مقالاتقضايا شبابية - مقالات

“!أريده مفتول العضلات، وحازم، وطيب القلب، كل هذا في آن واحد” ألم نبالغ في أحلامنا؟

 كثير من النساء ترسم صورة للرجل الذى تحلم به لو أنه كان بطلا مثلما تراه فى الروايات والقصص، فهل يكون الرجل بطلا حقيقيا فى نظرها أم أنه مجرد خيال افتراضى لا يوجد فى واقعنا؟ لا بد أن تعيش كل امرأة واقع أنه لا يوجد بطل كما فى مخيلتها وهذا ليس نقصا فيه وإنما ما تراه فى الروايات هو فقط لتحقيق الحبكة الدرامية فلا يوجد إنسان كامل، أنتِ أيضا سيدتى لست بفتاة كاملة المواصفات فكل منكما يتصور فى الآخر الصورة المثالية ثم يصدم عند أول خلاف يراه على أرض الواقع؛ فهناك أسباب عدة قد تؤدى إلى ظهور المشكلات بين كلا الطرفين. فما هى تلك المشكلات وكيف يمكن تجنبها؟
قد تكون أسباب الخلاف بينكما هى المقارنة بالآخرين.. كل طرف غير راض عن حاله ويرى نقصا فى شريك حياته، هو يرى أن امرأته ليست بفاتنة كالأخريات ممن قد يراهم فى التلفاز مثلا وهى ترى رجلها لا يلبى كل احتياجاتها مثلما يلبى زوج صديقتها الثرى احتياجات زوجته. وهنا فكل طرف يركز تعاسته على الشئ الناقص فى الطرف الآخر وبات يفكر كيف يعوض هذا النقص ولا يجد حلا؛ فيرى حياته تعيسة وكأنها تتوقف فقط على عيب فى الطرف الآخر فى حين أن حياة من نقارن بهم هى أيضا ليست بالكاملة المثالية فكل منا لديه نقص ولكن هل نستسلم لتلك النواقص ونظل ننظر إلى نصف الكوب الفارغ أم نحاول أن نملأه قدر المستطاع ويسعى كل منا إلى العمل على نفسه جاهدا لتحسين وضعه دوما ليسعد نفسه ويسعد شريكه وأن يحاول أن يرضى بما قسمه الله فلا كمال إلا لله وحده والحياة لا تعطى الإنسان إلا بقدر.
سبب ثان قد يؤدى إلى الخلاف بين الطرفين وهو العند فكل منهما يرى نفسه على الحق دائما محاولا تبرير أفعاله وإن كانت على خطأ ولا توجد نية لاستيعاب الآخر وأنه لو تنازل عن موقفه لكان ضعيفا وسوف يستغله الطرف الثانى وكأنهما فى صراع من يحاول فرض سيطرته أولا مما يعقد الأمور أكثر، ولكن إذا نظر الإنسان فى المرآة وواجه نفسه وحاسبها وكأنه قاض عادل سيجد أنه تارة على الصواب والأخرى على الخطأ؛ فحاول أن تستوعب شريكك فى الحياة وأن يكون بينكما حوار مشترك به مرونة ولطف للوصول إلى حل وسط يرضى كلا الطرفين.
قد نرى سببا آخر فى خلق المشكلات بين الرجل والمرأة وهى فكرة المساواة بينهما في حين أنه لو كانت هذه المساواة حقيقية لخلقنا الله نوعا واحدا ولكن الله خلقنا ليكمل بعضنا البعض وليس لأحدهما تميزا عن الآخر فكل منهما مكلف بما عليه من الأعباء والمهام وله أيضا من الحقوق ولا يصح المقارنة بينهما “فالرجل رجل والمرأة مرأة . “الرجل معروف بعقله ورشده ورعايته لبيته وزوجته وأبنائه فهو الأمان لهم وهو المسؤول عنهم، والمرأة مميزة برقتها وعفويتها ومسؤولة هى أيضا نحو زوجها و أبنائها ولا يقلل ذلك أبدا من شأنها فهى أيضا تتعلم وتعمل فهذا واجب على كل من الرجل والمرأة وليس حكرا على الرجل فحسب ولكن عليها هى الأخرى أن توازن بين بيتها وعملها بحكمتها وذكائها، وبذلك يحدث التكافؤ بينهما فالرجل يمكن أن يكون بطلا فى نظر زوجته بأبسط الأعمال وبالتعاون بينهما وكذلك تكون الفتاة فى عين زوجها الزوجة المثالية وذلك باحتوائها له والرضا بالحال مع الأخذ بالأسباب فى الارتقاء بوضعهما والبعد عن العند قدر المستطاع وبذلك فإن هدية كل منهما للآخر هى المودة والرحمة والسكن مما يحقق لهما التوافق والسعادة…

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

منال فاروق

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ الإسكندرية