مقالات

المنتج أصله صيني

تطلعنا صفحات التواصل الاجتماعي كل يوم بتدفق الإعلانات عن منتجات صينية. منتجات بسيطة الفكرة. بساطة الانشغال باحتياجات الإنسان لحل أتفه مشكلاته واحتياجاته وأبسطها لتحقق له الراحة والسعادة. وبحث الفكرة وتنفيذها والتسويق لها.

إذًا هناك عقول مفكرة تربت على هذا، وباحثة ودارسة ومراقبة في حالة من اليقظة. العالم وأي فئة من العالم محل دراسة. في إيجاد الفكرة المنفردة الجديدة والمكملة للمنتج. منطق العمل في صناعات ابتكارية لا يكف العقل في البحث عن الجديد من احتياجات الإنسان حتى التي لم يطلبها وتأقلم على حالتها.

منتج فكري وعملية تنفيذ وتسويق. ليست ارتجالية ولا عشوائية ولا محدودة، تفكير مستمر في الإنسان والحياة. من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. دراسة الإمكانيات المادية والشرائية لكل مجتمع على أساسها يحدد مستوى المنتج، واجتماعية تتوافق مع عاداته وتقاليده، ونفسية في مدى تقبلها في أي حجم وأي لون وأي فئة عمرية وفي أي توقيت.

إنها دراسات حتى يتحقق الابتكار ووجود المنتج لوضع حلول لها، إلخ، نعم صيني يعرف أين وكيف تكون الصناعات الثقيلة والتكنولوجية والبسيطة والمستديمة والمستهلكة والحاضر والمستقبل. عالم الصين يصدر السعادة ويبيعها بالفكر، والمنتج أصله صيني!

السؤال هل نعلّم وندرّس هذا في الأكاديميات الهندسية والعلوم والفنون التطبيقية؟ هل نعلم كيف نكون مبتكرين ومخترعين وروافد وجود المنتج الابتكاري وآليات التفكير والتنفيذ والتسويق ولمن؟ هل نعلم طرق التفكير الابتكاري وأساليبه؟ هل هناك دراسات إنسانية ونفسية للمجتمعات؟ نحتاج إلى تغيير مفهوم الهدف من التعليم ونوعه وطريقته.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الابتكار يبدأ من الإحساس بالمشكلة، أن تصبح إشكالية تحتاج إلى وضع حلول وبدائل لها تتناسب مع الإمكانيات. نحتاج إلى هذا النوع من التعليم من الصغير وتنمية القدرة على التفكير الابتكاري وهذا النوع من التفكير، إلى أن يصل الجامعة التي يجب أن تعمل على هذا، ولا تجري وراء الأفكار المستهلكة.

قد يكون التطوير مستحقًا ومتطلبًا، ولا نقف حول الحداثة والإبهار لفكر قد لا يتحقق ولا يحتاجه المجتمع، الذي سبق تنفيذه ولا يحتاج إلى تطوير. الفكرة بسيطة كبيرة تحتاج إلى دراسة وإيجاد المجال لها الذي يستحق التواجد والمنافسة والتنفيذ والتسويق. قبل هذا التعليم وتدريب العقل على التفكير الابتكاري. أصله صيني التعليم.

مقالات ذات صلة:

جودة التعليم وآليات تحقيقها

ماذا حدث للمصريين؟

هل أستاذ الجامعة مثقف؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.د. محمد اسحق

أستاذ النحت بكلية التربية الفنية وعميدها الأسبق