مرض السكر والالتهاب
للالتهاب علاقة بمقاومة الإنسولين، وبناء عليه ما يسبب مقاومة الإنسولين يتسبب في الالتهاب.
الالتهاب نجده في صور كثيرة مثل الالتهاب المصحوب للتحسس، أو المصاحب للجرح المصاب بعدوى فيتورم ويصير لونه أحمر وساخنًا.
أما الالتهاب المتسبب في السمنة والأمراض المزمنة لا يؤلم وخفي، إنه مثل الحريق الخفي المتأجج يسببه الجهاز المناعي، وهو يحارب ضد الطعام السيئ مثل: الأطعمة المصنعة والسكر والدهون، وكذلك السموم والأطعمة المسببة للتحسس والنمو المفرط للميكروبات السيئة في الجهاز الهضمي.
هذه المهيجات جميعها تسبب زيادة في جزيئات الالتهاب في الجهاز المناعي المسماة بالسيتوكينات، وهي مهمة لمكافحة السرطان والعدوى وتساعد الجسم على التمييز بين العدو والصديق، لكن عندما تخرج عن السيطرة تنتج الأمراض المزمنة، ومن أهم الاكتشافات في هذا القرن علاقة الالتهاب ليس بأمراض المناعة فقط بل بمعظم الأمراض المزمنة، مثل: السكر والسمنة وأمراض القلب.
كذلك مقاومة الإنسولين التي تسبب مزيدًا من الالتهاب.
لذلك أي محفز للسيتوكينات سيجعل الخلايا أكثر مقاومة للإنسولين، وهذا بدوره يحفز البنكرياس لضخ مزيد من الإنسولين لتوصيل الجلوكوز إلى الخلايا للحصول على الطاقة، وبما أن الخلايا تكون مقاومةً للإنسولين ستحتاج مزيدًا منه، والمعروف أن الإنسولين هرمون لتخزين الدهون، يجعلك تأكل أكثر وتكتسب مزيدًا من الوزن.
أثبت العلم حديثًا أن الخلايا الدهنية تنتج أيضًا سيتوكينات الالتهاب الخاصة بها، تسمى الأديبوسيتوكينات، تسبب زيادة مقاومة الإنسولين والسكر وكذلك ظهور الأمراض المزمنة.
الآن نأتي إلى محفزات الالتهاب، وُجد من بينها السكر والكربوهيدرات المكررة والدهون المتحولة، وفرط دهون أوميجا ٦ المسببة للالتهاب من الزيوت النباتية المصنعة، مثل زيت الذرة والمحليات الصناعية والعدوى المزمنة والسموم البيئية واختلال بكتيريا الجهاز الهضمي النافعة.
لذلك الالتهاب له علاقة كبيرة بالأمراض المزمنة، أيضًا يجب أن ننتبه جيدًا بصفة خاصة إلى السكريات الغذائية والدقيق المكرر، فهما من أكبر العوامل المسببة للالتهاب، إذ تتسبب في ارتفاع مستويات الإنسولين، وبدء سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تنشط الجينات وتؤدي لالتهاب مزمن ومستمر، أيضًا المحليات الصناعية بكل أشكالها من المرجح أن تزيد مقاومة الإنسولين.
كذلك فقر الألياف وفرط أوميجا ٦، مثل زيت الذرة ونقص دهون أوميجا ٣ المضادة للالتهاب مثل زيت السمك وزيت الكتان، تساهم في زيادة الالتهاب ومقاومة الإنسولين.
لذلك تؤدي الحساسيات الغذائية دورًا كبيرًا في تطور مقاومة الإنسولين ومرض السكر والسمنة.
الحساسية المقصودة هنا ليست الحساسية النمطية الحادة، مثلما يحدث عند تناول المكسرات والفول السوداني على سبيل المثال المرتبطة بالأمينو جلوبلين إيه، فهي ليست مساهمًا رئيسيًا في مقاومة الإنسولين.
لكن الحساسية المتأخرة أو الخفية المرتبطة بالأمينو جلوبلين جي تكون أقل حدة وخفية وتسبب التهابًا منخفض الحدة، وتشير الأبحاث الحديثة إلى علاقتها بمقاومة الإنسولين.
في دراسات حديثة وجد ارتفاع للبروتين المتفاعل سي، وكذلك مستويات أمينو جلوبلين جي، في الأطفال ذوي السمنة عن أقرانهم ذوي الوزن الطبيعي، وكذلك تغيرات في الشرايين السباتية، وهو مؤشر على ترسب الكوليسترول ما يعرف باللويحات المعبأة بالكوليسترول، وتنتج هذه اللويحات من رشح جزيئات الغذاء الناتج عن التهاب الأمعاء، فتزيد النفاذية ويحفز إنتاج السيتوكينات.
لذلك فالتخلص من الحساسيات الغذائية يؤدي إلى علاج السمنة وخفض مقاومة الإنسولين.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا