القايمة وظهورها في العرف
لازم عشان تفهم يعني إيه قايمة وإيه ظروف ظهورها في العرف المصري في الزواج من الأصل، وليه تحديدًا في مصر دونًا عن أي دولة تانية، لازم ترجع لأصلها وظروف وجودها من الأساس، عشان تفهم هي موجودة ليه.
بص يا معلم..
عٌرف يهودي يتبعه المصريون
قبل ظهور الإسلام، وقبل البعثة خالص، شريعة الزواج في التلمود أو الكتوبوت، كانت مختلفة شوية، كان من شروط عقد الزواج هو الاهتمام بمؤخر الصداق أكتر شوية، وده ليه؟
لأن الزوجة عندهم مبتورثش، وأي حاجة بتملكها أو فلوس بتكسبها بتروح لجوزها ينتفع بيها، في المقابل بيصرف عليها وهي على ذمته، يعني لو جوزها مات مش هتاخد حاجة، حلو الكلام؟ فعشان يحلوا المسألة دي الدين عندهم فيه حاجة اسمها “الكتوبا”، والكتوبا دي مبلغ مالي كبير بيدفعه الزوج لو عايز يطلق، بتاخده طليقته منه أو بتاخده لو مات بموجب عقد الزواج ده.
طيب الست شاكرة كان ليها أملاك أو متاع قبل الزواج، قالك لو طلق بيدفعهم تبع الكتوبا دي، وبيتكتب ده في ضهر عقد الجواز، وعشان هيا مبتورثش زي ما قلنا فالحاخامات وصوا إن “أثاث المنزل” يتكتب في العقد، أو تضاف أربع أخماس قيمته على الكتوبا دي، بحيث لو حصل خلاف أو طلاق تسترد حقها، اكتب ووثق كل ده في ضهر العقد، ومن هنا خرجت فكرة القايمة.
جه الإسلام..
قائمة المنقولات الزوجية في الإسلام
في الإسلام الست بتورث بعد موت الزوج، وفيه استقلال مادي للزوجة، وفي الإسلام الاهتمام والتشدد بعكس اليهودية بيكون على المبلغ المقدم أكتر من المؤخر، واللي جزء منه تجهيز العروسة وبيت الزوجية اللي الزوج كفيل بيهم، فمكنش للقايمة وجود، لأن كدة كدة الراجل بيدفع والحاجة بتاعته.
طيب الست شاكرة جابت حاجات للبيت، قالك الحاجات دي تكون ملك ليها وبينتفع بيها الزوج بإذن منها مش ملكه، ولو حصل خلاف فالحاجة دي ترجعلها، بس من غير قايمة مكتوبة، إنما بالشهود، من غير توثيق يعني على ورق، والحاجة دي بيسموها الشوار أو الشورة أو الأنماط، والله أعلم.
نيجي هنا لمصر بقى..
هل “القايمة” لها أصل في التاريخ؟
شعب غلبان على قد حاله، مختلط الثقافات على مر العصور، والشاب من دول مبيبقاش قادر يجهز كل حاجة بنفسه، عملنا مزج لطيف وبقى إلزامي.
يعني “القايمة” هي عرف سائد ليه أصل تاريخي، وإثبات لحق الزوجة في حالة إنها ساعدت في التجهيز والفرش، لأن الحاجات اللي هيا بتجيبها في جهازها هي حقها شرعًا، ينتفع بيها الزوج طول فترة الزواج، وفي حالة الطلاق الحاجات دي بترجعلها، والقايمة عقد أمانة بيضمن ده وبيتعامل قانونًا معاملة عقد الأمانة، وده في حالة لو هي اللي جهزت، لو جهزت إنت فتبقى حاجتك خلاص بس تكون دافع مقدم الصداق.
طب يعني هل القايمة دي ظهرت في عصرنا ده الفترة الأخيرة؟
لا خالص طول عمر الناس هنا ماشية بالعرف ده والنظام ده، مش كلهم طبعا، بس هو شيء معروف من أيام جدودك، وفيه اللي كان بيكتب قايمة، وفيه اللي كان بيجهز ويدفع مهر وطبيعي ميكتبهاش.
نموذج لقائمة المنقولات الزوجية
بالمناسبة دي، نموذج لقايمة مصرية بترجع لسنة ١٩٤٩م:
الأستاذ عبد الموجود حسن رزق تزوج الست سكينة، وجابوا شوية حاجات للبيت، قام كتبها لها في القايمة عشان حقها والعرف، الحاجات دي اللي مضى وختم عليها عبارة عن الآتي:
زيتونة دهب ٨ درهم.
خلخال فضة ٤٠ ريال.
قنطار نحاس.
سرير حديد أسمر بوصة ونص.
٧ مراتب ولحافين و٤ مخدات و٢ روس و٢ مساند.
صندوق خشب.
كل القايمة على بعضها من فوقها لتحتها كدة ١٢ قطعة، بكام يا سيدي؟ بـ٢٨ جنيه ونص، وفيها دهب وسرير ولحفة وبتاع، وعبد الموجود اتجوز سكينة واتبسطوا وخلفوا ووقفوا في البلكونة وسهروا بطبق الترمس وعملتله الشاي والكيكة الإسفنجية، ولا نشغل بالنا بقى والدنيا حلوة وأهو عمر بيعدي.
الخلاصة:
في النهاية، كل واحد حر، وكل حاجة بالاتفاق، اتفقتوا تكتبوها اكتبوها، اتفقتوا تجهزها جهزها، اتفقتوا على المبلغ اكتبوه، اتفقتوا على أي حاجة تانية أنتم أحرار، كدة كدة اللي بيعوز يؤذي بيعرف يعمل ده بالقايمة أو من غيرها.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
