مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

متعرفش كيلو العلم بقى بكام النهاردة؟؟” البيع والشراء أثناء البحث عن العلم”

بحكم كوني طالبة جامعية أسعى الي التعليم أحاول من فترة لأخرى البحث عن دورات تدريبية كما نسميها في عصرنا (الكورسات)، سواء كانت ذات صلة باللغات أو تمس مجالي مباشرة، حينها أقابل في طريقي هؤلاء من يأخذون #العلم كوسيلة تجارية للربح، البعض يكون مبدؤهم ما المانع من تعليم #الشباب ولكن في المقابل يجب أن نحصل على مبلغ من المال مناسب لما نقدمه من خدمات، مع إنّ العلم لا يقاس بالمال ولكنهم يحبون المكسب قليلًا، ولكن المكسب يمكن أن يتحمله المتلقي، أولئك مشكلتهم بسيطة إلى حد ما؛ بالعامية (قلبهم علينا شوية).

هناك الأبشع من ذلك؛ هو عندما تلتقي بمن يملك علما ولكنه لن يعطيك منه، هو ملكه هو تعب من أجل أن يصل لذلك العلم، فبأي حق تريد أن تكتسب منه خبرات وتجارب؟ هذه نظرية أخرى للبعض وليس الكل؛ فلا للتعميم. أولئك لا يطلبون مالا بل هم رافضون لفكرة العطاء من الأصل لن أتطرق لهم حاليًا.

الكارثة تأتي عندما تقابل أصحاب الدرجة الأقل والأخطر وهو كله بمقابل أو كما يقولون
(نحن ماديون ونعترف وكله بحسابه)، أقف أمام هؤلاء عاجزة لتلك النظرية #المادية البحته التي تقابل ما هو عكس ذلك من مغزى وقيمة، هنا تتحطم جميع طموحات الشباب، بأي حق أصبحوا يفعلون هذا؟ أنا لا أعرف! أستغرب منهم بشدة؛ مِن طريقة تعاملهم الربحي ومِن الغرض الذي يعملون من أجله، أهو العلم!  ألم يكونوا طلابا من قبل!ألم يمروا بتلك الأحداث؟ من ساعدهم في البحث من المؤكد أنهم وصلوا لهذه الدرجة العلمية بفضل من قدم لهم المساعدة فكيف يمتنعون عن ردها بشكل آخر لشباب عاجزين عن مساعدة أنفسهم؟

أحاول أن أفهم الغرض من ذلك العلم الربحي -والذي أسميته هكذا حفاظًا على قيمة العلم- وماذا يعني العلم لهم؟لماذا أصبحوا يسعون للمال وللكسب أكثر من مساعدة الشباب التائهين الذين يتمنون أن يتعلموا ويدرسوا؟  لماذا يبخلون عليهم؟مؤكّد أنّه خلل واضح في المفاهيم لديهم والمعتقدات التي تشكلت بداخلهم، أحيانا أتمنى أن أصرخ في وجههم فقط لإحساسي بالقهر الشديد من ذلك المستوى الاستغلالي المتدني لأسمى شيء.

مساعدة من هم أصغر سنًا ومحاولة تقديم التسهيلات لهم هي خطوة تسهم في تقدم المجتمع وتعليمهم طريقة البحث، تيسير الظروف لمن يبتغي العلم والوقوف بجانبه وإمداده بما يحتاجه لن يقتصر على الربح المادي فقط، بل أيضًا ربح حضاري سيدوم ويستمر لأبد الآبدين، عندما تساعد ستجد من يساعدك عندما تقدم العون سيعود عليك بفوائد لا حصر لها، نحتاج أن نفكر فقط على المستوى البعيد لا على مستوى محدود من المادة واستنزاف جميع قدرات الشباب، وكأننا نحرمهم من أبسط حقوقهم وهي التعليم و البحث.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 التعليم أصبح ربحا، ابتداءً من المدراس والدروس الخصوصية واستغلال بعض المعلمين وبالتدريج حتى نصل إلى المستوى الجامعي حيث نشاهد مجزرة الأسعار! هنا يقف الخريج عاجزا أمام ذلك الكم من الأسعار الخيالية التي يراها، التي تساوي مقدار ما درسه خلال سابق سنوات دراسته، وأيضًا من هو  على حافة التخرج فهو يتمنى أن يتوقف به الزمن، قبل أن يتم دفعه إلى سوق التجارة العلمية والبيع والشراء بالعلم،

هنا يدور حال كثير من #الشباب عندما يروا ما تفعله بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، وهي تعلن عن عروضها بأسعار تظنها مدهشة، يا للرخص!وعلى الشاب أن يخضع وإلا سيقع فريسة للبطالة، ويبدأ الصراع: من يمتلك المال يتعلم ومن لا يقدر عليه أن يبدأ رحلة البحث في قائمة الأسعار لعله سيجد ما يناسبه وإن لم يجد لا بأس فالأحقية لمن يملك، ذلك القانون الساري لدى هذه المؤسسات:

“ادفع واتعلم وهو العلم ببلاش؟!”

“واللي ما يشتري يتفرج”

“متعرفش كيلو العلم بقى بكام؟!!! “

أصبح طلاب العلم من قهرهم، لا يملكون إلا السخرية على ذلك الوضع المهين لمعنى العلم، والهدف من التعليم وغياب القدرة على البحث .

وفي المقابل يجب ألا ننكر ما زال هناك أصحاب عقول واعية، ما زالوا يؤمنون بالعلم ونتائجه العظيمة على المجتمع، يوجد من يقدم المنح للطلاب من يحفزهم ويدفعهم للنجاح، أولئك يهدفون إلى العلم النافع، وبالرغم من قلتهم فالأمل بهم، فقلة قليلة خير من العدم.

فكما قال أفلاطون “غاية العلم الخير”

لا المال والكسب وتعجيز من يريد تحصيل العلم.

على المؤسسات الربحية أن تعيد النظر ثانية إلى ذلك الخلل الواضح وتصحيح مفاهيمها، العلم ليس ربحا بقدر ما هو وسيلة يسلكها من ابتغي أن يتعلم.

يسروا ولا تنفروا، تنازلوا عن القليل، لا أطالب بالمجانية بل بالمقدور الذي يتحمله المتعلم، كونوا السفن التي تحمل راكبيها إلى الشط الهادئ أحموهم من الغرق داخل الأمواج العارمة.

تذكروا قول الإمام علي بن أبي طالب:

“فقم بعلم ولا تطلب به بدلًا…. فالناس موتى وأهل العلم أحياء”

أحيوا #العلم دومًا واجعلونا نتنفسه بدون قيود

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

.

#بالعقل_نبدأ

أقرأ ايضاً …  العلم والايمان
أقرأ ايضاً …  طغيان المادة وسقوطالتنوير الحضارى
أقرأ ايضاً …  الصياد الذى لا يرغب بالمزيد من المال

خلود أشرف

طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة