مقالات

حضارة سارقة وحضارات مسروقة

بعيدًا عن “حجر رشيد” و”رأس نفرتيتي”، وبعيدًا عن المسلات والمعابد، فأنت عندك برة ملايين القطع الأثرية المصرية، متحف بريطانيا لوحده بيمتلك ١١٠ ألف قطعة، بتزين متاحفهم وقصورهم، أغلبهم خرجوا بطرق غير شرعية أو عن طريق الشراء أو الاستعمار، هكلمك عن خمس تحف أثرية منهم بس.

تمثال المهندس حم إيونو

دا تمثال المهندس المسؤول عن بناء الهرم الأكبر نفسه، الراجل اللي صمم وحسب ودرس جيولوجية الأرض وحط الاستراتيجية بتاعت البناء، حفيد الملك سنفرو من الأسرة التالتة المصرية، وهو الأول والأخير من نوعه من حيث طريقة تصميمه بشكل واقعي، وكمان لأنه الوحيد اللي من عصر خوفو لحد غير خوفو.

اكتشفه العالم الألماني “هيرمان يونكر” سنة ١٩١٢م في سقارة في المصطبة اللي اتدفن فيها، وبدل ما يبعته على مصر راح مهربه على متحف هيلدسهايم في المانيا.

الرأس الأخضر

آثار مصرية مسروقةدي عبارة عن رأس مصنوعة من البوراق (الحجر الرملي) لأحد الكهنة المصريين من العصر المتأخر، معمولة بدقة غريبة ومهتم حتى بالخطوط والتجاعيد، الدقة اللي مصنوعة بيها الرأس دي خلت علماء المصريات يفترضوا إن مصمم التمثال غالبًا درس تشريح قبل اليونان، ومفيش منها غير رأس برونزية شبيهة موجودة في ألمانيا.

سنة ١٨٥٨م الأمير “نابليون جوزيف شارل بول بونابارت” ابن عم نابليون التالت كان عايز يزور مصر، فسعيد باشا قاله حبيبي عايز تيجي يبقى تيجي تنقب عن الآثار بقى مهي حفلة، وعشان ميتعبوش كلف “أوجوست مارييت” إنه يعرف الأمير نابليون هيتمشى فين، وفي الحتة اللي بيتمشى فيها دي ينقب عن الآثار، واللي يلاقيه يدفنه أقرب عشان الأمير ميتعبش، فاكتشف الرأس، القصة بقى إنه مجاش ولغى الرحلة، فسعيد باشا لفّها له لفة هدايا وبعتها له، وموجودة النهاردة في متحف بوسطن في أمريكا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تعرف على: قصة الملك الاغرب في تاريخ العالم

تمثال عنخاف

تمثال جيري ملون بيصور راجل في عهد خفرع، معمول بشكل واقعي بعكس التصوير اللي كان بيجمل صورة أصحابه، وده مخليها نادرة إن قليل لما كان الفنان المصري بيصور الراجل على طبيعته مش في صورة مثالية.

سنة ١٩٢٥م جت حملة استكشافية مشتركة بين متحف الفنون الجميلة في بوسطن وجامعة هارفارد، واكتشفوا مقبرة حتب حرس، فعشان المجهود اللي عملوه أخدوا التمثال ده اللي هو ناخد هدية لنفسنا بقى، وموجود دلوقتي في متحف الفنون الجميلة في بوسطن.

زودياك دندرة

آثار مصرية مسروقة

دا يا سيدي كان سقف معبد حتحور في دندرة تحديدًا في المصلى الخاص بأوزوريس، عبارة عن خريطة نجمية لشكل السما وبرجين الثور والميزان وقتها، لوحة فلكية نادرة جدًا بتصور كمان حساب الأيام والشهور المصرية والكواكب اللي كانت معروفة للمصريين، وبيرجع تاريخها لسنة ٥٠ قبل الميلاد تقريبا.

سنة ١٨٢١م شافها تاجر التحف سيباستيان لويس سولنييه وعجبته، وقالك معلش إحنا مخدناش من الحملة الفرنسية أي حاجة وبريطانيا خدت كل حاجة مننا فده حق لينا، فكلف كلود ليلوراين إنه يروح لدندرة ويقص السقف بالمناشير والرافعات والبارود وياخد السقف ويحمله ويجيبه على فرنسا، وفعلُا عمل كدة وإداه لآل بوربون، واتنقل بعد كده لمتحف اللوفر من سنة ١٩٢٢م.

قناع كانفر نفر

أو جميلة الجميلات، قناع ملون جميل لأميرة مصرية من الأسرة الـ١٩ وفريد من نوعه، خصوصًا إن دقة صنعه وتلوينه نادرة إلى حد ما، اكتشفه عالم الآثار المصري دكتور محمد زكريا غنيم سنة ١٩٥٢م، مع مقبرتها اللي كانت مقفولة ومختومة في منطقة المجموعة الهرمية للملك سخم خت بسقارة.

أخده الدكتور واتحط في مخازن سقارة واتسجل يوم ٢٦ فبراير سنة ١٩٥٢م، وفضل هناك لحد ما اتنقل سنة ١٩٦٦م لمخزن المتحف المصري، لكن سنة ١٩٧٣م في تفتيش روتيني تم اكتشاف اختفاء القناع من المخزن، اتسرق يعني بمعنى أصح ومحدش عارف مين اللي سرقه.

سنة ١٩٩٨م متحف سانت لويس للفنون في أمريكا اشتراه من شركة اسمها فينيكس بمبلغ ٥٠٠ ألف دولار، وبعت يسأل مدير المتحف هل هو يخص المتحف أو لأ، والإجابة كانت: “الأفضل تسألوا مستشاريكم”، وعليه احتفظت أمريكا بالقناع، ومؤخرًا سنة ٢٠١٤م المحكمة الأمريكية حكمت بحق المتحف في القناع ده، لأنه مفيش أي معلومات عن طريقة سرقته، ومعروض في متحف سانت لويس في ميزوري لحد النهاردة.

مقالات ذات صلة:

مقبرة تُوت عنخ آمُون سرقت

 قصة (The Cheddar Man) رجُل شيدر

فن النحت في مصر والصين

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد أمير

كاتب ومؤرخ وصانع محتوى