بيت العيلة .. موضة قديمة
زمان كان فيه بيت عيلة، ثلاثة أجيال يعيشون مع بعض، الجد والابن والحفيد.
الجد يرعى الحفيد ويعلمه في البيت، والحفيد يسلي الجد ويقدم له جرعة الرعاية النفسية التي يحتاجها في أواخر العمر، بينما يعمل الابن الشاب في خارج البيت لكسب العيش.
سر اختفاء بيت العيلة
بعدين بيوت العيلة أصبحت دمها ثقيل، والإعلام قال للناس أن بيت العيلة دا موضة قديمة، وتسبب مشكلات.
الشباب تركوا أهلهم وعاشوا مع أطفالهم بعيدًا عن الجد والجدة، وأصبحت الحضانة والدادة والجليسة هي اللي بتربي مش الجد والجدة.
أصبح الجد والجدة يعيشون وحدهم، يصارعون الوحدة.
لكن لو حظهم كويس، ممكن يكون أحد أولادهم ابنًا بارًا، أو بنتًا بارة، تمر عليهم، تزورهم في المكان اللي هما عايشين فيه، أو مسجونين فيه، سواء شقة أو بيت أو مصحة!
تزورهم كل كام يوم، وترعاهم، وتشوف طلباتهم، تعدي عليهم في بيتهم تشوفهم وتقعد معاهم شوية، وبعدين تمشي!
اقرأ أيضاً: قوّة الجذور
انشغالات الحياة تسرق أجمل اللحظات
بعدين الزمن تطور، الناس مش فاضية. عندهم مشاغل مهمة، تمارين النادي، دروس الكمبيوتر والموسيقى. دورات التنمية البشرية للأطفال، علشان الأولاد يكونوا عباقرة، دا غير دروس المدرسة، إلخ.
طبعا دا أهم بكتير من تضييع الوقت مع شوية عواجيز! أصبح بابا وماما مش فاضيين يضيعوا وقتهم في زيارة جدو وتيته، أو على أيامي كان سيدي وستي.
أو قرر الابن وزوجته السفر وترك البلد بسبب الظروف القاسية، واللي مش مسافر بجسده وبعيد بالجسد، هو بعيد بعقله وغرقان في مشاغله وهمومه واهتماماته.
تحت ضغط الوحدة والإهمال، أصبح العكس هو ما يحدث، جدو وتيته يركبوا المواصلات، أو يسافروا، علشان يلحقوا يأخذوا نظرة على الأحفاد، يمكن حظهم يكون كويس ويلاقي حفيده صاحي ويسمع منه كلمة جدو أو يلمسه أو يبوسه، دا طبعًا لو ماما سمحت وبابا وافق!
بعد كدا يرجع جدو وتيته للسجن بتاعهم، يكملوا حياتهم في الوحدة القاتلة، ومتابعة الأمراض وانتظار الموت.
ياااه! على فكرة.. الحياة الحلوة مش فلوس ولا ممتلكات، ولا إنجازات وألقاب، لكن صحبة وناس حواليك بتحبك وتحبهم وتشعر معاهم بالأمان، الأمان أنك مش حتموت لوحدك من غير ما حد يحس بيك!
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
