“مش هنفرح بيكي بأى؟ يلا شدي حيلك عايزين نفرح”
مش هنفرح بيكي ؟ هذه الكلمة لا تخلو منها لقاءاتنا اليومية والاجتماعية بصورها المختلفة؛ مش هنفرح بيكي ؟ يلا شدي حيلك عايزين نفرح، أيه مفيش أخبار جديدة؟ مقصود بها العريس بالطبع!! وكأن هذا التدخل أصبح سمة من سمات مجتمعاتنا، وأن الزواج أصبح غاية وليس وسيلة وقبل الرد على سؤال مش هنفرح بيكي ؟ فلنسأل أنفسنا عدة أسئلة: لماذا نتزوج؟ ومتى نتزوج؟ وهل أي شخص يصلح للزواج؟ وهل غايتنا هي إرضاء المجتمع؟ حتى ولو كان هذا الإرضاء على حساب سعادتنا؟
لماذا نتزوج ؟
نحن نتزوج لأن الفطرة السليمة التي خلق الله سبحانه وتعالى الناس عليها أن كل نفس تبحث عن نفس تشبهها وتسعى لتتكامل معها فيخلق بينهما المودة والرحمة وتتوج هذه العلاقة بالزواج وهو الميثاق الغليظ ثم يأتي بعد ذلك التكامل وهو خلق أسرة قادرة على إعمار الأرض.
فنجد أن المودة والرحمة هي أصل هذه العلاقة فأي شخص بالفطرة السليمة قادر على الحب ولكن قليل منا قادر على إعطاء الآخر المودة والرحمة.
متى نتزوج؟
ونأتي لإجابة متى نتزوج، إن خطوة الزواج تحتاج إلى إنسان وصل إلى مرحلة من النضوج الفكري والقدرة على تحمل المسؤولية، فالزواج لا يكون غرضه الهروب من الوحدة أو تحقيق شكل اجتماعي يليق بك فبعض الناس تتزوج للتخلص من نظرة المجتمع وإلحاح كل من حوله وهو لا يفهم الزواج وغير مستعد للدخول في هذه العلاقة. فنحن نتزوج عندما نجد شخصًا مناسبا، ونكون قادرين على التعامل معه وليس لمجرد الزواج فقط.
من يصلح للزواج؟
ونأتي لإجابة آخر سؤالينّ: هل أيّ شخص يصلح للزواج؟ وأعني بذلك أنّ الشخص قد يكون إنسانا سلبيا غير قادر على تحمل مسؤولية نفسه فكيف نحمله مسؤولية زوجة وأسرة فبعض الأمهات ترى ابنها كثير المشاكل وترى أن الزواج سيصلح منه فتسعى أن تزوجه وتحمله مسؤولية وكأن الزواج أصبح مؤسسة إصلاح وتهذيب. هذا فهم خاطئ، بل هو مسؤولية زوجة وبيت وأولاد، مسؤولية تتطلب شخصا فهم واجبه نحو هذه العلاقة وقادر على أن يقود أسرة.
وأخيرا هل غايتنا إرضاء المجتمع؟
لا يصح أن تكون تلك غاية الزواج، لإرضاء المجتمع والتخلص من تلميحات بعض الناس في حياتنا، نحن نتزوج عندما نجد من يتوافق معنا ونرى أنفسنا قادرين على التكامل معه وليس مجرد لقب نسعى إلى تحقيقه
فهناك بعض الفتيات فكرت في إرضاء المجتمع ولم تفكر في نفسها، فضحّت بطموحاتها وألقت بها خلف ظهرها لترتاح من ضغط الأهل والأقارب عليها فتتزوج أي شخص وقد تعلم أنه غير مناسب لها ولكنها تخوض هذه التجربة فهي ترى الخلاص من نظرات المجتمع لها والنجاة من كلمة متجوزتيش ليه ؟ فهي جعلت المجتمع يتحكم فيها ويختار لها ما يوائمه وللأسف ظلمت نفسها وهي أول من تتحمل عاقبة سوء اختيارها.
فهذا المجتمع هو من ابتدع ثقافات بعيدة عن المنطق وجعلها جزءا من حياتنا فنجد فى الأفراح التنافس بين الفتيات على بوكيه العروسة وهم في اعتقادهم أنه سيضمن لهم الزواج وقرص العروسة في ركبتها كل هذه الأساطير التي لا أصل لها سوى التقليد الأعمى نتيجة فكر وثقافة مجتمع جعل تحقيق الزواج في هذه الأمور السطحية.
وأخيرا علينا ألا نجعل نظرة من حولنا تؤثر فينا وتجعلنا دمية يحركها المجتمع كيفما يشاء، فلنتزوج عندما نجد من يناسبنا نحن ومن يتوافق معنا فقرار الزواج هو قرار يتطلب عقلا واعيا، فمن حق كل فتاة وكل شاب أن يختار شريكا لحياته يناسبه فهو وحده سيد قراره وهو وحده من يتحمل النتيجة فنحن من نعيش حياتنا وليس الآخرون لكي يختاروا بالنيابة عنا..
مش هنفرح بيكي ؟
وبعد كل هذا لو سألك أحدهم (مش هنفرح بيكي؟) ردي بثقة وقولي:
هتفرحي بيا لما ألاقي شخص جدير بيا مش أي شخص والسلام
هتفرحي بيا لما أكون قادرة أن أتحمل مسؤولية وبيت وأسرة مش مجرد لقب وخلاص.
هتفرحي بيا في الوقت المناسب لزواجي اللي ربنا حدده من قبل ما أتولد ولا أنا ولا أنت نعرفه
أهم من إنك تفرحي بيا إنى أكون فرحانة وراضية عن نفسي
مش هتجوز علشان اللي في سني وأصغر مني اتجوزوا
مش هتجوز علشان القطر هيفوتني فلازم ألحقه، لأني متأكدة إن الجواز رزق
مش هستعجل لأن رزقي هيجي لغاية عندي.
اقرأ أيضًا: لماذا نتزوج؟ حقيقة العواطف والمشاعر.
اقرأ أيضًا: زمن اللامعقول، لماذا نتزوج إذن؟
اقرأ أيضًا: بين دعاوي العزوبية وقدسية الزواج ، هل يمكن ان يقول أحدهم (متزوج وأفتخر) ؟
اقرأ أيضًا: العشق المعقول
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط
ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب