ماذا لو تعلمت الأغنام والأبقار القراءة والكتابة؟
لو تعلمت الأغنام والأبقار القراءة والكتابة، فغالبًا ستجد مقالة أو كتابًا كتبه أحد أجدادهم، يحذرهم من الشخص الذي يسمي نفسه الراعي، راعي الغنم!
سيقول لهم إن هذا الشخص ليس طيبًا كما يبدو لكم، إنه لا يقدم الطعام لهم ويرعاهم ويهتم بصحتهم بسبب الحب! لكن كي يكبر حجمهم ثم يذبحهم أو يستغلهم.
إن هذا الشخص مستغل مثل بقية البشر، سيسرق منهم اللبن فيشربه هو وأولاده بدلًا من تركه لصغار الأغنام والأبقار، سيأخذ منهم الصوف كي يبيعه أو يتدفأ هو به، ويترك الأغنام في البرد.
ربما سيجدون مقالة تحذرهم من البشر، وتقول لهم أن البشر ليسوا أصدقاء، بل مستغلين، ستقول لهم أن البشر أضعف من الخرفان، ويخافون من قرون الكبش والبقر، وأن هذه القرون أقوى من عصا الراعي.
نصائح للأغنام
ربما سيجدون مكتوبًا في كتبهم القديمة نصيحة بالهرب وبسرعة وعدم الاستسلام لباب المزرعة، وأن أرض الله واسعة وفيها رزق كثير، رزق أفضل من الاستسلام وانتظار الذبح على يد الراعي في المزرعة وسجن المزرعة الذي تحرسه الكلاب.
سيشرح أن الراعي وعصا الراعي ضعفاء، لا يقدرون على مواجهة كبش قوي أو ثور هائج، بل يخافون منه، بل ربما يجدون كتابًا عن طريقة للتحالف مع الكلاب ضد صاحب المزرعة كي يتحرر الجميع من خدمته، وكيفية الهروب وكيفية مواجهة أسلحة البشر أو الهروب منها.
أكيد سيكون مكتوبًا في بعض الأوراق تحذير من شيء لامع اسمه السكين، يقول التحذير أن على الأغنام والأبقار الهرب حين يسمعون هذا الاسم، أو حين يرون شيئًا لامعًا في يد الجزار، بدلًا من النظر إليه ببلاهة، في انتظار دورهم للذبح في المذبح.
أهمية القراءة والكتابة في حياتنا
القراءة والكتابة هي ما تجعلنا نستفيد ونتعلم من خبرات السابقين وخبرات الأمم والحضارات، البشر الذين لا يقرأون لا يختلفون كثيرًا عن الأبقار والأغنام! ولا يعرفون عن الحياة إلا تجاربهم الشخصية وبعض ما يسمعونه في مجتمعاتهم الضيقة.
البشر دون القراءة والكتابة هم بشر بلا ذاكرة، بلا تبادل أفكار ولا تراكم معارف عبر الأجيال، بشر بلا حضارة.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا