مقالات

هل كان هذا سراب؟ أيعقل أن يكون حقيقة؟ كيف أميز بينهما؟

حتى لا تُخدع بالسراب

الذي يسير فى الصحراء قد يجد ماءً على بعد مسافة طويلة ثم يسير سريعاً وهو فى شدة العطش فلا يصل ثم يواصل السير فلا يصل، فيظل على هذا الحال حتى يصل الموت إليه قبل أن يصل إلى الماء، فالإنسان فى حاجة للسعادة كحاجته للماء، ولكن أحيانا يسير الإنسان خلف السراب كلما قطع طريقا وجد لا شئ فيضل الطريق ولا يجد الماء الذي يروي روحه فهذه السعادة الوهمية.

فالسعادة الوهمية هي السعادة التى لم تدرك حقيقة الإنسان، التى لم تدرك كنه الإنسان؛ فالإنسان يتكون من جانب مادي وجانب معنوي، والحكماء لهم آراء فى هذا الجانب وهي أن السعادة مختصة بالجانب المعنوي، فالنفس هى التى تتألم وتسعد، لذلك الاهتمام بالجانب الروحي مهم جدا بل هو أساس لملامسة حقيقة السعادة.

كذلك الإنسان له جانب مادي، هذا الاحتياج أساسي أيضا ولكن إذا أردت أن تشعر بالسعادة فى الجانب المادي عليك أن تهتم أيضا بأن يكون هذا الجانب المادي لتحقيق قيم معنوية كالعطاء وحينها فقط ستشعر بلذة القيم المادية.

لكن كيف نبدأ طريق البحث عن السعادة؟ نحتاج فى طريقنا أن نميز بين السراب والماء الحقيقي  ينبغي علينا بداية أن نحدد وجهتنا ونسير عليها كما قيل “السير على طريق الوصول وصول”.

كيف نكشف السراب ونعرف الحقيقة؟

فلنبدأ بداية بسيطة نراها فى كل شيء حتى الإنسان ذاته، كل شيء يسير وفق قوانين، ودور الإنسان في هذا أن يقوم باستخدام الوسائل الصحيحة فى الكشف على القوانين، كذلك الإنسان له قوانين تحكم الجانب المادي والجانب المعنوي، وعليه أن يبدأ فى البحث عن هذه القوانين مستعينا بخبرات من سبقه فى طريق الكمال حتى يسقى من معين السعادة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ولكن كيف نكشف عن قانون السعادة؟ أولا هناك أمور لا نراها ولكن نستدل على وجودها بأثرها كالضوء مثلا فنحن لا نراه ولكن نرى انعكاسه على الأشياء فندرك وجوده، فالحكمة نرى آثارها فى كل شيء فى الكون، ولكن لماذا يسلم الإنسان بطبيعته أن لكل شيء حكمة و نظام  وأحيانا للآسف ينكر أنه موجود خاضع لحكمة و نظام .

فالإنسان العاقل هو الذي يبحث عن الحكمة و السبب من وجوده ويكون دليله الإنسان الحكيم الذي يسعى لكشف ذاك السبب ، فهذا الإنسان هو العاقل الحقيقي أما من أنكر النظام و الحكمة ، فقد أنكر عقله ومن أنكر عقله لا يصلح أن يكون عقله دليلًا فى الحياة.

كما أن معرفة الإنسان للأشياء وحدها لا يكفي ، فعليه أن يعمل بما علم؛ فالإنسان الذي يسير فى الصحراء لا يرى إلا مد بصره وكلما سار خطوات فى طريقه كلما اتضحت الرؤيا للأمور البعيدة كذلك

الإنسان كلما سار على طريق الحقيقة كلما اقترب منها واتضح له معالمها وتفاصيلها.

اقرأ أيضا:

لُب الزيتونة .. البحث عن السبب الجذري أفضل من معالجة الآثار الناتجة عنه

العدو واحد.. فمن هو ؟ وما سبب تلك العداوة ؟ ومن المستفيد من وجوده ؟

 المال والإيمان.. أزمة المجتمع المعاصر .. ما هي وكيف نعالجها ؟

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

مصطفى زكي

صيدلي

عضو فريق بالعقل نبدأ بالإسكندرية