وليمة الخواجة جو وخادمه الحقير كل عام
في قريتنا الصغيرة، وعلى مدى عشرات السنين في كل عام، في رمضان، تعود أهل قريتنا كل عام أن يدعوهم الخواجة جو وخادمه الحقير عبده إلى وليمة كبيرة في قصر الخواجة جو الفاخر، القصر الذي بناه بعرق ودماء أهل قريتنا ومساعدة وخيانة خادمه الحقير عبده!
في كل عام يدعو الخواجة جو أسرتنا وكل عائلات القرية إلى هذه الوليمة الكبيرة المبهرة، وليمة تحوي كثيرًا من الألوان والأضواء والموسيقى المؤثرة والإثارة، وليمة تتكلف كثيرًا من المال، لكن الخواجة جو وخادمه الحقير عبده لا يبخلان أبدًا في الإنفاق على هذه الوليمة الرمضانية كل عام، ودعوة أهل القرية كلهم، رجالها ونسائها وأطفالها.
يدعوانهم، بل ويلحان عليهم، يؤكدان على كل فرد في القرية حضور هذه الوليمة الرمضانية العظيمة.
تعودت عائلتنا أن تعتذر عن حضور هذه الوليمة الكبيرة في قصر الخواجة جو وخادمه الحقير عبده.
نعتذر لأن عائلتنا في رمضان تعودت أن تكون مشغولة بأمور أخرى، صلاة، قراءة القرآن، العمل، القراءة، أمور أخرى كثيرة أكثر أهمية، فضلًا عن أننا لا نتوقع أي خير يمكن أن يأتي من الخواجة جو أو خادمه الحقير عبده!
دعوة للجميع
لكن جيراننا الطيبين كانوا يوافقون على حضور الوليمة، وقبول دعوة الخواجة وخادمه الحقير، يفضلون حضور الوليمة والاستمتاع بالإبهار والألوان والموسيقى والأفكار والكلام!
لكن الخواجة كان حريصًا على دعوة الجميع إلى قصره كل عام، والإلحاح على من يعتذر، والإصرار، ومن يعتذر أصبح الخواجة يصر على أن يرسل إليه الوليمة لتصل إلى بيته، سواء عبر التليفزيون، وأخيرًا عبر الإنترنت!
طور الخواجة وسائل عديدة عبر السنين للوصول إلى كل أهل القرية، إلى أعماق بيوتهم وغرف نومهم والمشاركة في تربية أطفالهم!
تأثير دراما رمضان على ثقافة المجتمع العربي
لكن لاحظنا بعد بضعة سنوات أن جيراننا يتغيرون بالتدريج، أصبحت النساء تتغير، والرجال يتغيرون، حتى الأطفال بدأت تظهر التغيرات عليهم!
أصبح الرجال أكثر سطحية وحقارة.
أصبحت النساء أكثر بجاحة وغباء.
أصبح الأطفال أكثر بلاهة وتخلف!
بدأت علاقتهم بالدين تتناقص، ومعها تتناقص أخلاقهم وذكاؤهم ومستوى طموحاتهم.
أصاب كثيرًا منهم الاكتئاب والبؤس والحزن، والنحس.
لاحظنا أن هذه الحالة تصيب من يحضر الوليمة الرمضانية، في حين من لا يحضرها لا يزال يحتفظ بعقله وحكمته ودينه وذكائه وأخلاقه!
أليس هذا عجيبًا؟
استخفاف بالعقول والقيم الاجتماعية
في البداية، لم نكن نفهم السبب، لم نكن نعرف لماذا بدأت حالة أهل القرية العقلية والنفسية والدينية في التدهور والانحطاط.
لكن بعد ذلك عرفنا أن السبب كميات ضئيلة من السم يضعها الخواجة جو وخادمه الحقير عبده في وليمة رمضان كل عام.
كميات ضئيلة من السم، لا يظهر أثرها وتأثيرها بسرعة، لكن مع تراكم السم كل عام، يبدأ ظهور التأثير بالتدريج! لتصيب من يحضر الوليمة كل عام بالغباء والبؤس، والابتعاد عن الدين والأخلاق والحكمة، لينتهي به الأمر إلى حياة تعيسة كلها مشكلات وحزن!
لم ينجُ من هذا السم وذلك التأثير إلا الناس الذين لا يحضرون هذه الوليمة!
ملحوظة.. الوليمة الرمضانية السنوية العظيمة التي تعود أن ينظمها الخواجة جو وخادمه الحقير عبده لأهالي القرية كل عام اسمها.. مسلسلات رمضان!
مقالات ذات صلة:
رمضان جه بمسلسلاته وكنافته وبابا غنوجه
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا