الرجل والمرأة من نفس واحدة، فلماذا نرى اختلاف في الحقوق والواجبات؟
الله عندما خلق الخلق بشكل كلّى- متضمنًا الإنسان- لم يخلقه على وتيرة واحدة ونهج واحد، بل جعله مختلفًا من جهة البنية والقوة المادية والصفات الروحية والغرائزية والتفكير والإحساس والعواطف، فأعطى الإنسان ومنه الرجل والمرأة كل على حسب ظرفه ووسعه. فالله تعالى أعطى كل ذى حق حقه على النهج الأوفر له؛ فهو تعالى عدل ويأمر بالعدل ويعطى كل شئ خلقه بحسب ما تستدعيه فطرته.
ففى عالم الخلق القائم على الفطرة الإلهية ؛ما من قاعدة أو حكم كلى أو جزئى إلا ويندرج تحتها مصلحة كاملة بلا تضاد أو اختلاف؛ بين ما خلق اللُه الإنسانَ عليه وهيّئه له وبين التشريع الذى يُنظم حياة الإنسان ويحركه من كونه فى مرحلة الاستعداد والقابلية إلى مرحلة الفعل والسعى نحو كماله الغائى.
العدالة والتناسب بين صفات الرجل والمرأة
الرجل والمرأة كلاهما إنسان وكلا منهما يتمتع بحرية الإرادة والعمل من جميع الجهات، وكلا منهما له نفس الحق فى السعى نحو الكمال ولا تفضيل لأحدهما على الآخر، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم ولكن يختلف حال المرأة عن الرجل فيما أودعه الله فيها من خصائص جسدية ونفسية وروحية تُناسب دورها وتكليفها فى الحياة.
فمن البديهى اختلاف الرجل والمرأة فى جهات عديدة ظاهرية وباطنية، جسمية وروحية، خِلقية وخُلُقية، فكرية وعاطفية؛ فالله أفاض عليهما برحمته ما هو أنسب لهما وأليق بتركيبهما حتى تكون قد أثمرت شجرة وجودهما بلا تعطيل أو فتور.
فالرجل يكون شديد البطش، متين البنيان وذا قوة تعقل وتفكير حاد وإحساس مناسب، والمرأة رقيقة البنيان ذات إحساس حاد وعاطفة قوية وتفكير مناسب بعكس ما يكون للرجل.
فعندما تُمنع المرأة من بعض الأمور المباحة للرجل أو يُفرض عليها بعض الأمور غير المفروضة على الرجل فهذا ليس سلب حق عنها؛ بل هو إعطاء الحق لها على النحو الأتم والأكمل، وما دون هذا يكون إما إفراط أو تفريط فى حقها، والإفراط ظلم وتحميل لما فوق القدرة والطاقة والتفريط ظلم ومُوجب للتعطيل ولا يظلم ربك أحدًا.
لابد من قائد
الرجل والمرأة هما نواة تشكيل المجتمع وكل مجتمع لابد له من قائد يدبر شؤونه ويقوم على أموره والأسرة كواحدة من تلك التكوينات التى تحتاج من يقود أمورها ويدبر شؤونها؛ فكان لابد من اختيار قائد لها. والأسرة بما أنها ترتكز على دعامتين فكان لابد من اختيار الدعامة التى تكون أكثر قدرة على حمل هذا الأمر فكان الاختيار للرجل.
وقوامة الرجل على المرأة هى تكليف للرجل فلن تكون للرجل مِنَّة على المرأة إذا كان قيّمًا على شئونها. بل إنه أمر واجب عليه مكلف به؛ فالقوامة التى فرضها الله على الطرفين ليست سيفًا مسلطًا على المرأة بل هى تشريف وتكريم لها وسبيل لتحقيق التكامل المطلوب لتكون هذه الأسرة نواة لمجتمع فاضل، كما يفترض أن تكون هذه القوامة سببًا ليكون الطرفان كالنفس الواحدة حقًا فهى قائمة على التعاون والتفاهم والود.
الأفضلية لمن يعمل الخير
ولا إشكال فى تقديم الرجال على النساء من جهة البنية والقوة العقلانية الحكيمة وسعة التفكير وقوة التدبير، وأما فى السلوك إلى الله تعالى والسير نحو المعارج الكمالية فكما ذكرنا، السبيل واضح ولا شئ يمنع ولا حاجز يدفع بل لكل منهما حق طلب الهمة والتحرك من الاعتبار للحقيقة ومما سوى الله تعالى إلى النزول فى حرم قدسه فالقوامة هنا لمن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى.
اقرأ أيضاً:
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.