لا تصدق وجهة نظر واحدة
تقول كتب التاريخ إن ونستون تشرشل رئيس وزراء إنجلترا في أثناء الحرب العالمية الثانية كان شخصًا أحمق، وأنه السبب في ضياع الإمبراطورية البريطانية!
لكن رغم ذلك أغلب الغوغاء والعوام في الغرب وأمريكا، بل والعالم، يعتبرونه البطل العظيم الذي قاد إنجلترا في الحرب العالمية الثانية وجعلها تنتصر على ألمانيا النازية!
بينما في الحقيقة كل كتب التاريخ تقول أن تشرشل كان رجلًا سكيرًا لا يترك الخمر والتدخين، ولا تحترمه زوجته، عصبي متقلب، أغلب قراراته حمقاء اتخذها في لحظات اندفاع، مسؤول عن موت الملايين من شعبه والشعوب الأخرى بسبب تهوره وقراراته الحمقاء.
أيضًا كان هتلر لفترة طويلة لا يريد الحرب مع إنجلترا، لأنه عنصري ويرى أنه يجب التحالف بين الألمان والإنجليز في اقتسام السيطرة على أوروبا والعالم!
لكن تشرشل الأحمق كان يحمل كراهية غير مفهومة لألمانيا، ما جعله يرفض عروض السلام والتفاوض، وفضّل أن يبيع الإمبراطورية البريطانية للولايات المتحدة الأمريكية مقابل أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد ألمانيا.
اشترى دخول الولايات المتحدة الأمريكية بكثير من التنازلات، التي كانت نتيجتها أن إنجلترا خرجت من الحرب دويلة صغيرة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن كانت قبل الحرب دولة عظمى تحكم نصف الكرة الأرضية!
حتى أن هذا الكتاب “تشرشل وهتلر: الحرب العبثية” يحكي عن أن حرب إنجلترا وألمانيا لم يكن لها لزوم أصلًا، وأنها سبب تراجع أوروبا وتحويلها إلى محض مقاطعة تابعة تعيش على أمجاد الماضي!
كثير من الشخصيات ضيعت بلادها، لكن رغم ذلك تعتبرها الشعوب الحمقاء أبطالًا.
ربما المثال الآخر المشابه هو كمال أتاتورك، الذي ضيع أغلب الإمبراطورية العثمانية وتنازل عنها مقابل أن يحصل على جزء صغير في هضبة الأناضول اسمه تركيا! وضيع عمق الدولة العثمانية الاستراتيجي في العالم الإسلامي بتحويل تركيا إلى العلمانية، وبدلا من أن كانت تركيا قائدًا للشرق تحولت إلى تابع للغرب في عهده.
رغم ذلك يردد الأتراك أنه بطل، لأنه حقق معاهدة مجحفة ضيع فيها أغلب حقوق تركيا والدولة العثمانية بتنازلات مبالغ فيها!
بينما من ناحية أخرى نجد التاريخ يقوم بتشويه زعماء مثل هتلر ويمتدح آخرين مثل نابليون، رغم أن هتلر لا يختلف في أي شيء عن نابليون!
كلاهما حاول توحيد شعوب أوروبا المتحاربة تحت قيادة واحدة، تمامًا مثل حلم شارلمان في القرن التاسع الميلادي، كلاهما قتل الملايين في حروب عبثية، لكن نجد كتاب التاريخ الأوروبي يمتدح نابليون ويشوه هتلر.
حين تقرأ التاريخ لا تصدق وجهة نظر واحدة فقط، واستعمل عقلك في تحليل ما يقوله الكتاب والقصص والمؤرخين، ستجد كثيرًا من المعلومات والحواديت والقصص المتناقضة التي لا يحل التناقض فيها إلا العقل والمنطق وربط الأحداث ببعضها.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا