قتلها فقتلته.. ماذا لو تحوَّل الراعي لذئب معتدي؟ – المسئولية
فتاة تبلغ من العمر اثنان وعشرون عاما قتلت والدها حيث خنقته قاصدة قتله، ثم سَكبت عليه كيروسين وأشعلت النار؛ لأنه تعدى عليها جنسيا وذبح شرفها وقد حكمت عليها المحكمة بالحبس سنة مع الشغل وأمرت بوقف تنفيذ العقوبة! هذا الأب المجرد من كل مشاعر الأبوة النقية الجميلة؛ فتحوَّل من كونه راعٍ لذئب يتربص للفتك برعيته بدلا من الحفاظ عليها. طمحت به الشهوات وعصفت به جنون الرغبة المدمرة فألقت به في أتون الخطيئة؛ فخلط بين الحلال والحرام واستسلم لشهواته واستبدَّ به شيطانه فسلب منه دينه وعقله ومبادئه وإنسانيته وتحمله المسئولية فأصبح وحش كاسر انفلت من عقاله. واستباح حرمات وسعى في الأرض فسادًا، واختار ابنته ضحية له ولرغباته ونسي أنه الأب الحامى الراعى المسئول القدوة والملاذ لها.
تحمل المسئولية
فماذا سيحدث لو تخلى كل منَّا عن مسئوليته؟! لو ترك الراعي رعيته؟ لو تحوَّل الراعى لذئب معتدى؟ نحكى لأطفالنا عن أهمية تحمل المسئولية المُوكَّلة لهم ومدى الضرر الذي يقع عليهم وعلى من حولهم إذا تخلَّوا عنها، ونُوكِّل الأخ الأكبر مسئولية إخوته الصغار، ونعلم البنت كيف تكون مسئولة مثل أمها ويقلد الولد أباه في تحمله لمسئولية أهله.
في القرن السابع عشر في بلدة من بلدان لندن ذهب الخبَّاز البريطانى “توماس فارينور” إلى فراشه ونسى إطفاء شعلة بسيطة صغيرة، وقد أدى هذا الخطأ إلى إشعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها وشاعت الاضطرابات في المدينة وخلَّف الحريق آثارًا اجتماعية واقتصادية بالغة ، وعُرِف بالحريق الكبير!
وهنا تظهر أهمية تحمل كل فرد مسئوليته، ومع كل حق مسئولية! فلماذا نتذكر الحقوق فقط ونطالب بها!
دور الآباء والأمهات
فإذا ترك الطبيب مكانه؛ زُهقت أرواح، وإذا ترك المعلم رسالته، فلا نتسائل عن تخرج جيل جاهل غير واعى! وعندما يترك الأب أسرته، ويتخلى عن مسئولياته ويتفاداها لا يستنكر جحود أولاده عليه؛ فمن السهل أن تتفادى مسئولياتك، ولكن لن تستطيع أن تتفادى النتائج المترتبة على ذلك.
وعلى الآباء واجبات تجاه أبنائهم ويجب عليهم أن يوفيهم حقوقهم تلك؛ فدورهم لا يقتصر على الإنجاب فقط، بل تأهيلهم وتهيئتهم ليكونوا أفراد متعلمين واعيين ومدركين لذاتهم ومدركين للعالم من حولهم. ولكى يتحقق ذلك؛ علي الآباء إعداد أبنائهم كأفراد مسئولين بتقديم القدوة الحسنة لهم وبرعايتهم وإعطائهم الحنان ومعاملتهم برحمة وعطف وتوفير الاحتياجات الأساسية واحترام إنسانيتهم.
ومن أهم عناصر المسئولية تجاه الأسرة؛ تجسيد النموذج الحسن والقدوة الحسنة في تربية الأبناء. وهى ليست مسئولية الأم بمفردها، ولكنها مسئولية مشتركة. وتبدأ المسئولية بالاستقامة الشخصية من الوالدين! فلا تَنه طفلك عن فعل أو سلوك سيئ وتأتى به ، وعلينا مساعدة أطفالنا على تحمل المسئولية من سن ثلاث سنوات بما يتناسب مع قدراته العقلية والبدنية ؛حتى نربيه على القيادة والشجاعة وليتعلم البذل والعطاء والصبر وغيرها من الصفات الحسنة.
اقرأ أيضاً .. هل نحن أسوأ الشعوب ؟
اقرأ أيضاً .. الكوانتم وفيزياء الكم
اقرأ أيضاً .. إن لم تعرف الطريق ستضل
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.