معضلة البطيخ
“أقرب للحمرة؟! أم أقرب للبياض؟! وهل البياض داخله استثناء؟! أم أصل ينتقل إلى الحمرة؟!
المظهر الخارجي أخضر بدرجات متعددة! ولا يفصح عن جوهره الداخلي الغامض! فيظل البطيخ لغزًا غامضًا لا يستطيع أحد الإحاطة بأسراره!
في الغابة البرتقالية ومع سيادة اللون الواحد، تواجه ألوان البطيخ تحديات كثيرة! ومعضلات مستمرة!
البطيخ يتلاعب بالألوان ودلالاتها! الأبيض الذي نعتاد على التعامل معه رمزًا للنقاء والطهر والصواب، وكما نراه دائمًا مقابلًا واضحًا حديًا متطرفًا مثاليًا للأسود! يعيد البطيخ معادلات التعرف على ذلك اللون التقليدي بإبداع مذهل! ومراوغة عجيبة!
فالأبيض في قشرته –عند شقها– محايد متعاون مع الألوان الأخرى، والأبيض الداخلي عند البطيخ فيما يفترض أن يكون أحمر، هو رمز للفشل والخيبة! وتطوير لصدمة الخسارة ومفاجأة الفقد! وفلسفة العبث!
يتلاعب البطيخ بالأبيض الداخلي فيحمله المعاني السلبية كلها ولا يقابله بالأسود أبدًا! بل يضع الأحمر في المواجهة! هذه هي لعبة البطيخ الداخلية المثيرة وتلك فلسفته الخاصة في التفاصيل المحتمل اكتشافها داخليًا! بعد أن تُفتح البطيخة الغامضة وتفصح عن تناقضاتها الداخلية!
يتقدم الأحمر فيخرج من معاني عامة لا يقدرها البطيخ ولا يعترف بها، ولا يستسلم لانتشارها وتمسكها في الأذهان بأفكار تقليدية ثابتة مثل الخطورة والحذر عند اللون الأحمر! وارتباطه بالعنف والدماء أو رفض المرور! أو الإشارات التحذيرية! كما أن له دورًا في توضيح الأهمية والحسم! كم من خطوط حمراء وضعت لحد فاصل لا يجوز تجاوزه!
يحاول اللون الأحمر أن يتصدر المشهد مثل أبيه! (أحمر على أبيه! يا بطيخ!) ويستخدم في ذلك الأداء المسرحي مع التنويعات الصوتية للجملة العجيبة! لكن صراع الأجيال الدموي لا ينتهي بلون واحد منتصر!
فالبطيخ (المغلق) كله يدعي الحمرة الداخلية إلى أن ندخل!
فنشاهد (مباراة) طاحنة داخل معاني الأبيض والأحمر!
ويكون اللون الوردي بدرجاته المختلفة هو المراوغ الأكبر! والواقع الأكثر فرضًا لتواجده التدريجي بين أحمر البطيخ وأبيضه!
يُستَبعد الأسود مضادًا تقليديًا للأبيض! فعند البطيخ عكس الأبيض هو الأحمر!
ثم يراوغ البطيخ مرة جديدة بعد استبعاد الأسود فيأتي (ببعضه) ويصبغه (للبذر) الداخلي داخل صراعات الأبيض مع الأحمر!
الأخضر الخارجي الذي يشير في معظم الثمار إلى عدم النضج وصغر السن وقلة الخبرة والتجربة، عند البطيخ هو غلاف خارجي يخفي غموض المعركة الداخلية بين ألوان أخرى!
ألعاب البطيخ اللونية مستمرة بين الأخضر والأحمر والأبيض والأسود! وتزداد خطورة معضلة ألوان البطيخ في اتساع تفاصيلها تحت مظلة الغابة (البرتقالية) التي تحمل لونًا منافسًا مختلفًا!
ثم يراوغ الأبيض مرة أخرى فلا يكون بديلًا تقليديًا للأحمر! بل يكون مجاورًا داعمًا له في سمك القشرة (الغلاف) المحيط المحب للأحمر!
ثم تخرج شرائح البطيخ في اعتراض متفاخر بخليط الألوان المذهل! وبالتكوين الاستثنائي المقاوم!
الحرية للبطيخ، الحرية للبطيخ!
والخلود لـ(قصة البطيخ)
وسوف تفشل محاولات اعتقال البطيخ كلها!
الثورة المضادة تحظر أكل البطيخ! وترفض ألوانه!
قد تراوغ ألوان البطيخ لتحمل مسيرة سلمية سامية عندما تجتمع بترتيب خاصة (الأسود والأبيض والأخضر مع الأحمر) فتتشكل ألوان تقاوم!
معضلة البطيخ في انتقال طعمه اللذيذ إلى ألوان تقول للغابة البرتقالية أنها –على الرغم من تناقضاتها الداخلية جميعها– ما زالت تقاوم!
ألوان البطيخ المختلفة والمتفردة عن اللون الواحد السائد في الغابة (البرتقالية)، تلك الألوان قادرة على رفض الثعالب البرتقالية ومقاومة البغال البرتقالية وحتى استهداف الخنازير البرتقالية!”.
مقالات ذات صلة:
قضية الشعب الفلسطيني من زاوية ثقافية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا