ذلك فيأتى واجب العقل لتمكينه من بلوغ هدفه هذا.
كثير من الناس لا يهتم ولا يضع فى اعتباره رصد مدى تغيره أو على الأقل رصد سلوك جديد طرأ عليه
ولم يضع تقنيناً لخط سير شخصيته وكأن الجميع يريد أن يعربد دون أن يعى أنه قد يفسد ويضر فيما حوله، وسيكون بالمثل قد أضر نفسه أيضاً، لم يفكر الكثير فى أنه يضع لنفسه أيديولوجيا محددة مبنية على وعى ويقين لكى يكمل حياته فاعلاً ما يتوجب فعله بناءً على وعيه وأن يضع باعتباره أنه ما زال فى مراحل التطوير والبناء الذاتى ما دام حياً، لكن بناءً على وعى لا يلتبس فيه صواب وخطأ.
قد نملك رؤية بعد سماعنا هذه الكلمات وهى أن هناك أمانة على كل منا فى ترسيخ وعى طفله وبناء أيديولوجيا خاصة لديه ليجعل له جدار حماية قادراً على حمايته من كل تلك الأفكار حين تتسع دائرته، فيجد نفسه متمسكا برؤيته ومبادئه مع اكتساب الكثير من الخبرات التى لا تتنافى أبداً مع يقينه بل تبنيه وتكمله، نضع له ثمرة لا تقدر بثمن حتى لا يكون كالقطيع يسير فى إثر أهوائه وغرائزه وأطماعه.
اقرأ أيضاً .. ماذا يدور في ذهن الغرباء ؟
اقرأ أيضاً .. ما أكلتش رز ,, كيف انتصر مجدي على البدانة
اقرأ أيضاً .. الوجود نعمة أم نقمة ؟