قضايا شبابية - مقالاتمقالات

ده مش وليد العصر

المؤسف عندما نرى من يبحث عن الشهرة السريعة والمزيفة، عن طريق المشاركات المريضة التي يعتمد أصحابها على استخفاف عقول الناس وعدم احترام التقاليد الاجتماعية والدينية للمجتمع البشري، وذلك بهدف الحصول على أكبر عدد من المشاهدات والإعجابات، فهنا تخيِّم سلبيات الشهرة الزائفة والسريعة على أصحابها، ومن تلك السلبيات أنها تسلبهم أوقاتهم فتكون ملكًا للمعجبين بهم، فيصبحون ويمسون مراقبين من الإعلام والمعجبين.

السعي المجنون للشهرة ليس سببه الـ(social media) إطلاقًا، إنما هي مجرد كاشفة له، فكرة إن أسهل حاجة في إيدك على طول لو استخدمتها بشكل معين ممكن جدًا تكون طريقك للشهرة، كشفت كمية رهيبة من البشر بيحاولوا يوصلوا للشهرة بأيّ شكل ممكن.

ده مش وليد العصر برضه، انتَ عندك ممثلين ومطربين أنصاف مواهب وأرباع كمان، طول القرن اللي فات دخلوا المجال الفني بطرق غير مفهومة اعتمادًا على واسطة أو “أونطة”، واتشهروا وبقوا “فنانين” مشهورين تشوف اسمهم على أفيش فيلم أو بوستر ألبوم غنائي عادي جدًا.

أنا برضه كذلك مش شايف إنه شيء عيب وغلط، لأن على نفس السياق السعيّ للمال والثروة مش مغلوط ومكروه، بالعكس في بعض الأوقات بيكون شيء حميد، عارف الإحساس بقى اللي بتحسّه ناحية الناس دي بالاشمئزاز وعدم التقبل وإن فيه حاجة جوّاك مش قابلة الناس دي، ده شعور عاكس للادّعاء.

الشخص المدّعي دايمًا ما ينال الاستحقار من المتابعين، لأن جواك بتكون مدرك أنه لا يستحق ما يصل اليه أيًا كان، سنين عدّت وعندك أشباه فنانين، أشباه لاعبين، أشباه مفكرين وكتاب، النتيجة الحتميّة إنتاج شعب متشبه بالثقافة وهو في جوهره جاهل حرفيًا، وقد إيه الوضع كارثي، هتعرف لما تشوف فيلم سينمائي مفرَّغ الرسالة أو مجرد أداءات تمثيلية، هدفها بس السبوبة واستكمال الشهرة وتوسيع رقعة الانتشار.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

المدعين اللي هُمَّه أشباه فنانين ومثقفين مش هينتجوا أعمال ثقافية أصلية ومش هيقدموا إبداع، هينتج ناس بتتأثر بشبه الفن ده وبتكتسب منه ثقافتها، وبالأخير دي هتكون ثقافة الـ(zombies) اللي إحنا بنعاني منها على كافة الأصعدة فنيًا وثقافيًا ورياضيًا.

نحن في زمن المسخ، يقول الإمام عليّ: “ما ألهمَ الله عبدًا أن يستغفر إلا وهو يريد أن يَغْفِرَ لَه”، أيّ أن الله سبحانه وتعالى مش هيلهمَك الاستغفار إلا بإرادة إلهية منتهاها أن يغفر لك، زيّ إنك تشوف علامة أو إشارة تدل على الاستغفار.

ورقة في الشارع مكتوب عليها، تشوف حد بيستغفر، تسمع خطبة عن فضل الاستغفار ، هكذا، كل شيء في الكون ده بالنسبة لك انت جنود ربك، البشر جنود مسيّرة ليك عشان ترشدك، الأشياء من حواليك علامات ليك عشان تساعدك.

انت مخيّر في الدنيا إنك تمشيها في رحاب الله، وتشوف، أو إنك تمشيها أعمى متغافل لا ترى، لا تسمع، ولا تشعر بشيء، انت ليك كل الصلاحيات وكل القدرة على إنك تستطلع الأمور بعينك، ربنا عايزك طول الوقت، وطول الوقت هتلاقي إشارات حواليك بتقولك قرَّب استغفِر، وهكذا كل ما عليك “أن ترى الله” في كل شيء من حواليك وأنك تشوف، تشوف بجد، تفهم طبيعة الكون والعالم المخلوق لأجلك أنت. “وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر”.

استغفروا يرحمكم الله.

مقالات ذات صلة:

المحتوى العربي وهوس الشهرة

المال يشتري السعادة!

أنصح كلاكما بعدم متابعة مسلسلات لهذا السبب

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. مصطفى محمود حسن

باحث وكاتب روائي