تزوير التاريخ
تاريخ اليابان لم يبدأ إلا منذ نحو 1600 سنة، قبل هذا لم تكن اليابان شيئًا إلا محض جزر تعيش عليها مجموعات من القبائل المتفرقة التي تعمل في الصيد وتحارب بعضها، وتنظر باحترام شديد إلى الحضارة الصينية التي عمرها نحو 7000 سنة!
حتى اليوم تعاني اليابان عقدة أنها لم تكن لها حضارة أو تاريخ، ولم تبدأ في التحول إلى دولة إلا منذ نحو 300 سنة، ولم تتحول إلى قوة إلا منذ نحو 150 سنة.
قبل هذا كانت محض قرى ومقاطعات تتابع بانبهار شديد حضارة الصين وتتعلم منها كل شيء!
منذ نحو 40 سنة بدأت تظهر حفريات واكتشافات في اليابان تدل على أن اليابان كانت فيها حضارة قديمة جدًا، وصلت تقديرات هذه الحضارة إلى 30 ألف سنة قبل الميلاد!
طبعًا انطلقت الحكومة والإعلام الياباني والشعب الياباني في التصفيق لهؤلاء العلماء المكتشفين، وتحولوا إلى أبطال قوميين، وانتشرت الأخبار حول العالم وموَّلوا حملات إعلامية ودعاية، كي تقول اليابان للعالم: انظروا! لدينا حضارة أقدم من الصين!
أدلة مزورة
لكن منذ نحو 20 سنة ظهرت فضيحة كبيرة في المجتمع العلمي!
هذه الحفريات كلها مزورة! كان بعض العلماء الباحثين عن الشهرة –وبتمويل حكومي وإعلامي– يصنعون بعض قطع الحجارة والفخار، بحيث تبدو أنها قديمة، ثم يُضاف لها تراب على نحو معين ليجتاز اختبار جهاز الكربون المشع، الذي يستعمل في تقييم عمر الحفريات، بعدها يبدأ التصفيق والنشر!
وضعت صورة المقالات العلمية عن هذه الفضيحة المشهورة باسم عملية النصب التاريخية اليابانية، أو عملية التزوير اليابانية!
هذا يوضح لنا أن هناك شعوبًا وحكومات وإعلامًا يشجع تزوير التاريخ، ويقوم بتمويل تزوير حفريات لتغيير التاريخ، واختراع أدلة على خرافات.
أشهر بلدين في تزوير التاريخ اليوم هما إسرائيل والهند، إذ يقوم كلا البلدين بتزوير حفريات كثيرة، والوصول إلى استنتاجات مزورة لتغيير التاريخ وكتابة تاريخ جديد على مزاج اليهود والهندوس.
كذلك بعض الحفريات المزورة كُشِفت في الصين أيضًا وبلاد أخرى، لعمل أدلة مزورة على قصص تتناسب مع رغبات الحكومات والشعوب والإعلام.
كيف نصل إلى الحقيقة؟
الدرس: التاريخ نعرفه من قصص ومرويات، أغلبها كتبها أشخاص وفق مزاجهم، لذلك نجد روايات عكس بعض، ويخفى بعضها ويظهر بعضها!
كذلك يُعثَر على حفريات وآثار، وتختلف ترجمة هذه الحفريات والآثار تبعًا لمزاج المفسر ومصالحه الحالية.
لكن يجب الحذر أنه كما أن هناك قصص وكتابات مشكوك في مصداقيتها، هناك أيضًا حفريات مشكوك في مصداقيتها، لأن الكذب والتزوير يصل إلى كل شيء، حتى علم الحفريات والآثار.
لذلك يجب استعمال العقل والمنطق بالإضافة إلى الروايات والكتب القديمة والحفريات المختلفة للوصول، ليس إلى الحقيقة، لكن إلى صورة قريبة بعض الشيء من الحقيقة!
ولا تصدق كل ما تقوله لك الحكومات أو كتب التاريخ في المدرسة أو الإعلام الرسمي!
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا