أنا مكتئب، ده أنا فقدت الشغف، كيف أستعيد روحي الحيوية مجددا؟
الإكتئاب و الهموم
عزاء مرفوض على جسد لم يَمُت، لكن أيكفى الجسد لتحقيق الحياة؟ ماذا بشأن الروح ؟! ماذا لو انتكست؟! لمَ لايُتقَبل فيها العزاء والسُلوان؟! فروحى روحُ منكسر مكتئب! مكلوم منقَعِر، عمها خراب الفراغ، بدد نياطها الحزن، عليلة بالهم، رهينة للقلق، احتال نهارها كسل و ليلها أرق، هِمتها دنيَّة،لذة عيشها لا هنية، عن قريبها بعيدة، عن أنيسها هاربة،عن حبيبها غير مكتثرة أو مبالية، مُلامة على حالها التعس، ولمَ غيره ؟!
فهى الأيام نفسها، وهى الوجوه عينها، فعلام تفرح ؟! وعلى ماذا تحزن ؟! ومن أَحبت ؟! ومن أبغضت ؟! الكل سواء! أسيرة في حزن حدث الماضى ووَحل شؤم الحاضر والخوف من جعبة المستقبل.
تلك المشاعر المضطربة عكستها حروفى البائسة و كلماتى المبعثرة على صفحة بيضاء، فلُوِنت بالسواد، وتبللت بالدمع؛ فقد خُطت بأنامل الوهن والضعف. ربما وَجدتُ فيها شيئاً من ملاذٍ أو مفر؛ فتمنيتُ فيها الرحيل. فما جدوى المكوث إلا مزيد الألم! مزيد الأُلفة على العجز والعدم. كم تَمنَيتُ فيها أن تُسلب النفس! أن يَتوقف نبض القلب! وأن تنتهى الحياة.
المكتئب حزين الروح
صفحة مهترئة بالآلام والعَبرات طويتها؛ باحثاً عن سبيل انقشاع ظلمة الاكتئاب، عن سبيل تبدد غيمة الهموم وإشراق نورالحياة. عن سبيل استعادة الروح لرونقها وإقامة أركانها وترميم أطلالها.عن سبيل استِناد البدن على عصا القدرة والإرادة من جديد بعد ما فتّ عضده القنوط واليأس. عن بشرى تيسير العسير و رَدِّ قلق القلب أمنا وهمّ النفس فرجا.
فقد أَسرت سرب أفكارى في أمر الوسيلة؛ فتعشمت فى زخرفها وتعثرت عن سيبل الغاية. مكثت فى نفق نعيم زائل مبتغى، ألهثه و أنشده حتى ظننت أن نيله وجنى حلو ثماره جل السعادة. فمتى حالت العقبات والمحن بينى وبين المبتغى من عمل أو سفر أو حبيب أو مال و غيرهم حتى أُصابُ بداء السلبية والتعاسة.
فكان اللبس بين تأصل وثبات الغاية و شتى وسائل وسبل تحقيقها هو لب المشكلة التي حلت بى. فتعلقت بما أظنه الخير الذي لا مِراء فيه ولا جدال عليه.
استعادة الروح ونسيان الهموم
فالسعادة في تحقيق رضا المُنعِم هى الغاية الحَقة والأسمى. فاسعِ لها بعلم نافع ونفس قانعة وعزيمة قوية وعملٍ وسلوكٍ قويم. تأمل بديع صُنعك وعظيم نِعمك وهِباك وجميل الخلق من حولك. تذكر مدى يُسرِ بأسك أمام بأس غيرك وحمده ورضاه. تملك السعادة فى إسعاد الآخرين وتيسير أمورهم. واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
فاحبط إحباطك بوطيد عزمك. واكْئِب إكتئابك بوطيس همتك. وآيِس يأسك بيقين أملك.فبصحيح العلم وهمة العمل تُزاح جبال الهموم وتُزال ظلمة الروح. فعد أدراجك متى جنحت بملذات الدنيا عن سبب الوجود وزاحم به أفكارك ولا تنشغل عنه أبدًا.
اقرأ أيضا:
عندما نتآكل من الداخل.. ماذا يفعل بنا الاكتئاب ؟
مواقع التواصل وعلاقتها بالكآبة والضغط النفسي.. كفاية يا عم بخ!
بوتقة الحياة … ما هو سر هذا الملل الرهيب في حياتنا ؟
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.