العقل هو المخلّص
نعيش فى عالمنا اليوم وقد أصاب البعض حالة من اليأس
لما وصل إليه حال الأمة العربية من تأخر وانحدار فى مستوى التحضر المادي والفكري،
ومن العوامل الرئيسية لشعورنا بحالة اليأس تلك
هى افتقادنا لإمكانية التغير والثبوت على ما نحن عليه من فقدان الأمل والشعور باليأس،
وإيمانا منا بانتظار المخلّص لهذه الأمة التى تتوافر فيه كل سبل النجاة من براثن وتجارب الواقع الأليم،
وهنا يكمن لنا جزء من المشكلة وهي أن التغير للأفضل سوف يتم من خارجنا بل وليس لنا فيه دور،
وليس علينا سوى الانتظار، وقد أيقن الكثير من الناس بهذه الفكرة،
بأنه لا يسعنا سوى الانتظار، فى تضامن مع الواقع ولكنا ننفى هذا المبدأ بالمرة
ولكن هنا التساؤل كيف يمكننا النجاة؟
شروط العقل المخلّص
البداية بتغيير أنفسنا والسعى نحو الكمال وامتلاك الملكات الأخلاقية
والسعى إلى المشتركات الإنسانية التى لا تدعو إلى أي تطرف أو عنصرية،
بل إلى تناغم وتكافؤ فى المجتمع،
بجانب العامل الرئيسي فى هذا التغير وهو امتلاك آلية التفريق بين الصحيح والخطأ،
وكيفية التعامل مع الأمور وجميع مناحي الحياة بالطريقة الأمثل التى يتوجب عليها أن تكون سائدة لدى الكل،
باتباع منهج عقلي سليم يدرك الواقع ولا يرضى بديلا للبرهان،
للوصول ليقين الأمور، فكثير من أمور حياتنا نسلم بها لمجرد أنها تعارف عليها الناس
وصدقوا بها بدون دليل حتى أصبحت مسلمة بينهم وما أكثرها بيننا اليوم،
وقد نؤمن أيضا بأمور عن قناعة مطلقة بداخلنا لأنها ترضى أنفسنا أو تحقق لنا الشعور بالاطمئنان أو بصورة أو أخرى تتوافق مع الثوابت لدينا
الدين وتغيير المفاهيم
ونخاف كل الخوف من إعادة النظر فى هذه الثوابت وخاصة ما قد يتعلق بالدين كمفهوم
ولاسيما أن إيماننا ويقيننا بهذه الثوابت إنما هو إيمانا موروثا قد يرضى النفس ويشعرنا بالراحة.
وقد يتوهم لنفوسنا ويجتازنا الخوف بأنه السعي نحو الهلاك لما قد يتضمن تغير ما تآلفنا وتربينا عليه منذ صغرنا،
ومن ما لايرضى بحاكمية العقل!
وقد جعلنا الله سبحانه وتعالى مميزين عن سائر الكائنات والمخلوقات به،
وقد قال تعالى (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ – الأنبياء (10))
بل وقد حثنا الله فى الكثير من مواقع القرآن الكريم على استخدام عقولنا وعدم اتباع شهواتنا وما يستحسن إلينا من الأمور،
وحتى لا يخيل للبعض بأنه فى حاكمية العقل هى إلغاء لكل ما دونه..
حاكمية العقل
فشهواتنا وغرائزنا هى نازع فطرى بداخلنا ولكن تحتاج إلى من يقودها ويحكمها.
فعلاقة العقل مع النصوص كعلاقة العين بدون نور، فبدون النور والضوء لا يحدث الإبصار،
بل يكتمل الإنسان ويصل إلى الاتزان عن طريق العقل واتباع ما يرده النص بالصورة التى يتوجب عليها أن تكون الأمثل لتحقيق السلام ونشر العدل،
العقل لا يدخل فى جزئيات الأمور من الدين بل يحترمها ويقدسها،
ولكن ما قد يكون محط خلاف،
هو ليس مع النصوص ولكن إدراك العقل لهذه النصوص وفهمها والتى قد تبنى لدينا أيدولوجية تتعارض مع مايريده الله منا
وعلى ما يتوجب علينا فعله نحو سمو هذا الدين ونشر المحبة والسلام
اقرأ أيضا… العاطفة والعقل…حرب لا تنتهي وصراع يصعب على الكثير عقله
اقرأ أيضا… الصراع الحضاري وأزمة الحضارة
اقرأ أيضا… فلسفة الصراعات الصين نموذجا
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا