من أحياها…..إحياء السلوكيات والأخلاقيات الاجتماعية
عندما يقع حادث مرورى ويكون سببه إما خللا فى الطريق أو عدم انضباط مرورى؛ بهذا يكون سببه غياب الإخلاص فى العمل لإنشاء هذا الطريق، أو غياب الالتزام بقواعد الطرق والاستهانة بالأضرار التى قد تنتج عن أى انحراف عن القواعد التى تضمن السلامة؛ أى أن هذا يكون بسبب غياب الأخلاقيات الاجتماعية.
وعندما ينهار بناء ويكون بسبب خلل فى المواد المستخدمة فى البناء، أو تحميل البناء فوق استطاعته ؛ بهذا يكون السبب هو الطمع وعدم الإتقان أو الغش؛ أى أن هذا يكون بسبب غياب الأخلاقيات الاجتماعية.
عندما تتدهور الحالة الصحية لمريض؛ بسبب إهمال من المستشفى بشكل عام أو تقصير من طبيب ما بشكل فردى فهذا يكون بسبب غياب الأخلاقيات الاجتماعية.
عندما تنتشر حوادث التحرش والسرقة والاعتداء فهذا بسبب غياب الأخلاقيات والسلوكيات السليمة.
وعندما يصبح عدم الالتزام بالوقت أمرًا عاديًا ومقبولا يكون هذا بسبب الأخلاقيات الاجتماعية!
يُقال أن ثقافة مجتمع أو أمة ما لا يمكن مقارنتها بشئ آخر من حيث تأثيرها على مستقبل هذه الأمة، والثقافة هنا تشمل نواحى عديدة أهمها عقائد وسلوك الفرد وأخلاقه والتى بدورها تشكل السلوك الاجتماعى والأخلاقيات الاجتماعية.
إنَّ أية #أمّة مهما كانت قوتها وإمكاناتها المادية إذا غابت عنها الأخلاقيات الاجتماعية المحمودة فإنها لن تستطيع أن تصمد.
ستكون كالبناء الجميل المُتقن ظاهرًا وشكلا، ولكن وجدت الحشرات سبيلها إليه، وأكلت جميع الجدران والأعمدة؛ فإذا به يقع بضربة واحدة، وهذا ما يفعله غياب الأخلاقيات الاجتماعية عن أية أُمَّة.
و#الأخلاقيات الاجتماعية تحتاج بالطبع إلى أُطر قانونية لإبرازها وتأكيد الالتزام بها، ولكنها تحتاج إلى ما هو أهم من هذا؛ فأى مجهود يُبذل فى نشرها وفرضها لن يأتى بثماره ما لم يتم تصحيح ثقافة ونظرة الناس وترسيخ هذه الأخلاقيات فى نفوسهم.
فيجب أن نبين السلوكيات والأخلاقيات الاجتماعية اللازمة للسير نحو حياة أفضل وإدخالها فى حياة الناس.
فلو أن #مجتمعا ما أفراده يدركون أهمية الوقت ويخلصون فى العمل، وتَحَلّوا بالإخلاص والأمانة والتعامل الحسن فيما بينهم والاحترام والإحسان فى كلامهم وفعلهم وأعمالهم، سيصبح مجتمعًا ساعيًا للإتقان والكمال وسيترسخ الإخلاص والخلق فى وجدانهم.
كيفية تنمية الأخلاقيات الأجتماعية السليمة
فالكتاب يجب أن يُنشر لتحسين وتكامل المجتمع، والفيلم يجب أن يُنتج لتحسين وتكامل المجتمع، والتليفزيون والصحافة يجب أن يعملا لتحسين وتكامل المجتمع.
يجب إحياء #السلوكيات والأخلاقيات الاجتماعية السليمة فى نفوس الأفراد لصلاحهم وبالتالى صلاح المجتمع.
ولو أن نتاجًا ثقافيًا غير صحيح ينتشر فى بلد ما ويَنشر أخلاقًا غير سوية وفكرًا غير صحيح وسلوكا خاطئا وأساليب غير لائقة، فلابد وأن نتعامل معه على أنه نتاج مُعادٍ للإنسانية، ويجب الشعور بالمسؤولية تجاه مواجهته.
فمن يتجاهل الحيلولة دون إنقاذ شخص ما من ثقافة غير صحيحة مع تمكنه من ذلك؛ يكون قد أجحف فى حقه، ومن يستطع هداية شخص وتوعيته وإرشاده ويتوانى عن ذلك يكون قد ظلمه.
وإرشاد وتوعية #إنسان واحد كأنها هداية للإنسانية جمعاء؛ فمد يد العون للجوهر الإنسانى متمثلا فى هذا الشخص تكون كمنح العون للجوهر الإنسانى ككل، “ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعًا”.
والأخلاقيات الاجتماعية تحتاج إلى التمرين والمجاهدة والدروس الأخلاقية يجب أن يتلقاها المجتمع بجميع طبقاته والإنسان لو قدموا له الثروات ومنحوه السلطة والسيطرة وحاز أسمى المناصب دون أن يسعى لإرشاد غيره ما استطاع؛ فلن يرقى كل هذا إلى مرتبة أن يُهدى به شخص واحد.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.
#بالعقل_نبدأ