أسرة وطفل - مقالاتمقالات

أنا وصديقي و”الصفوة”

امبارح بالليل وأنا قاعد مع صديق زملكاوي عزيز عليا أوي، عازمني على “واحد ليمون فاخر” قبل بداية ماتش الأهلي والزمالك، وده نادر إنه يعزمني بس يا حبيبي كان متفائل، ومع نهاية الماتش والهزيمة الرباعية وتأكدي من دفعه للحساب، مع إن المفروض أقدر ظروفه النفسية وأدفع أنا بس لأ، لأنه “نمرود”، لما أخدوا الدوري سنتين أونطة ورا بعض عاشوا الدور واتجننوا وجننونا معاهم، والمهم عشان يهرب من التحفيل عليه سألني: “تعرف مين مدرسين الصفوة في دمياط يا دكتور عشان بنتي وابنك ثانوية عامة السنة الجاية؟!”.

قلت له: “أللي أعرفه يا ابني في دمياط “مول الصفوة” ده آخر حدود معرفتي بالصفوة في دمياط!”.

بصلي باستغراب وقالي: “يا بني آدم أنت بقولك الصفوة يعني أحسن ناس، زينا كده في تشجيع الزمالك، مش زيكم كل من هب ودب!”.

طبعا زعلت من نفسي أوي أوي إني في الموقف السخيف ده، وإني معرفتش المعنى اللغوي لكلمة الصفوة وإنهم الـ48 ألف نفر اللي بيشجعوا الزمالك في مصر كلها!

المهم قلت ليه: “لا والله يا صاحبي أنا ما أعرف مين مدرسين الصفوة دول!”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

قالي: “أنا سألت عن المدرسين قالوا فلان، وفلان، وفلان، فلان الأول لازم مقدم 1000 جنيه جدية حجز، وفلان التاني كان بيدي أحياء وجيولوجيا بـ700 في الشهر السنة دي 500 بس للأحياء ومش هيدي جيولوجيا، والتالت رغم إنه عبقري في مادته بس استحالة أودي بنتي هناك ولو على جثتي، لأنه مش تمام وأخلاقه وحشة ولسانه طويل.

فلان ده بقى واد جديد أول مرة يظهر على الساحة، بس بيقولوا توقعه في الامتحانات رهيب كأنه مصاحب عفريت، توقع كل أسئلة الامتحانات اللي فاتت دي!”.

طلبت لصاحبي ده “واحد ليمون” على حسابي المرة دي، وقلت له: “قوم روح يا ابني صدمتين في الرأس هبلوك، صدمة الزمالك وصدمة الدروس لتروح مني ولا حاجة!”.

المهم بقى إحنا هنوصل لفين؟! ولغاية إمتى المآسي دي؟!

آه إحنا مع إن المدرسين مرتباتهم محدودة، إنما ده مش مبرر أبدًا لفتح السلخانة دى وبالشكل المستفز ده!

منظومة التعليم اللي قايمة على الحفظ والتلقين لغاية دلوقتي، مهما تغير شكل الامتحان ومهما تطور أسلوب الشرح، إلا إن آلية التدريس واحدة قايمة على فلسفة “تزغيط البط”، يعني حشو مخ الولاد بسيل من المعلومات وانت وحظك إن حليت يبقى “جهد خرافي” لمعلم من بتوع الصفوة، وإن اتوكست تبقى “واد صايع” ضيعت جهد معلمي الصفوة!

يا ريت معلمي الصفوة يهدوا على الناس شوية اليومين دول، ويشوفوا آلية حلوة يبعدوا عيون الناس عنهم بالحب والرحمة والإحساس بالمعاناة، وكلمة أخيرة من أهلاوي صميم فرحان بفوز فريقه على غريمه “الصفوة” ومشجعينه “الصفوة”:

عمر التعليم الثانوي ما هينصلح حاله إلا بعودة الانضباط للمدارس، وعودة المدرسين للمدارس، وثقة أولياء الأمور في المدارس، واعتماد الولاد على المدارس، وفرض رقابة الدولة على المدارس، وعلى بتوع “الصفوة” دول اللي جننونا وحولوا التعليم لسلعة غالية أوي، ميقدرش على سعرها إلا “الصفوة” بتوع “الصفوة”، والحلول سهلة وبسيطة جدًا وإن شاء الله الجاي أفضل.

مقالات ذات صلة:

أزمة الثانوية العامة في التعليم المصري

دور المدرسة في نشر ثقافة المشاركة المجتمعية

المُعلم في الفكر الصيني

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.د/ محمد جمعة

أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية جامعة دمياط لشئون التعليم والطلاب