هل يمكن؟
كانت تمثل عبئًا على المزارع في التخلص منها، وأيضًا يصعب حرقها لاحتوائها على نسبة كبيرة من الماء، فكان يكتفي بتركها على جوانب الطرق أو حتى يلقيها في الترع أو المصارف، لكنها باتت الآن ذات فوائد جمة ومصدرًا وفيرًا للأرباح، إنها شجرة الموز، فما القصة؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.
تبلغ المساحات المنزرعة بالموز في مصر نحو 73 ألف فدان، ينتج عنها سنويًا ما يصل إلى 2 مليون طن مخلفات يُتخلَص منها بطرق ملوثة للبيئة، وتمثل هدرًا للموارد الطبيعية مع ما توفره من بيئة خصبة لانتشار الأمراض الناتجة عن تعفن هذه المخلفات.
من الصعيد كانت البداية
وفقًا لدراسة الجدوى التي قامت بها المهندسة هبة نايل –مؤسس ومدير مصنع بابيروس إيجيبت لتصنيع ألياف الموز– فقد وقع الاختيار على محافظة سوهاج لإنشاء المصنع نظرًا إلى كبر مساحة الموز بها؛ 3000 فدان ينتج عنها 50 ألف طن سنويًا من المخلفات موزعة على مدار العام. يُصنع عديد من المنتجات مثل قشرة الخشب التي تصدر إلى فرنسا والدنمارك وموناكو، ولب ورق الطباعة الذي يستخدم محليًا، والكرتون صديق البيئة القابل للتحلل، وسماد عضوي سائل.
قامت الحكومة ممثلة في وزارة الدولة للتصنيع الحربي بتبني المشروع، بتوقيع بروتوكول تعاون مع شركة بابيروس أستراليا، لإقامة مصانع تدوير مخلفات الموز مع توفير خطوط الإنتاج وقطع الغيار اللازمة، ليكون هذا المصنع الأول من نوعه في إفريقيا التي تنتج 60% من الموز على مستوى العالم.
أيضًا فقد أشار المدير التنفيذي للشركة الأسترالية –رامي عازر– إلى العلاقات المتميزة بين مصر ودول القارة الإفريقية، بما يعزز من فرص التعاون في مجال تدوير مخلفات أشجار الموز.
في نفس السياق، أشار محمد يسري –صاحب أحد المبادرات المجتمعية لتدوير المخلفات– إلى قيام فريق مبادرته بتدريب مجموعة من الفتيات على تصنيع منتجات يدوية مثل الحقائب وغيرها، ووفقًا لشيماء عبد الله –إحدى المتدربات ضمن مبادرة محمد يسري– أنها انضمت إلى التدريب للحصول على فرصة عمل، بعد أن تعلمت طريقة استخراج الألياف من الموز، ثم بعد ذلك فردها على النول واستخراج المنتجات وتصنيع الحقائب الجلدية ومحافظ النقود وترويجها.
منتجات من مخلفات الموز
على صعيد آخر يضيف طه محمد –صاحب مشروع تدوير مخلفات الموز في محافظة قنا– أنه يقوم حاليًا بتحويل مخلفات شجرة الموز إلى ألياف تُستخدم لصناعة الأقمشة، ويسعى مع فريقه لتطوير المشروع بهدف الوصول إلى صناعة نسيج بالاعتماد على هذه الألياف.
بعض المنتجات التي قام محمد طه وفريقه بتصنيعها من مخلفات الموز.
أخيرًا فمن الممكن استخدام عملية تحويل الألياف من أشجار الموز إلى ألياف في توطين صناعة نسيج جديدة في مصر، ليست بديلة بالكامل عن القطن، لكنها وبكل تأكيد ستمثل رافدًا جديدًا يضاف للاقتصاد القومي.
المصادر:
موقع جريدة أخبار المال
موقع رصيف 22
برنامج باب الخلق- محمود سعد
موقع سكاي نيوز عربية
موقع العربية
موقع اليوم السابع
مقالات ذات صلة:
هل النباتات تشعر وتتفاعل مع ما حولها مثل البشر؟!
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا