في مقال سابق كتبت عن الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، وقلت إنه ما كان ليتربع على عرش الشعراء الغنائيين بلا منافس لو أنه اعتمد على موهبته وحدها، لكنه كان مع الموهبة قارئًا مثقفًا ذكيًا، ويتفوق في استخدام خياله فيعرف كيف يأتي بالجديد في المعنى واللفظ، ولولا ذلك ما حقق كل هذا النجاح، فالموهبة وحدها لا تكفي.
ثم بعد هذا المقال بأيام صادفت كتابًا شهيرًا يتحدث كله بالكامل عن نفس المعنى؛ “الموهبة وحدها لا تكفي”، وهذا الكتاب من أشهر الكتب التي ألفها “جون سي ماكسويل” الذي حصل على لقب خبير القيادة الأول في العالم، (وبه أفكار رائعة لمن يبحث عن النجاح والسعادة في الحياة).
أفكار هامة لتنمية الموهبة وتحقيق السعادة
الشغف
يدعوك المؤلف جون سي ماكسويل في هذا الكتاب بأن تكون شغوفًا، فالشغف الخطوة الأهم لإتمام الإنجاز وتحقيق والنجاح، وبه يمكن للإنسان أن يضاعف من قدراته وقوته وطاقته، ليتحول إلى إنسانٍ متميز وناجح، كما أن عليك الابتعاد عن كل من يحاول أن يطفئ جذوة الشغف بداخلك.
أيضًا ينصحك بأن تفكر جيدًا قبل الإقدام على أي خطوة وأن تأخذ بزمام المبادرة، فمن دونها ستواجه كثيرًا من المعوقات وستتأخر وتتردد وتضيع الوقت والفرصة، فالموهبة بلا مبادرة، مثل الفراشة التي لم تدخل شرنقتها، فهي لن تتطور أبدًا وستظل زاحفة رغم قدرتها على الطيران.
التركيز
كذلك ينصحك بأن تضاعف من تركيزك، فالموهبة بلا تركيز تضيع سدى، وبالتركيز وحده يمكنك أن تكتشف الطاقات الكامنة في عقلك، التي لم تستخدمها بعد في حياتك.
الاستعداد
يوصيك أيضًا بأن تستعد جيدًا، فالاستعداد الجيد قبل العمل يخفف الضغوط في أثناء العمل، ويصحح مختلف الأمور التي يُفكر فيها الإنسان ويساعده على التروي والتمهل لتمييز الخطوات الصحيحة من الخاطئة، الاستعداد الجيد يجعلك تستغل موهبتك بأفضل صورة، ويستشهد المؤلف بقول تشارلز شواب، الذي كان قطب صناعة الصلب الأمريكي، إذ يقول: “عندما يضع الإنسان حدًا لما سوف يفعله فإنه بذلك يضع حدًا لما يمكنه فعله، آمن بقدراتك وتحد نفسك”.
الثقة
يؤكد جون سي ماكسويل أن الثقة ترتقي بموهبتك، ويقول: “ثق بنفسك، فعن طريق ثقتك بنفسك تستطيع أن تصل إلى كامل قدراتك، وإن ظننت أنك مهزوم أو فاشل أو ضعيف فأنت كذلك. ثقتك برسالتك ستمنحك القوة للاستمرار واثقًا من نفسك ومن قدراتك، وحريصًا على تحويل قدراتك لأعمال تجني منها مكاسب باتجاه رسالتك”.
الشجاعة
يؤكد على أهمية وقيمة الشجاعة ويقول: “العالم يخسر كثيرًا من المواهب لافتقارهِ لقليل من الشجاعة، والشجاعة بالعموم ليست فضيلةً من الفضائل، بل هي جوهر كل فضيلة”.
التدرب
يوصي القارئ بمواصلة التدرب فيقول: “التدرب مهم جدًا لشحذ موهبتكَ وصقلها، فلا تستطيع أن تحقق نجاحًا باهرًا بفعل الأمور المطلوبة منك فقط، بل بفعل الأمور التي تتطلب منك جهودًا أكبر من قدراتك، ولكي تُنمي موهبتك عليك أن تعمل على تغيير ذاتكَ بالفعل، لا بمجرد التفكير والتسويف”.
المثابرة
يقول: “يعتقد كثيرون أن الفرق بين الناجح والفاشل في نقص القدرة أو المعرفة، والحقيقة أن الفرق في نقص التصميم والمثابرة، ودون المثابرة والتصميم لن تستطيع أن تحافظ على موهبتك”.
قابلية التعلم
يحث ماكسويل قرّاءه على مواصلة التعلم، ويقصد بذلك تعلم مهارات جديدة ومعارف إضافية، لأن التعلّم يؤدي إلى زيادة موهبة الإنسان وتطورها، لهذا فالإنسان يُعيق تطوره اليومي عندما يقبل بواقع الحال، وعندما يتوقف عن تعلّم الأشياء الجديدة.
أما الإنسان الناجح فهو الذي يرى أنّ أمامه كثير من الأشياء التي يجب أن يتعلمها في المجال الذي يعمل فيه. ويقول: “إن التعلم ليس تعلم المعارف والتجارب والمهارات فقط ،بل أن تتعلم كيف تنمي شخصيتك، فشخصية الناجح تختلف عن شخصية الفاشل، وسترى الناجح دائمًا يتصف بمجموعةً من الصفات مثل الانضباط، والتمسك بالقيم الأساسيّة والاستقامة”.
العلاقات
يوصيك الكاتب بشدة بالتدقيق في علاقاتك، ويقول: “تؤثر العلاقات على الموهبة سلبًا أو إيجابًا، لهذا عليك أن تُعيد تقييم علاقاتك، بأن تبتعد مثلًا عن مخالطة من يغتاب، ومن يشكو، ومن ينتقد، ومن يتباكى، ومن يحسد، وأن تختلط بالشخص الواعي المحافظ على القيم الأخلاقية والمبادئ المحترمة، الذي يشاركك أفراحك، ويمنحك الأمل والفرح والابتسامة”.
العمل الجماعي
كذلك ينصح ماكسويل بالعمل الجماعي، فيقول: “إن الموهبة وحدها لا تكفي، فأنت تحتاج إلى الاعتماد على الآخرين وعلى فريق عمل منظم، لتنجح في الوصول بموهبتكَ إلى أعلى درجات النجاح، فالعمل الجماعي يُضاعف من موهبتكَ ويُقويها”.
التحلي بالمسؤولية
كما ينصحك بالتحلي بالمسؤولية، لأنّ الإنسان الناجح لديهِ القدرة على تحمّل المسؤوليّة عن الأعمال التي يتولى القيام بها، إنّ تحملك للمسؤوليّة الطريق الوحيد الذي سيجعل الآخرين يثقون بموهبتك وقدراتك.
يدعوك ماكسويل إلى الثقة بالنفس، فيقول: “ثق بقدراتك، فغاندي يقول: الفرق بين ما نفعله وما يمكن أن نفعله يكفي لحل مشاكل العالم، ويمكن تطبيق ذلك على الحياة الشخصية”.
يضرب لك مثلًا فيقول: “فتى تسلق جبلًا وأخذ بيضة من عش نسر وعاد ووضعها بين بيض الدجاج، اعتقد النسر أنه دجاجة وتعلم سلوكيات الدجاج من أمه، وعندما كانت تأتيه مشاعر غريبة أحيانًا كان يطردها، فبما أنه تربى على أنه دجاجة، فلا بد أن يفعل مثل الدجاج، لكنه في يوم شاهد نسرًا يحلق بعيدًا فأحب أن يكون مثله، وهكذا فرد جناحيه ليجد أنهما أكبر من الدجاج المحيط به، عندها اكتشف قدرته الحقيقية، فحلق عاليًا”.
مقالات ذات صلة:
كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان
ملخص ومراجعة لكتاب بناء الأعمال على الإنترنت
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
